رئيسي

رسالة من نصرلله الى الراعي

بعد التفجيرات الأمنية الأخيرة، من اغتيال الوزير السابق محمد شطح الى إنفجار حارة حريك، وبعد ربط لبنان بالازمة السورية واليوم بالتطورات في العراق، اي بالتطرف، وبعد جلسة لوفد من حزب الله في بكركي نهاية العام 2013، وموقف البطريرك الراعي خلاله من المسائل الاساسية، لاسيما موضوعي تورط حزب الله في الحرب السورية وتداعيات سلاحه في الداخل، وبعد الاسئلة “الحرجة” والدقيقة التي وجهها البطريرك،وفق احد المشاركين والتي تمحورت حول الحكومة والحوار والسلاح والمشاركة في الحرب في سوريا، وفي سياق سياسة الحزب التواصل مع بكركي،نقل وفد منه خلال الأسبوع الفائت الى البطريرك رسالة من الأمين العام حسن نصرالله تؤكد “نهائية لبنان والحاجة الى وطن الرسالة والنموذج والصيغة وبلد العيش المشترك ولبنان الرسالة، وضرورة اعادة انتاج رسالة لبنان العيش الواحد ولبنان ساحة لتفاعل الأديان والحضارات، ونموذج لانصهار الاديان السماوية، ولبنان السلام والمحبة والاعتدال، والعمل على ضرورة حماية هذا التمايز الذي يتمتع به لبنان في المنطقة”.كما نقل الوفد الاجوبة على الاسئلة التي طرحها البطريرك. ووصف احد المشاركين في الاجتماع انه “اتسم بالصراحة والوضوح والمحبة والانفتاح التام” حول المسائل المطروحة. كما حرص الوفد على ابلاغ البطريرك رسمياً التزام الحزب بالمواعيد الدستورية لاسيما انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية،والتمسك بحكومة سياسية جامعة دون عزل اي فئة والتمسك بالصيغة اللبنانية القائمة على العيش المسيحي-الاسلامي.

كلام واضح
وكان وفد الحزب سمع من البطريرك الراعي كلاماً واضحاً حول “عدم وجود سلاح خارج الشرعية والتهويل بالفراغ في المؤسسات، سواء السلطة التنفيذية او رئاسة الجمهورية، لأن الفراغ فيها هو موجه ضد لبنان وضد الطائفة، وطعن لصيغة العيش والوحدة الوطنية لانه من المستغرب الا يحدث شغور في رئاستي المجلس والحكومة وان تتعرض رئاسة الجمهورية الى الفراغ”. ويقول احد اعضاء لجنة المتابعة ان الاجتماعات بين وفد حزب الله والوفد المكلف من البطريرك مستمرة بوتيرة اسبوعية لان “الحزب حريص على تمتين علاقاته مع البطريرك منذ إعتلائه كرسي البطريركية وان كان يقول “الحقيقة وجها لوجه” من دون مواربة، لأن الحوار الصريح والصادق والشفاف هو الذي يوصل الى خواتيم تصب في المصلحة الوطنية وليس في مصلحة الاطراف. وكان لرفض  الراعي الحكومة الحيادية معتبراً انها تؤزم الوضع وتزيده تعقيداً وتعطل اجراء الانتخابات الرئاسية وتفجر الوضع استناداً الى رسالة بعث بها الرئيس نبيه بري اليه بهذا الخصوص،من ضمن معادلة واضحة ان حكومة حيادية تنسف الانتخابات الرئاسية.
ويسعى الحزب الى تمتين علاقاته بالصرح والسعي الى تجميل صورته، خصوصاً في الشارع المسيحي، بعد تورطه في الحرب في سوريا وما تركت  هذه الخطوات من تداعيات في الداخل، بات الحزب بحاجة الى غطاء، لاسيما على الساحة المسيحية لمواجهة الحملة التي يتعرض اليها من قبل الشارع السني، خلافاً لما أعلنه نصرالله من انه ليس بحاجة الى غطاء من احد لمشاركته في الحرب في سوريا، لانه ذهب كما قال للدفاع عن لبنان وعن المقاومة وعن فلسطين في حرب استباقية ضد التكفيريين لمنعهم من المجيء الى لبنان. وتشير اوساط سياسية في 14 آذار الى ان حرص الحزب على التقرب من بكركي ينطلق من “فتور في العلاقات بينه وبين الرابية، وخوف الضاحية من تطور الفتور الى توتر   مع تشكيل حكومة سياسية جامعة من دون التشاور مع العماد عون”  كما قال الاخير لاحد الوزراء مستغرباً اقصاءه عن الاتصالات، متوعداً بأن تكون له مواقف واضحة. وان الاجتماع الاخير بين عون ونصرالله لم تكن نتائجه ايجابية وفق اوساط سياسية قريبة من الرابية، مشيرة الى ان عون يخشى صفقة سياسية جديدة على الساحة، وقيام اتفاق رباعي جديد لتشكيل حكومة سياسية جامعة يستهدف التيار. ويكشف احد الوزراء في حكومة نجيب ميقاتي ان عون ابلغه انه لم يستشر في ما يجري وانه يرفض مهزلة التأليف القائمة وفق تسويات وصفقات، وسيكون له موقف. ولفت الوزير الى ان عون غمز من قناة تمايزه عن حلفائه، لاسيما الثنائي الشيعي في هذه المرحلة.

تعويض الخسارة
ويحاول الحزب وفق ما يقول نائب قواتي “تعويض خسارة” عون او ابتعاده عنه بتقربه من بكركي والتواصل معها ومع بعض مكونات 14آذار. كما يسعى الحزب الى التقرب من الكتائب “نكاية” بالقوات. وقد ترك اعتراض الكتائب على الحكومة الحيادية لانها تعزل حزب الله وانها ضد مبدأ العزل، علامات استفهام في اوساط قوى 14آذار. ويرى مسؤول سياسي “ان الحزب بات يشعر بأن مجريات الامور في المنطقة لا تصب في خانته ولن تكون لصالحه ولصالح مشروعه الاقليمي،لذلك قرر التحرك بإتجاه الشارع المسيحي وتنازل عن شروطه لتأليف حكومة سياسية جامعة على اساس ثلاث ثمانيات.
ويكشف احد اعضاء لجنة المتابعة ان اللجنة تكثف من نشاطاتها في هذا الظرف لمواجهة تحديات المرحلة. وتكشف مصادر كنسية ان البطريرك الراعي يرغب في عقد “قمة روحية” في بكركي لمواجهة المخطط الارهابي الذي يستهدف لبنان. الا ان “ازمة” دار الفتوى حملته على التريث لتجنب قيام شرخ بين بكركي و«المستقبل” خصوصاً ان المفتي ينوي المشاركة الشخصية في القمة ولن يوفد من يمثله لتسهيل مهمة البطريرك. كما ان موفداً من بكركي فاتح نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان بالامر فرحب على اعتبار ان الخطوة مطلوبة وطنياً في هذا الظرف، الا انه ابلغ الموفد صعوبة مشاركته لاعتبارات امنية. وتطرح اوساط كنسية اسئلة حول البديل عن القمة الروحية بعدما اشارت اوساط قريبة من بكركي الى امكان قيام البطريرك بمبادرة تصب في خانة توحيد الموقف اللبناني وتعزيز صيغة العيش في وجه موجة التطرف والارهاب التي تغزو لبنان. ويتوقع وصول موفد فاتيكاني الى لبنان خلال هذا الشهر ربما ساهمت زيارته في تحريك الاتصالات المجمدة بين الطوائف ويسعى الى اعادة الحرارة الى التواصل بينها ربما من خلال مبادرة يحملها معه من البابا فرنسيس الذي سيزور المنطقة ويرغب في ان يكون لبنان على جدول الزيارة.

ف.ا.ع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق