رئيسيسياسة عربية

30 مليون توقيع لترشيح السيسي لرئاسة مصر

بينما يحذر قائد سبسي، من تجربة مصرية في تونس، تتواصل المعركة في مصر بين الاخوان ومن لا يريدهم. فالاخوان مستمرون في السعي الى العودة الى السلطة. وبعد فشل سائر محاولات الضغوط الشارعية، والعنفية، كانت الاخيرة العصيان المدني الذي اعلنوه في مناسبة افتتاح السنة الدراسية. ورد الجيش مواصلاً حملته الامنية في سيناء، وفي الضغط الشارعي من جهته، بتكثيف التدابير، لمواجهة الاضطرابات وشن حملة اعتقال لقادة الحركة الاخوانية والسيطرة الاعلامية، فاغلق محطات تلفزيونية واعتقل الناطق باسمهم.

بدا ان الحرب التي شنها الجيش المصري مع حلفائه ضد الاخوان، اعطت ثمارها، واصاب الضياع الاخوان، بعد اعتقال معظم قياداتهم. ولا تتوقف هذه الحرب التي بدأت تطاول قيادات الصف الثاني، وتوجه اتهامات جديدة الى الذين اعتقلوا.
وتتعامل المحاكم بكثير من الصراحة مع المتهمين باقتراف اعمال عنف، فحكمت احدى المحاكم العسكرية بالسجن المؤبد على احد ناشطي الاخوان، وبالسجن بين 5 و15 سنة، على 51 آخرين، لانهم اعتدوا على جنود، وعلى منشآت عسكرية في مدينة السويس، في 14 اب (اغسطس) الماضي. بينما تمضي عنيفة وقاسية، الحملة التي يشنها الجيش المصري، باسلحته المختلفة، على مثيري الاضطرابات في صحراء سيناء.
وتمتد حملة السلطات المصرية على الاخوان الى الجوامع، التي كانت حتى الآن، احدى الوسائل الاقوى، في نشر دعوتهم، فاعلن وزير الشؤون الدينية مختار جمعة، ان الحكومة منعت 55000 من الائمة من القاء الخطب في الجوامع، لانهم لا يحملون الاجازات المناسبة. وعلى اعتبار انهم من دعاة تفسير اصولي للاسلام. واشار الى ان حق الخطبة في الجوامع هي فقط للمتخرجين من جامعة الازهر، ام من مؤسسة تشرف عليها الحكومة.

دعم الرقابة
اعتبر القرار عزماً على دعم رقابة الحكومة على الرسائل التي تنطلق من الجوامع، وتفادي ان يستغل الاخوان وسائر التجمعات الاصولية، المنصة لاثارة الشغب.
وكان الرئيس عبد الناصر، اصدر بعد ثورة  1952 سلسلة من القوانين، لوضع الجوامع وائمتها تحت رقابة حكومية صارمة. ولكن الامر لم يمنع ان تقوم، خلال العقود الاخيرة، جوامع صغيرة في ابنية ام في مرائب، لا علاقة لها بالقوانين الحكومية. ويبدو ان القول المأثور «مصر تحتاج الى فرعون والى يد حديدية»، لم يتغير بالرغم من مرور الاف السنين. وربما كان هو الذي اوحى بالحملة الشعبية، التي بدأت منذ اسبوع، لاطلاق ترشيح اللواء عبد الفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية.
ويشرح وائل ابو شيشه، الناطق باسم حملة «كمّل جميلك»: «ان السيسي دعانا في تموز (يوليو) الى النزول الى الشارع، من اجل ان يسمح له الشعب باعلان الحرب على الارهاب، فاستجبنا للدعوة ونفّذ كلامه. وتهدف المبادرة الى جمع 30 مليون توقيع، تدعو القائد الاعلى، الى ترشيح نفسه، في الانتخابات الرامية الى خلافة محمد مرسي.
ولا تسعى المبادرة، الى اخفاء الوحي الذي اتاها من الحركة الشبابية «تمرد»، التي جمعت بدعم من رجال اعمال من مستوى نجيب ساويرس 22 مليون توقيع، طالبت بخروج محمد مرسي وباجراء انتخابات رئاسية مسبقة، وشكّل هذا الانجاز الذي اعتمد لتجييش الغضب الشعبي وتجنيد التظاهرات التي اجتاحت طرقات مصر في 30 حزيران (يونيو)،وكان المستند الوحيد الذي اعتمده الجيش المصري للتدخل في الازمة واسقاط حكم الاخوان.
ويسعى اصحاب المبادرة الى اعادة المحاولة ومصالحة البلد العربي الاكثر عدداً من السكان، مع عهود قادها جمال عبد الناصر، وانور السادات وحسني مبارك. ويعتقد قائد مبادرة «كمّل جميلك»، «ان مصر، البلد الشاسع جغرافياً، وسكانياً، الذي يواجه اعداء داخليين وخارجيين، يحتاج الى حاكم عسكري».

الحراك الشعبي
الحراك الشعبي الذي انطلق في منتصف ايلول (سبتمبر)، كان بدأ يختمر في 23 تموز (يوليو) بتوزيع اضبارات داخل مصر وخارجها، ولا يكشف اصحاب المبادرة عن عدد التواقيع التي جمعوها حتى الآن، ولكنهم يؤكدون ان العدد في تزايد مستمر، وتعتمد الحركة متطوعين في المدن الكبرى، والاطياف البعيدة، وفي الدول العربية والمهاجر الاجنبية مؤكدة ان عدداً كبيراً من رجال الاعمال يشاركون في تمويل الحركة، ويتوقع مراقبون انه اذا استمر تطبيق خريطة الطريق، على وتيرة اليوم، فقد تجري هذه الانتخابات في سنة 2014، بعد الاستفتاء الدستوري والانتخابات النيابية.
ويعتبر الفريق السيسي (58 سنة) الرئيس الفعلي لمصر، غطت ظلاله على الرئيس المؤقت ورئيس الحكومة والوزراء، ظهوراً وعملاً، وكذلك على قادة المعارضة السابقة والمدافعين القدامى عن الديموقراطية والتعددية السياسية الذين خرج منهم محمد البرادعي، منذ ان اعترض على الخط الذي اعتمده السيسي في مواجهة الاخوان.
ويصرّ وائل ابو شيشة، على ان مصري الشارع العادي، ما زال يحب الفراعنة، «ولكننا نريد فرعوناً يكون قوياً وقت تلزم القوة، ويستطيع اتخاذ القرارات المناسبة، في الوقت المناسب»، لدينا «الاحزاب السياسية التي تركض وراء مصالحها».
وتبرز المواقع الانترنيتية توافق الفريق السيسي مع «الارادة الشعبية والشرعية الثورية» والعمل على «توحيد المصريين وراء الديموقراطية من اجل اعادة امجاد مص.

ج. ص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق