رئيسي

ماذا يريد جون كيري من الشرق الاوسط؟!

جون كيري يطمح الى ان يكون رئيساً للولايات المتحدة، ولا يعترف. لكنه اقوى رجل في الولايات المتحدة، بعد الرئيس باراك اوباما، منذ قرابة السنة. ومن يدري اذا لم تكن هذه الفرصة الافضل، ليجعل نجمه يلمع على المسرح الدولي. فرئيسه يتخبّط في مشاكل سياسية، داخلية. وتجتهد بلاده التي انهكتها حربان جرت اليهما، رئيسها السابق، جورج دابليو بوش،لكي تنقل اهتماماتها الستراتيجية، الى آسيا حيث المستقبل. ولا هم فإن جون كيري يعرف أنها فرصته للمحاولة إنها الفرصة الاخيرة، بالنسبة اليه. فهو في السبعين ويحمل على كتفيه، تاريخاً سياسياً، يريده مثل الكثيرين. ان ينهيه بنجاح. وفي اي حال، بأفضل ما يمكن.

على لائحة الشرف
ويسعى جون كيري الى ان يسجل اسمه، على لائحة الشرف بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الكبار، مثل “العزيز” هنري كيسينجر، الذي انهى حرب فيتنام، وحقق الانفتاح على الصين. ومثل جيمس بايكر، الذي جعل الولايات المتحدة تخرج منتصرة من الحرب الباردة. و اوصل القضية الفلسطينية الى اتفاقات اوسلو. وكان جون كيري قفز الى واجهة الديبلوماسية الاميركية الكبيرة، بعد 3 عقود امضاها في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. ولكنه يعرف ان الاهم، في اللعبة هو ان يحتفظ اللاعب، بالكرة اطول وقت ممكن سواء في كرة القدم او في السياسة. وفي خلال السنة التي امضاها على رأس الديبلوماسية الاميركية، سافر جون كيري، أكثر من أي وزير آخر للخارجية الاميركية على مدى ولاية كاملة. فهو أمضى نصف وقته مسافراً: مئة واربعون يوماً، امضاها خارج الولايات المتحدة، وطار مسافة 48000كلم. وزار 39 بلداً، من دون حساب المرحلة الحالية من الازمة السورية. فكان في الامس في باريس، وفي 22 كانون الثاني (يناير) في جنيف على ما يبدو. اضافة الى مراحل اخرى، قد لا نعرفها حتى الآن. و المنطقة التي تشغل جون كيري، أكثر من اي موضوع آخر، هي الشرق الاوسط، الذي وسّع جورج دابليو بوش حدوده حتى افغانستان. فأخذ القسم الأكبر من وقته: ثلاثة أشهر من مفاوضات تجري ام هي على وشك الانطلاق. القنبلة النووية الايرانية، الحرب السورية، والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. اضافة الى حربين كان من المفروض ان تكونا انتهتا. ولكن ذلك لم يحصل. انها حرب العراق التي ضمت تحت جناحيها الحرب السورية والصراع السني – الشيعي. وظهور ما يسمى بالقاعدة من جديد. وتشمل الحرب الثانية التي لم تنته، الاتفاقية الامنية مع افغانستان التي ستخرج منها الولايات المتحدة في آخر السنة.

حبال السلام
والحالة الطبيعية بالنسبة الى مواجهة مثل هذه المشاكل، هي ان يفشل، ويترك الامور تمضي في مسارها الطبيعي. ولكن جون كيري يتعلق بحبال السلام العربي – الاسرائيلي، ويخصص له اكبر قدر من جهوده: عشر رحلات قام بها الى المنطقة، تخللتها 20 جولة من المحادثات، جهوده حققت بعض النتائج. منها مبادرات، لإعادة الثقة: اطلاق سراح سجناء فلسطينيين من سجون اسرائيل. وتراجع الفلسطينيين عن اللجوء الى المحاكم الدولية. ولكن هذه المبادرات ترافقت مع اخرى. لا توحي بالثقة مثل استمرار اسرائيل في بناء مستوطنات جديدة واحياء مطالب مستحيلة، من قبل الجانبين. وليس هناك من يظهر ايماناً بالنتائج في استثناء: جون كيري. فإذا ربح، انقذ رئاسة باراك اوباما، وربما يغطّي عليها. كما فعل مع هيلاري كلينتون. واذا فشل، فإنه لن يصاب بأي أذى ولا بأس من الاستمرار في المحاولة.

جوزيف صفير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق