رئيسي

سليمان: لبنان سيشارك في جنيف 2 وملتزم تحييد نفسه

أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في كلمة القاها أمام السلك الديبلوماسي في حفل تقديم التهاني بالعام الجديد، “ان مسارنا الوطني اصيب بانتكاسات جدية منذ العام 2011 جراء الارتدادات السلبية المختلفة للازمة المتمادية في سوريا على مجمل اوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وشهدت الساحة الداخلية ارتفاعا ملحوظا في التوتر المذهبي وانخراطا متدرجا في الصراع المسلح الدائر على الاراضي السورية وتدفقا متناميا لاعداد اللاجئين السوريين والفلسطنيين وترافق ذلك مع عودة موجة التفجيرات الارهابية المتنقلة”، مؤكدا “ان التفجيرات لن تفلت من يد العدالة كما هو حاصل اليوم في لاهاي، حيث بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اعمالها سعيا لكشف الحقيقة وردع المجرمين ومحاسبتهم”.

وأشار سليمان الى ان “السعي سيستمر لتشكيل حكومة جديدة واستئناف اعمال هيئة الحوار الوطني والتهيئة لانجاز الاستحقاق الدستوري والتوافق على قانون انتخاب جديد يسمح باجراء الانتخابات النيابية، وان الدولة ستواصل جهودها في خلال الشهور التي تفصلنا عن الاسحتقاق الرئاسي وما يليها لتطبيق ما امكن من البرامج الاصلاحية وضمان تنفيذ الخلاصات المتكاملة لمجموعة الدعم الدولية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”، متمنيا من الدول الصديقة والشقيقة القادرة مساعدة لبنان في تحقيق هذه الاهداف الكبرى خصوصا من خلال المقاربات والاطر الرئيسية الآتية:

وقال: “اولا: في ما يتعلق بدعم الاستقرار في لبنان، فاننا نتطلع الى مبادرات نشطة بصورة ثنائية ومشتركة لتشجيع الاطراف الداخليين والدول المؤثرة على الساحة اللبنانية لتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية من طريق الالتزام قولا وفعلا باعلان بعبدا والعمل كذلك على تنفيذ كامل لمندرجات قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701.

ثانيا: في ما يتعلق بدعم الجهد الوطني لمواجهة معضلة اللاجئين السوريين فاننا نتطلع الى دعم دولي مباشر للوزارات والمؤسسات اللبنانية الرسمية لمساعدتها في تحمل الاعباء المترتبة عليها، والتزام التعهدات التي تم تقديمها في مؤتمري الكويت للدول المانحة واستمرار العمل على تطبيق مبدأ تقاسم الاعداد على الدول القادرة الذي اقر في مؤتمر جنيف في شأن اللاجئين.

ثالثا: في ما يتعلق بدعم الاقتصاد اللبناني، فان لبنان يتمنى من الدول الصديقة والشقيقة مع استمرار العمل على تعزيز مجالات تعاونها الثنائي التجاوب مع الجهد الذي سيبذله البنك الدولي بالدعوة الى تمويل مشاريع الدعم للبنان.

رابعا: في ما يتعلق بدعم الجيش، يأمل لبنان من الدول القادرة والراغبة تلبية الدعوة التي ستوجه اليها من قبل الامم المتحدة والحكومة الايطالية بالتنسيق مع لبنان للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي سيعقد في روما.

وشكر سليمان المملكة العربية السعودة وعاهلها خادم الحرمين الشريفين على عزمه تقديم مساعدة استثنائية للجيش اللبناني مقدارها 3 مليارات دولار.

واعلن ان لبنان يتابع بكثير من الاهتمام الجهود المبذولة لانجاح المفاوضات الاسرائيلية الفلسيطنية، مذكرا ان لا سلام فعليا في الشرق الاوسط من دون ايجاد حل عادل وشامل لكل اوجه الصراع العربي الاسرائيلي.

وفي ما يتعلق بالشأن السوري، اكد سليمان ان لبنان سيشارك في اعمال مؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد بعد يومين، مذكرا بموقف لبنان حول هذا الموضوع، بانه ملتزم بتحييد نفسه عن الداعيات السلبية للازمة السورية المتمادية ويعارض اي تدخل عسكري اجنبي في هذا النزاع.

وأعلن ان لبنان معني بشكل خاص بايجاد حل سياسي متوافق عليه للازمة السورية يسمح بعودة الاستقرار الى هذه الدولة الجارة والشقيقة ويحفظ وحدتها، آملا في ان يسمح الحل السياسي المنشود في سوريا بعودة السوريين الى ارضهم وديارهم وان تنطلق اعادة اعمار البلاد في اقرب الآجال، كذلك يأمل في ان يستمر الاهتمام الدولي بمساعدة لبنان في تخطي الآثار السلبية التي خلفتها الازمة السورية على مجمل اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية.

وشدد رئيس الجمهورية على انه سيبذل قصارى جهده لتهيئة الظروف المناسبة لاتمام الاستحقاق الرئاسي بصورة ديموقراطية وهادئة، متمنيا على الدول الصديقة والشقيقة والمجتمع الدولي ككل الوقوف الى جانب لبنان لدعمه في مسعاه الهادف دوما لصون استقلاله ومسؤسساتها الشرعية وتعزيز وحدته الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق