أبرز الأخبار

حماس تأسر جندياً اسرائيلياً وتل ابيب تعترف بمقتل13 من جنودها، وترد بمجزرة الشجاعية

يجمع المحللون العسكريون على ان المواجهات الدائرة في قطاع غزة ليست حرباً تقليدية. وانها كشفت عن تغير في قوة حركة حماس وفي اساليبها القتالية. وسط توقعات بان فترة حكم مرسي كانت فترة ذهبية بالنسبة الى الحركة، حيث نجحت خلالها في ادخال اسلحة ومعدات كانت كافية لتأسيس بنية تحتية كافية لاحداث تغيير في قدرة الحركة على المواجهة.

اعترفت اسرائيل بشكل غير رسمي ببعض خسائرها البشرية. ومنها سقوط 13 قتيلاً وعشرات الحرجى من بينهم قائد لواء جولاني الذي يعتبر من اهم الوحدات العسكرية في الجيش الاسرائيلي. وهناك معلومات عن تخطي عدد قتلى الجيش الاسرائيلي العشرين قتيلا منذ بدء المواجهات.
ويبدو ان ذلك انعكس على مجريات الامور من زاويتين، الاولى ردة الفعل الاسرائيلية حيث نفذ جيش الاحتلال مجزرة بشعة في حي الشجاعية، اودت بحياة العشرات وجرح المئات. والثانية فتح باب التفاوض حول شروط الهدنة والاستماع الى المطالب الحمساوية التي قدمتها الى الجانب المصري الذي يتولى دور الوساطة في هذا الملف. بالتزامن مع اعلان نتانياهو عن ان الحرب مع حركة حماس طويلة، وان حكومته اعدت العدة لذلك. وهو الخطاب الذي جاء من اجل دعم معنويات الاسرائيليين التي يعتقد انها كانت شبه منهارة على وقع الخسائر التي مني بها الجيش والتي تجاوزت 13 قتيلاً بحسب الاعتراف الرسمي، واكثر من عشرين قتيلاً بحسب احصائيات اخرى، اضافة الى اسر احد الجنود طبقاً لبيان لحركة حماس. ذلك ان اعتراف اسرائيل بهذا الرقم لا يعني انه صحيح، خصوصاً وان خسائر الجيش تخضع لقدر من التعتيم.

توسيع العدوان
وفي الاثناء صدرت الاوامر بتوسيع نطاق العدوان البري الذي قالت تل ابيب انه يستهدف تحقيق جملة من الاهداف من بينها تدمير انفاق قالت انها تربط بين القطاع ومواقع اسرائيلية من اجل تنفيذ عمليات في العمق الاسرائيلي.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأحد أن 13 جندياً قتلوا – ليل السبت – في قطاع غزة، حسب ما أعلنت متحدثة عسكرية، بينما أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن مقتل 15 جندياً إسرائيلياً وإصابة أكثر من أربعين، كما أطلقت صواريخ عدة على مناطق بإسرائيل.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية «قتل 13 جندياً من لواء غولاني للمشاة الليلة الماضية» في إطار العملية الجارية في قطاع غزة.
وكان الجيش أعلن بالفعل عن مقتل خمسة جنود منذ الخميس وبدء العملية البرية ضد قطاع غزة، مما يرفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى إلى 18 جندياً.
وفي وقت سابق اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل اثنين من جنوده في مواجهات داخل قطاع غزة وحوله، وقال إن أحدهما قتل بصاروخ مضاد للدبابات بينما قتل الآخر في تبادل لإطلاق النار، من دون أن يضيف الجيش أي تفاصيل إضافية.
وحالت الرقابة العسكرية الإسرائيلية دون معرفة العدد الرسمي لخسائر الجيش الإسرائيلي، لكن مصادر إسرائيلية أكدت مقتل جنديين في مواجهة قرب خان يونس إضافة إلى سبعة آخرين من لواء غولاني قتلوا في كمين.

جرحى الجيش الاسرائيلي
أما الإذاعة الإسرائيلية فأكدت أن عدد الجنود الجرحى الذين أصيبوا خلال الاشتباكات الجارية بالقطاع ارتفع اليوم إلى 51 جندياً، بينهم قائد لواء غولاني غسان عليان، مشيرة إلى أن حالات سبعة من الجنود خطيرة، وحالات 11 منهم متوسطة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مدير مستشفى إسرائيلي في بئر السبع القول إن 150 جندياً جريحاً وصلوا إلى المستشفى منذ الخميس الماضي، بينما أفادت مراسلة الجزيرة مساء  الأحد أن أربعة جنود أصيبوا بجروح على الحدود مع غزة ونقلتهم مروحية عسكرية إلى أحد المستشفيات.
من جهتها، تحدثت كتائب القسام عن استدراج قوة إسرائيلية حاولت التقدم شرق حي التفاح بغزة إلى كمين معد مسبقاً، مما أدى إلى تدميرها بالكامل، وأضافت أن مقاتليها تقدموا بعد ذلك صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيها، وعددهم 14 جندياً صهيونياً. وقالت أيضاً إنها قصفت بئر السبع بثلاثة صواريخ من نوع غراد، كما قصفت الآليات العسكرية الإسرائيلية في مطار غزة بثلاث قذائف هاون.
وفي الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي عن سقوط عشرين قتيلاً من جنود الاحتلال في حي الشجاعية وخان يونس منذ مساء السبت حتى اليوم.
الى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الحرب على غزة ستستمر حتى تحقيق أهداف إسرائيل «بتدمير البنية التحتية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتحييد قدراتها الصاروخية ولو تطلب ذلك الاستمرار في الحرب لوقت طويل».
واعتبر نتانياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع موشيه يعلون أن إسرائيل لم تختر الدخول في المعركة الحالية، ولكن وبعد أن اضطرت لدخولها فإنها ستتواصل إلى حين  تحقيق جميع الأهداف وهي «استعادة الأمن لإسرائيل وتدمير البنية التحتية لحماس».
واعترف نتانياهو أن العملية الحالية «واسعة ومحفوفة بالمخاطر»، وأكد أن هذه العملية تتقدم وستتوسع حسب الظروف ويمكن أن تكون لمدى طويل، وعبر عن تعازيه لعائلات الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال العدوان المستمر على غزة منذ 14 يوماً.
وأشار نتانياهو إلى أن القوات الإسرائيلية كشفت خلال الأيام الماضية العديد من الأنفاق التي استثمرت حماس في بنائها أموالاً طائلة على مدى سنوات عدة، وأكد أن بعض تلك الأنفاق وصل إلى الأراضي الإسرائيلية وكانت معدة لتنفيذ عمليات خطف، وتحدث عن نجاح الغارات الإسرائيلية في تدمير منصات لإطلاق الصواريخ.
من جانبه، قال وزير الدفاع موشيه يعلون إن القوات الإسرائيلية كثفت من هجماتها على غزة من أجل إنقاذ عدد من الجنود المصابين، في إشارة إلى القصف المكثف على حي الشجاعية والذي أودى بحياة عشرات المدنيين الفلسطينيين وإصابة المئات.

مجزرة وحشية
ميدانياً، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأحد، مجزرة وحشية مروعة في حي الشجاعية شرق المدينة. وسقط أكثرمن 60 شهيداً وأكثر من 500 جريح في المجزرة المروعة في «جولتها الاولى»، فيما انتشرت جثث الكثير من الضحايا في شوارع وأزقة الحي حيث لا تستطيع طواقم الأطباء والإسعاف الوصول إليهم.
وامتلأ مستشفى الشفاء في غزة بمئات الجرحى، فيما نزحت آلاف الأسر من شرق المدينة نتيجة العدوان الإسرائيلي غير المسبوق.
في الاثناء، قال أوفير غنلدمان، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعطى أوامره للجيش بالاستعداد لتوسيع العمليات البرية في قطاع غزة، بهدف تدمير الأنفاق وضرب البنى التحتية لحماس. وقال يتسحاك أهرونوفيتش، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إن إسرائيل ستحتل غزة إذا اقتضت الحاجة لذلك، مشيراً الى انها «حصلت على الدعم لفعل ذلك»، دون ان يحدد الجهة التي اعطت ذلك الضوء الاخضر. وما اذا كانت جهة داخلية او خارجية.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن المرحلة الأولى من الخطة البرية تستهدف الأنفاق لتدميرها، على أن ينسحب الجيش من المناطق التي دخلها في غزة، بعد قضائه على قدرة حماس على الوصول إلى إسرائيل عبر هذه الأنفاق.
وأضاف انه منذ بدء العملية، اكتشف الجيش الإسرائيلي 13 نفقاً تمتد إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود، وشرع في هدمها، وهذه الشبكة تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، وعمق بعضها يبلغ 30 متراً، حُفرت «لارتكاب اعتداءات نوعية».
ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن ضابط سابق في وحدة الهندسة القتالية قوله ان «حماس» أعدت أنفاقاً متطورة يصعب استهدافها من الجو، «وانه لمعرفة أماكنها يتوجب على الوحدات الإسرائيلية الانتشار على الأرض».  وقال ان الوصول إلى هذه الأنفاق يأتي بناء على معلومات محدودة.

اشتعال المحاور
ميدانياً، اشارت تقارير متعددة ان محاور القتال مشتعلة حول غزة، مع محاولات الجيش الإسرائيلي إحراز تقدم ولو ضئيل على الأرض. إلا أن القوات الإسرائيلية تجد مقاومة عنيفة من مقاتلي حماس، المتحصنين في مواقع حددوها سلفاً، وفق خطة ترمي إلى مباغتة الإسرائيليين في عمليات دفاعية – هجومية لإنزال الخسائر فيهم، في حرب استنزاف يصعب على الرأي العام الإسرائيلي احتمالها. ومنها القيام بعمليات «انزال» خلف الخطوط، والتي تعد من اكبر عناصر المفاجأة.
وتبعاً لذلك، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، أنها قنصت 3 جنود إسرائيليين في شمال بيت حانون بقطاع غزة، ودمرت دبابة إسرائيلية شرق خان يونس، فيما اعترفت القناة الثانية الإسرائيلية بمقتل ضابط وأصابة جنديين بجروح خطيرة، في عملية إنزال القسامية صباح السبت شرق خان يونس.

تعديل المبادرة المصرية
في مسار الهدنة، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش إن مشاورات تجري لتعديل بنود المبادرة المصرية بما يستجيب مع مطالب المقاومة الفلسطينية ووقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة.
وأضاف في تصريحات تناقلتها صحف عدة، أن فصائل المقاومة أودعت لدى القيادة المصرية صياغة لمطالبها من وقف إطلاق النار، مبيناً بأن القاهرة استجابت وتفهمت تلك المطالب وتسعى إلى تحقيقها. وان تلك الصياغة كانت نتاجاً لمشاورات اجريت بين فصائل المقاومة وخصوصاً حركتي حماس والجهاد.
واشار الى بعض المطالب التي اعتبرها نوعاً من «الحق الفلسطيني» في الدفاع عن النفس بما في ذلك «وقف عدوان الاحتلال ورفع الحصار وفتح المعابر مع الضفة الغربية، وفتح معبر رفح، وإطلاق سراح المعتقلين»، منذ عملية «المستوطنين المخطوفين»، من بينهم الأسرى المحررون في «صفقة شاليط»، العام 2011.
وكذلك المطالبة «بانسحاب قوات الاحتلال عن الشريط الحدودي مع القطاع لمسافة تسمح للمزارعين الفلسطينيين بالعمل بحرية في أراضيهم المحاذية له، وزيادة المساحة المسموح بها للصيد في قطاع غزة، إلى مسافة 10 كيلو مترات، وإعادة انشاء المناطق الصناعية في قطاع غزة وتعزيز التنمية، وفتح المطار، وميناء تجاري، والسماح لسكان قطاع غزة بالصلاة في المسجد الاقصى ومنحهم تصاريح دخول القدس المحتلة».
وأعرب البطش عن أمله «بنجاح الجهود المصرية في تحقيق مطالب المقاومة ووقف العدوان، وخلافاً لذلك فلا خيار من مواجهة الاحتلال»، مؤكداً أنها «معركة كسر الحصار وتحرير الإرادة».
وشدد على أهمية «الدور المصري المبذول لوقف عدوان الاحتلال ضد غزة، وعدم القبول بتجاوزه»، مرحباً «بالجهود العربية الإسلامية التي تبذل للهدف عينه، شريطة إلتقائها مع الدور المصري وعدم تجاوزها له».
ورحب بالمبادرة القطرية – التركية، لافتاً إلى أهمية أن «تكون غزة عاملاً موحداً للجهود العربية الإسلامية من أجل وقف العدوان عليها، وعدم انعكاس التجاذبات والخلافات السياسية على الوضع الفلسطيني».
وأوضح «بأن «الجهاد» وفصائل المقاومة لا تمانع وقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني وحقن الدم الفلسطيني، بل هي حريصة على تحقيق ذلك، وفق قاعدة تحقيق المطالب قبل وقف إطلاق النار وليس العكس».
وبين أن «الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ اتفاق العام 2012، بينما لم تفلح مصر في إلزامه به، أسوة بإخفاق الجهود المبذولة، منذ العام 2007، في كسر الحصار».
وقال «إن «الجهاد» وفصائل المقاومة تحفظت على بنود المبادرة وليس على المبادرة نفسها، بل رحبت بالجهد والدور المصري».

شروط حماس
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أكد بأن حركته «لن تقبل بوقف إطلاق النيران إلا إذا أوقفت سلطات الاحتلال الحصار الذي تفرضه على القطاع، وأفرجت عن المعتقلين وأوقفت هجومها ضدّ غزة».
وقال، في تصريح صحفي، إنه «مستعد للتعامل مع أي وسيط يتعامل بمقتضى تلك المطالب»، لافتاً إلى أن «كلاً من قطر وتركيا سوف تشتركان في وساطة مصر لحل أزمة الحرب على القطاع».
الا أن تصريحات الدبلوماسية المصرية تتعاكس مع الجهود الراهنة؛ حيث قال وزير الخارجية سامح شكري إن «بلاده لا تعتزم تعديل مبادرتها لوقف اطلاق النار في غزة بين اسرائيل وحركة حماس».
وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، إن المبادرة «تلبي احتياجات كلا الطرفين، وبالتالي سنستمر في طرحها ونأمل أن تحظى بموافقتهم في القريب العاجل».
وبموازاة ذلك، ينشط تحرك قطري- تركي لتثبيت مبادرة تهدف إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي ضد غزة، ضمن ضمانة أميركية.
وتتضمن المبادرة، وفق ما تناقلته الأنباء، «إطلاق سراح الأسرى المعاد اعتقالهم من صفقة شاليط مؤخراً في الضفة الغربية، وإقامة ميناء بحرية في غزة، وفتح معبر رفح 24 ساعة يومياً، وفتح جميع المعابر مع الضفة الغربية».
وتؤكد ضرورة تمكين الفلسطينيين من «الصيد 12 ميلاً من شواطىء غزة، بينما أوكلت لواشنطن مهمة الوسيط والضامن للاتفاق بين حماس وسلطات الاحتلال».

احمد الحسبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق