افتتاحية

هل يحق لهؤلاء ان يبقوا في مراكزهم؟

حدثان بالغا الاهمية اعتبرا افضل رد على المطالبين بالتمديد للمجلس النيابي، الممد لنفسه اصلاً منذ سنة وخمسة اشهر، بصورة مخالفة للدستور. وهو يعمل للتمديد لنفسه مرة ثانية، وربما لمدة تبلغ سنتين وسبعة اشهر، وايضاً بصورة مخالفة للدستور والقوانين، مسجلاً عجزه عن انتخاب رئيس للجمهورية رغم مرور اكثر من خمسة اشهر على الفراغ في سدة الرئاسة. وعجزه عن اصدار قانون انتخاب جديد.
الحدث الاول هو ان احداث الشمال التي شغلت السياسيين والقوى الامنية طوال الاسبوع، كشفت عن ان نائباً او اكثر كانوا على اتصال بالارهابيين، وقد سبق لهم ان سجلوا مواقف اعتبرت انها غير مؤيدة للجيش اللبناني، الذي يبذل الدماء الزكية في سبيل الوطن، والحفاظ على سيادته وامنه، واستقرار اللبنانيين جميعاً. وقد استطاع حسم الموقف وطرد المسلحين من طرابلس وانهاء البور الامنية فيها.
تناقلت الانباء مواقف مستنكرة، فيها انتقاد ضمني للجيش وتبرير لما يقوم به المسلحون الارهابيون ضد الوطن. فهل صحيح ان هذه المواقف صدرت عن نواب يمثلون الشعب اللبناني؟ نأمل ان تكون الانباء مجرد شائعات لا قيمة لها.
ان الجيش اللبناني الذي خاض معارك ضارية ولا يزال في سبيل الدفاع عن الوطن، اثار اعجاب الدول الكبرى والصغرى، فسارعت الى دعمه ومده بكل ما يحتاج اليه من سلاح واعتدة، ليتمكن من وضع حد لمحاولات التخريب في هذا الوطن. وبعدما كان ممنوعاً على الجيش ان يتسلح وان يحصل على اسلحة حديثة ومتطورة، استطاع ببطولته التي سجلها في معركته ضد الارهاب ان يغير رأي هذه الدول ويدفعها الى مؤازرته والوقوف الى جانبه.
لقد استطاع الجيش اللبناني رغم النقص الحاد في السلاح والذخيرة والعدد ان يسطر بطولات في قهر الارهاب والارهابيين، فهل يجوز بعد ذلك لأي لبناني سياسياً كان او مواطناً عادياً ان يقف بوجه الجيش؟
الحدث الثاني البارز كان اقدام نائب ممدد لنفسه على اهانة مواطنة تقوم بواجباتها، لانها رفضت ان تلبي طلبه بالسرعة التي يريدها هو، متعالياً عليها في التعريف عن نفسه وكأنه هو فوق البشر وفوق القانون، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال ظهوره على شاشات التلفزة. فاثار السخط في الرأي العام اللبناني.
امثال هؤلاء النواب والذين فقدوا صفتهم النيابية وحصانتهم منذ اللحظة الاولى التي مددوا فيها لانفسهم، هل يحق لهم ان يبقوا في مراكزهم، بناء على قرار اتخذوه بانفسهم، دون العودة الى صاحب الكلمة الفصل في هذا الموضوع وهو الشعب اللبناني؟
وهنا تطرح التساؤلات. لماذا لم يصدر عن رئيس المجلس النيابي كلمة واحدة تحدد موقف المجلس مما جرى؟
هل ان المجلس النيابي ورئيسه مؤيدان لهذه التصرفات؟
ان الرأي العام لا يزال ينتظر موقفاًحاسماً من رئيس المجلس يضع حداً للتأويلات، ويعيد الامور الى نصابها.
وبالمقابل كان ثناء واطراء على موقف نقيب المحامين الاستاذ جورج جريج صاحب القرار الجريء الذي ذكر اللبنانيين بالكبار الكبار اللذين واجهوا مثل هذه المواقف بجرأة، اشتاقت اليها نقابة المحامين والمؤسسات الاخرى منذ مدة طويلة. لقد اثبت النقيب جريج انه لا يزال في لبنان رجال اصحاب كلمة، ورأي صلب، يناصرون الحق ويدافعون عنه مهما كان الثمن، ودون خضوع لابتزاز او تهويد.
ولا بد من كلمة نقولها على هامش هذه الاحداث انه لولا الجيش اللبناني لضاع الوطن وانهار كل شيء. ولذلك فان على اللبنانيين، كل اللبنانيين، ان يقفوا صفاً واحداً وراء الجيش ويبايعوه ويدعموه بكل ما ملكت ايديهم فهو خشبة الخلاص وعليه الاعتماد.
ولا بد كذلك من قول كلمة حق في قائد هذا الجيش الباسل، الذي ادار ظهره لكل الكلام المغرض المعروف الاهداف، ووضع نصب عينيه لبنان… ولبنان وحده، فنجح في الرهان وسجل صفحة مشرقة في تاريخ المؤسسة العسكرية.

«الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق