سياسة عربية

مقترح ايراني يثير حفيظة دول التعاون الخليجي

بينما كثفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من زياراتها التفتيشية الى ايران املاً بتحقيق تقدم في مهامها الخاصة بالملف النووي الايراني، تصاعدت حدة الازمة بين دول الخليج والجمهورية الاسلامية على خلفية مشروع تقدمت به الاخيرة ويقضي بدمج ملفات كل من البحرين وسوريا مع ملفها النووي، خلال اجتماعات كازاخستان التي ستنعقد خلال الاسبوع المقبل والتي تضم اضافة الى ايران مجموعة «5 + 1». فقد اتهمت دول الخليج ايران بمواصلة تدخلها في دول المنطقة، بينما تمسكت طهران بموقفها وسط توقعات بان الازمة ما زالت مرشحة للتصعيد.

يحاول خبراء تابعون للوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران التوصل الى اتفاق يتيح لهم التحقيق حول ابعاد عسكرية ممكنة للبرنامج النووي الإيراني، وذلك قبل اسبوعين من لقاء بين طهران والقوى العظمى. والزيارة التي تمت الاسبوع الفائت هي الثالثة للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال شهر، والثامنة خلال عام. وتأتي هذه الزيارة غداة تصريحات للرئيس الاميركي باراك اوباما قال فيها بأن على إيران الاقرار بانه حان الوقت لايجاد حل دبلوماسي للازمة. وكرر في الوقت نفسه ان واشنطن ستبذل كل الجهود اللازمة لمنع إيران من حيازة السلاح النووي.
وفي هذا الصدد، قالت وكالة الطاقة الذرية انها تسعى الى ان تتمكن من الوصول بشكل اوسع الى مواقع او افراد او وثائق، من شأنها مساعدتها على توضيح النقاط التي اثارتها في تقريرها الصادر عام 2011 حول عناصر تعتبر ذات صدقية اشارت الى ان إيران عملت على تطوير القنبلة الذرية قبل العام 2003 وربما بعده.
ورفضت إيران التقرير، وواصلت نفي كل اتهامات الغرب واسرائيل بانها تسعى لحيازة السلاح النووي تحت غطاء «برنامج نووي مدني». وصرح رئيس وفد الوكالة هيرمان ناكيرتس قبل توجهه الى طهران الاسبوع الفائت ان الخلافات لا تزال موجودة، وان الفريق يواصل جهده من اجل التوصل الى اتفاق مع ايران.

مقاربة منظمة
وذكر ناكيرتس انه وعلى غرار الزيارتين السابقتين في كانون الاول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) فان نية الفريق التوصل الى «مقاربة منظمة»، ضمن وثيقة تؤدي الى حل كل المسائل العالقة حول اي ابعاد عسكرية ممكنة للبرنامج النووي الإيراني.
وتطالب الوكالة السماح لها بزيارة موقع بارشين بالقرب من طهران حيث يشتبه بان إيران اجرت تجارب لعمليات تفجير تقليدية يمكن ان تستخدم لاطلاق قنبلة ذرية. وتشتبه الوكالة بان إيران تمنع الدخول الى الموقع لازالة اي اثار يمكن ان تورطها.
وتريد الوكالة التوصل الى اتفاق يجيز لها دخول المنشآت او الاطلاع على وثائق لتوضيح النقاط الواردة في تقريرها الذي نشر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.
وفي هذه الوثيقة اشارت الى عناصر ذات مصداقية تفيد بان ايران عملت على تطوير قنبلة ذرية قبل 2003 وحتى بعد هذا التاريخ. ورفضت طهران هذه الاتهامات ووصفتها بالتقرير المسيس.
وتعتبر طهران ان هذه القاعدة العسكرية لا تدخل في اطار تحقيقات المفتشين، الا انهم يؤكدون ان الدخول الى بارشين سيكون ممكناً في اطار اتفاق شامل يحترم الحقوق النووية لإيران. وشدد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على ضرورة احترام الحقوق المطلقة لإيران والامر نفسه ينطبق على القوانين والاتفاقات بين إيران والوكالة.
وبحسب المتابعين فإنه في حال عدم احراز تقدم، تعرض إيران نفسها لخطر صدور قرار خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع اذار (مارس) يطالب برفع المسألة الى مجلس الامن الدولي.
وسيكون للمفاوضات مع الوكالة الدولية تأثير ايضاً على اجتماع مجموعة «5+1»: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا في 26 شباط (فبراير) في الماتي في كازاخستان، بعد توقف مستمر منذ ثمانية اشهر.
ولم تحقق المفاوضات السابقة اي تقدم بسبب الخلاف الشديد في موقف الجانبين. وتطالب القوى العظمى إيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم لانه اذا ارتفعت نسبة هذا التخصيب الى 90% يصبح بالامكان استخدامه لانتاج القنبلة الذرية.
من جهتها، تطالب إيران بتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها كشرط للحد من نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم وهو طلب رفضته مجموعة 5+1. وفرضت الامم المتحدة اربع مجموعات من العقوبات على إيران، اضيفت اليها في اواخر 2011 عقوبات اميركية واوروبية استهدفت صادرات النفط مما ادى الى ازمة اقتصادية خانقة في البلاد.
وفي العام 2012، كلفت هذه العقوبات إيران 40 مليار دولار من عائدات صادرات النفط مع تراجع الانتاج الى 2،65 مليون برميل في اليوم في كانون الثاني (يناير)، وهو ادنى مستوى «منذ ثلاثة عقود» بحسب وكالة الطاقة الدولية.

اعتراض دول الخليج
الى ذلك، ابدت دول مجلس التعاون الخليجي اعتراضها على اقتراح قدمه مسؤول ايراني بادراج الازمتين في سوريا والبحرين على جدول اعمال اللقاء المقبل في كازاخستان لبلاده ومجموعة 5+1 حول الملف النووي الايراني واعتبرته «مستفزاً».
واكد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في بيان ان دول المجلس ترفض رفضاً باتاً هذه المحاولات الايرانية معتبراً انها تثبت تدخل ايران الواضح في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومساعيها المستمرة لزعزعة امن بعض الدول العربية واستقرارها، داعياً مجموعة 5+1 الى رفض هذه المحاولات الايرانية المستفزة.
ويأتي البيان رداً على نائب وزير الشؤون الاسيوية عباس عراقجي الذي صرح في اقوال نقلتها وكالة مهر ان طهران اقترحت ادراج ازمتي سوريا والبحرين بين مواضيع النقاش مع الطرف الغربي في كازاخستان. وتابع الزياني انها محاولات تمثل تلاعباً بملف المفاوضات الايرانية وتثبت مماطلة ايران وعدم جديتها في الوصول إلى حل نهائي يزيل القلق الاقليمي والدولي من برنامجها النووي المثير للجدل. وبالتوازي، تم استدعاء القائم بالاعمال الايراني الى مقر الخارجية البحرينية حيث سلم مذكرة احتجاج بحسب الوكالة البحرينية للانباء. واكدت المذكرة التي اوردتها الوكالة ان الاقتراح الايراني يمثل تدخلاً في شؤون مملكة البحرين الداخلية وانتهاكاً لسيادتها، كما يؤدي الى زيادة التوتر وعدم الاستقرار في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقة الخليج العربي. كما رفض وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة المقترح الايراني في رسائل وجهها الى اعضاء مجموعة 5+1 وهي: الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا

عواصم – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق