أبرز الأخبار

إجلاء مئات المدنيين من حمص القديمة والأمم المتحدة تواصل عمليات الاغاثة

تمكن عمال إغاثة تابعون للأمم المتحدة من إجلاء المزيد من المدنيين من مدينة حمص السورية على الرغم من تعرضهم مرة أخرى للقصف بقذائف الهاون، وأعلن “ المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه تم إجلاء مئات المدنيين من أحياء محاصرة في مدينة حمص القديمة. فيما يستأنف وفدا النظام السوري والمعارضة في جنيف اليوم الاثنين محادثاتهما غير المباشرة في اطار الجولة الثانية من مفاوضات مؤتمر جنيف 2 بعد استراحة استمرت أسبوعاً.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه تم إجلاء مئات المدنيين الأحد تطبيقا لاتفاق برعاية الأمم المتحدة بين الجيش والمسلحين المعارضين المتمركزين في حوالى عشرة أحياء محاصرة منذ أكثر من 600 يوم. كما أكد طلال البرازي محافظ حمص هذه الأنباء في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، وظهر أشخاص خارجون من المدينة في مشاهد تلفزيونية وهم في حالة من الإرهاق.
وبعد مجموعة أولى من 83 مدنياً تم إجلاؤهم الجمعة، خرج 611 مدنيا الأحد من أحياء حمص القديمة، صغارا ونساء ومسنين، بحسب ما أعلن المرصد.
وقال محافظ حمص إن هناك دراسة لتمديد عملية الإجلاء ثلاثة أيام أخرى حرصا من المحافظة على إخلاء جميع المدنيين الراغبين في الخروج من الأحياء القديمة.
وقام العمال بتوصيل مواد غذائية ومستلزمات طبية إلى داخل المدينة، وذلك بعد يوم من هجوم على موكب للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري.
لكن مصادر في المعارضة السورية تحدثت عن قصف استهدف موقع تجمع فيه مواطنون استعدادا لإجلائهم عن المدينة.
واتفقت الحكومة والمعارضة المسلحة على هدنة مدتها ثلاثة أيام بهدف السماح لإجلاء المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى داخل المدينة.
ويعد هذا الاتفاق الململوس الوحيد الذي جرى التوصل إليه أثناء محادثات السلام في جنيف المقرر استئنافها اليوم الاثنين.

من جهته، أشار الهلال الأحمر السوري عبر موقع فيسبوك أن متطوعيه استقبلوا الأحد مئات الأشخاص الخارجين من حمص القديمة، مشيراً إلى إدخال ستين حصة غذائية و1500 كلغ من الطحين.
وشوهد العديد من النساء والأطفال والمسنين ينزلون من حافلات لدى خروجهم من هذه الأحياء وبدا على وجوهم الإرهاق. وقد ساعدهم موظفون في الأمم المتحدة يعتمرون قبعات وسترات زرقاء وكذلك من “الهلال الأحمر” السوري تحت أنظار عسكريين سوريين. وبدت وجوه الأطفال شاحبة وعيون بعضهم محاطة بالزرقة وهم بين أيدي أمهاتهم أو آبائهم. وقالت امرأة وهي في حالة إرهاق شديد يحوط بها أولادها الثلاثة “كان ينقصنا كل شيء، كل الأولاد كانوا مرضى، لم يكن لدينا ما نشربه”. ثم ناولها أحد موظفي الأمم المتحدة قنينة مياه.
وتخلل عملية الإجلاء سقوط قذائف هاون على الأحياء التي يحاصرها الجيش النظامي منذ صيف 2012 ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم مقاتلان معارضان بحسب المرصد.
وتبادل النظام والمعارضون الاتهام بالمسؤولية عن هذا الاختراق الأمني.

استئناف مفاوضات جنيف 2
ويستأنف وفدا النظام السوري والمعارضة في جنيف اليوم، بوساطة مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي، محادثاتهما غير المباشرة في إطار الجولة الثانية من مفاوضات مؤتمر جنيف – 2 بعد استراحة استمرت أسبوعاً.
ومن المقرر أن يجتمع الإبراهيمي في البداية، مع كل وفد على حدة، بغية التقريب بين وجهات النظر وإقناع الطرفين بأن يجلسا إلى طاولة واحدة الثلاثاء.
وكان الدبلوماسي الأممي المخضرم أقر الأسبوع الماضي في ختام جلسة أولى من المفاوضات المضنية بأن النتائج التي أثمرت عنها تلك المفاوضات كانت متواضعة، مشيرا إلى أن الإنجاز الأكبر الذي تحقق هو أن طرفي النزاع، وللمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة قبل ثلاث سنوات تقريبا، وافقا على الجلوس والتفاوض سوياً.
ووعد الإبراهيمي يومها بأن تكون نقاط الحوار «محددة أكثر» في الجولة الثانية التي تنطلق اليوم وتستمر حتى الجمعة، وسيقرر خلالها الطرفان الخطوات التالية لها.
وفي الواقع فإن الثمرة العملية الوحيدة التي أنتجتها الجولة الأولى من مفاوضات جنيف – 2 كانت محاولة الأمم المتحدة انتزاع «إجراء إنساني لبناء الثقة”» تمثل في النهاية باتفاق بين المعارضة والحكومة على الهدنة في حمص القديمة تضمنت إخراج مئات المدنيين المحاصرين وإدخال مساعدات غذائية وطبية.
وتمكنت الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري من ذلك رغم أن الهدنة التي أقرت لثلاثة أيام اعتبارا من الجمعة خرقت مراراً عديدة، وقد أكد ناشطون مساء الأحد أن الهدنة تم تمديدها 72 ساعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق