أبرز الأخبار

جوبا: عشرة آلاف قتيل، ونصف مليون نازح حصاد معركة تحرير «بور»

مفاوضات في اديس أبابا، ومواجهات في وسط جونقلي. هذا هو الوضع القائم في دولة جنوب السودان المستقلة حديثاً، والتي يقول مسؤولوها بأنها تتعرض لـ «مؤامرة إنقلابية» يتزعمها نائب الرئيس، رياك مشار الذي يعتبر نفسه انه هو الأحق بالرئاسة. ويعزز تلك الفرضية بمقولات تستند الى طروحات خرافية.

المواجهات التي إمتدت لأشهر عدة، بلغت ذروتها مؤخراً، عندما أعلن الجيش انه استعاد مدينة بور ـ عاصمة ولاية جونقلي ـ من قبضة الثوار، وانه يستعد لمواجهة اخرى لإسترداد بعض الجيوب التي تقع تحت سيطرة من يسميهم بـ «المتمردين». الا ان عين النظام الحاكم هناك والذي يتزعمه الرئيس سلفا كير، ترقب ما يجري في اديس ابابا حيث تتواصل المفاوضات بين الحكومة والثوار، ويتمنى ان تسفر تلك المفاوضات عن نتيجة تنهي تلك المأساة، التي يؤكد اطرافها بأنها ادت حتى اللحظة الى مقتل عشرة آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين، ونزوح نصف مليون لاجىء الى خارج مناطقهم، ومنها الى شمال السودان التي تتوسط في الازمة وتحاول «لملمة» اطرافها لوضع حد للمآسي الإنسانية التي أثارت حفيظة المنظمات والهيئات الدولية التي ما زالت تراقب الوضع عن كثب، وتحذر من تبعات ما يجري، وتدعو الى مد يد العون للمتضررين، ومن بينهم من غامر بنفسه وعبر نهر النيل بدلاً من البقاء تحت القصف. فقد اعلنت رئاسة جنوب السودان، المدعومة من الجيش الاوغندي، انها استعادت مدينة بور، احدى البؤر الرئيسية للمعارك التي تجتاح البلاد منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وهو ما اكده ايضاً المتمردون، موضحين مع ذلك بأن الأمر يتعلق بـ «انسحاب تكتيكي».

إنسحاب تكتيكي
فقد أقر لول رواي كوانغ متحدثاً بإسم المتمردين من اديس أبابا، حيث تجرى المفاوضات حول إتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، بأن قوات مشار «انسحبت تكتيكياً من مدينة بور الإستراتيجية والتاريخية بهدف إعادة تنظيم صفوفها والتحضير لمهمات اخرى»، مضيفاً بأن قواته انسحبت «دون إطلاق رصاصة واحدة». بينما نددت الأمم المتحدة بتجاوزات كثيرة ارتكبها الفريقان في هذا النزاع الذي تشهده هذه الدولة الفتية.
وفي هذه الأثناء، أكد الجيش الأوغندي الذي تدخل رسمياً في البداية لإجلاء الأوغنديين لكنه إعترف لاحقاً بالقتال الى جانب قوات جوبا في مواجهة المتمردين، استعادة مدينة بور، ونسب الى نفسه هذا الإنتصار.
وأدت المعارك الهادفة الى السيطرة على بور الى فرار عشرات الآلاف من سكانها الذين فضل الكثير منهم عبور مياه نهر النيل المحفوف بالمخاطر على البقاء وسط القصف المتبادل للفريقين. وأسفرت المعارك الدائرة في جنوب السودان، عن نزوح 450 الف شخص بحسب الأمم المتحدة بينما تحدث بعض المصادر عن سقوط ما بين ألف وعشرة ألآف قتيل.
ويتهم سلفا كير خصمه رياك مشار وحلفاءه بمحاولة القيام بإنقلاب الأمر الذي ينفيه مشار الذي يتهم بدوره كير بأنه يسعى الى تصفية منافسيه.
وفي هذه الأثناء، قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لحقوق الانسان ايفان سيمونوفيتشي ان المعلومات المتسربة  تشير الى مذابح جماعية واعدامات بدون محاكمات وعمليات تدمير واسعة النطاق واعمال نهب وتخريب وتجنيد اطفال كجنود. واصفاً ما يجري بأنه «جرائم حرب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق