دولياتعالم

ايران: مباحثات النووي تتوقف على اعتاب «فوردو وآراك» وروحاني في الامم المتحدة

جولة جديدة من المباحثات النووية انطلقت في مقر الامم المتحدة بنويورك. وهي جولة ليست ككل الجولات السابقة، لجهة انها جاءت في اعقاب المنعطف الذي تعرضت له المباحثات، والذي دفع الى تأجيل الموعد المحدد للاتفاق النهائي لفترة اضافية.

الجولة الجديدة انعقدت على هامش اجتماعات الهيئة العامة للامم المتحدة، حيث حسمت مشاركة الرئيس الايراني حسن روحاني، وتم الكشف عن مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة بخطاب يلقيه امام المشاركين يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
فقد بدأت ايران ومجموعة الدول الست جولة جديدة من المحادثات في الامم المتحدة لتجاوز الخلافات التي تعترض التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي.
وبدأت المحادثات بين ايران وكل من «بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة الى جانب المانيا» في مقر الامم المتحدة على ان تتواصل حتى نهاية الاسبوع المقبل.
ومن المتوقع بحسب مسؤول اميركي كبير ان تستمر المحادثات حتى نهاية الاسبوع المقبل على مستويات مختلفة بما في ذلك على مستوى وزاري لاغتنام وجود قادة دول العالم في نيويورك لحضور الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال المسؤول طالباً عدم كشف اسمه ان العديدين منا لم يصلوا الى نيويورك متفائلين جداً لكن من الواضح ان الجميع حضر بنية العمل، واصفاً المفاوضات بانها «صعبة جداً».
وحددت طهران ومجموعة 5+1 مهلة حتى 24 تشرين الثاني (نوفمبر) للتوصل الى اتفاق يجعل من المستحيل على ايران امتلاك السلاح النووي، لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وقال المسؤول الاميركي ان واشنطن لا تزال تشترط على ايران لرفع العقوبات ان تتخذ تدابير مقنعة وقابلة للتحقق تثبت ان برنامجها النووي سلمي حصراً.

تبديد الامل
وبددت التصريحات الاخيرة الصادرة عن مسؤولين اميركيين وايرانيين الامل في تحقيق تقدم وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان واشنطن لا تفكر سوى بابقاء العقوبات على ايران، وان الكونغرس يعارض اي اتفاق مع ايران لان ذلك سيفرض عليه رفع العقوبات، مشيراً الى ان الايرانيين حذرون جداً حيال الاميركيين.
وقالت المفاوضة الاميركية ويندي شيرمان ان المستوى الحالي لقدرة ايران على تخصيب اليورانيوم والذي يشكل العقبة الاساسية في وجه المفاوضات «غير مقبول».
ويستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة ضعيفة لامداد المحطات النووية بالوقود لكنه يمكن استخدامه في حال تخصيبه بمستويات عالية لصنع قنبلة.
ودعا وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاربعاء الدول الكبرى الى «ان تظل حازمة في مفاوضاتها مع ايران وان تبقي على العقوبات».
وتبدو المواقف متباعدة جداً حول نقطتي الخلاف الرئيسيتين وهما حجم البرنامج الايراني لتخصيب اليورانيوم والجدول الزمني لرفع العقوبات.
وهو ما حمل احد كبار المفاوضين الايراني عباس عراقجي في ختام المفاوضات الاخيرة التي جرت الاسبوع الماضي في فيينا على القول انه من المستبعد التوصل الى اتفاق في نيويورك.
ورجح دبلوماسي اوروبي ان تستمر المفاوضات حتى 24 تشرين الثاني(نوفمبر) موعد انتهاء المهلة ولم يستبعد حتى الاضطرار الى تمديد المهلة مشيراً الى عدم تحقيق تقدم في موضوع التخصيب.

لقاء ظريف وآشتون
وعقد لقاء الاربعاء في نيويورك بين محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي المنتهية ولايتها كاثرين آشتون.
ومن المقرر ان يلقي الرئيس الايراني حسن روحاني كلمة في 25 ايلول (سبتمبر) امام الجمعية العامة.
وكان روحاني القى كلمة في ايلول (سبتمبر) الماضي امام الجمعية العامة للامم المتحدة اكد فيها رغبة ايران في تسوية مسالة ملفها النووي. كما اجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في سابقة منذ الثورة الاسلامية عام 1979. ومن غير المتوقع هذه السنة ايضاً عقد اي لقاء ثنائي بين الرئيسين، بحسب البيت الابيض والحكومة الايرانية.
الى ذلك، كشف تقرير نشر في لندن بأن إيران مستعدة لقبول مقترحات أميركية جديدة بخصوص ملفها النووي، وخصوصاً تخصيب اليورانيوم في الخارج، ولكن طهران واصلت حديثها عن خلافات.
وقال تقرير جديد إن ايران كانت ترفض مقترحات محورية بخصوص تخصيب اليورانيوم الخاص بها في الخارج، لكنها أعلنت مؤخراً أنها على استعداد لمناقشة ذلك مع واشنطن. وبحسب صحيفة «أوبزرفر» اللندنية تعطلت المحادثات لأشهر عدة بسبب معارضة طهران تقليص عمل أجهزة الطرد المركزي الموجودة لديها بشكل كبير.
وتوضح أن هذه الاجهزة هي المسؤولة عن نسبة تخصيب اليورانيوم بحيث يكون كافياً لتشغيل مفاعلات إنتاج الطاقة الكهربية أو يصبح مخصباً بدرجة اكبر ليشكل نواة لأسلحة نووية تستخدم في صنع الرؤوس الحربية التي تحمل على الصواريخ.
وتقول الصحيفة البريطانية إن الولايات المتحدة ترغب في تحويل مجمع فوردو النووي الى منشأة غير نووية، حيث يضم المجمع الذي يقع قرب منطقة اراك مفاعلاً نووياً جديداً يجري انشاؤه.

اجواء جيدة
وعلى صعيد متصل، وصف مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الايرانيين، عباس عراقجي، اجواء المفاوضات النووية السائدة بين ايران ومجموعة «5+1» بأنها جيدة جدًا رغم وجود الخلافات.
ونقلت وكالة «فارس» عن عراقجي قوله في نيويورك: «ما زالت هنالك خلافات في بعض المواضيع، الا أن اجواء المفاوضات جيدة وبناءة، كما أن الارادة الجدية اللازمة متوفرة لدى جميع الاطراف».
واضاف أن جلسة «صباح الجمعة» تركزت حول كيفية الاستفادة من الفرصة المتاحة خلال الايام المقبلة، وصرح بأن الاجتماعات الثنائية ستتواصل بين ايران ومجموعة «5+1»، ومن بعد تحديد القضايا بدأ الخبراء البحث والتفاوض حولها.
واعرب مساعد الخارجية الايرانية عن امله بالوصول الى حصيلة خلال الايام المقبلة وامكانية تحقيق تقدم في المفاوضات، وقال إنه بناء على ذلك بدأ الخبراء عملهم وستتواصل المحادثات بين الخبراء بالتزامن مع المحادثات الثنائية.
ولفت عراقجي إلى أن الوفد الإيراني المفاوض التقى خلال اليومين الماضيين فرق المفاوضات لدول اميركا وروسيا وبريطانيا، موضحاً أن محادثات ستجري مع البقية أيضاً أي فرنسا والمانيا.
واكد أن المحادثات الثنائية تساعد في التقدم بالمفاوضات في اطار مجموعة «5+1»، معرباً عن امله بتحقيق تقدم خلال الايام المقبلة والاستفادة من الفرصة المتاحة في نيويورك نظراً لحضور جميع وزراء خارجية الدول الست والمسؤولين وإجراء المزيد من المشاورات.
واوضح بأن ايجابية الاجواء تبعث الامل بتقدم المفاوضات، ولكن تحقيق التقدم في المضامين رهن بكيفية سير المفاوضات وكيفية توفير مطالب الطرفين.
وحول الخلافات القائمة بين الطرفين قال، هنالك مشاكل حول جميع القضايا التي يجري التفاوض بشأنها ولم يحصل تفاهم لغاية الآن.
واعتبر التخصيب وحجمه من القضايا الاساسية، واضاف أن من القضايا الاخرى كيفية الغاء الحظر، لأن اتفاق جنيف يتضمن الغاء الحظر بصورة شاملة وكاملة.
واشار الى وجود الخلاف في ما يتعلق بمنشأتي اراك وفوردو «الا أن هنالك خيارات مختلفة مطروحة وجرت مناقشات جيدة وكانت المواضيع المطروحة من الطرفين دقيقة وواضحة جدا».
وبشأن احتمال عقد اجتماع وزاري بين ايران والدول الاعضاء في السداسية الدولية، اوضح عراقجي بأن هذا الامر متعلق بتحقيق تقدم في المفاوضات.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق