سينما

الرعب مجدداً مع Carrie!

عشاق افلام الرعب الشهيرة والقوية لا يمكنهم نسيان فيلم براين دي بالما الشهير Carrie  عام 1976، المقتبس عن اول رواية من نوع اروع القصص  (Best Sellers) قدمها ستيفن كينغ عام 1974، والذي رشحت عنه بطلته سيسي سبايك لجائزة «افضل ممثلة» تماماً مثل امها في الفيلم بيبر لوري التي رشحت لاوسكار «افضل ممثلة في دور ثان» عام 1977. ذاكرة عشاق افلام الرعب لا تزال مسكونة بتلك الفتاة المراهقة والوحيدة التي تملك  قدرات خاصة تمكنها من تحريك الاشياء عن بعد بواسطة ذهنها. كاري لم تكن تعاني فقط من تعسف والدتها المتعصبة دينياً التي كانت تخضعها لعذابات نفسية لا تعد ولا تحصى، بل ايضاً من سخرية زملاء مدرستها وبعض اساتذتها. ولذلك هي قامت بالانتقام منهم على اهانتهم لها في حفل التخرج، فاستعملت قدرتها الخاصة وحوّلت الحفل بحراً من الدماء والموت والرعب. اليوم وبعد 37 عاماً على شريط دي بالما الشهير، تعيد المخرجة كيمبرلي بيرس احياء الفتاة كاري من خلال اقتباس جديد لرواية كينغ،  اكثر عصرية ودموية من الشريط الاول.

يستعيد فيلم Carrie قصة الشابة المراهقة  والغريبة الاطوار كاري وايت (كلويه غرايس مورتز) صاحبة القدرة الخارقة على تحريك الاشياء بذهنها، ولكن العاجزة تماماً عن ايقاف العنف النفسي الذي تمارسه امها مارغريت (جوليان مور) المتعصبة دينياً عليها. وتعاني ايضاً كاري من سخرية زملاء مدرستها واستفزازهم الدائم لها، لذلك هي ستفرح جداً عندما سيقوم طومي روس (انسل انغورت) اجمل شاب في المدرسة بدعوتها الى حفل التخرج. ولكن الطالبة الجميلة  كريس هارجنسون (بورتيا دابلداي) مصممة على السخرية منها مجدداً وتلقينها درساً لا تنساه خلال الحفل. وهكذا ستتحوّل اجمل ليلة في حياة الطلاب كابوساً دموياً، من خلال انتقام كريس من كاري، ثم انتقام كاري من الجميع.

تركيز على ثنائي الابنة والام
حتماً المقارنة ليست مستحبة بين فيلم دي بالما الرائع والمبتكر وشريط كيمبرلي بيرس الجيد ليس اكثر، والوفي نوعاً ما للنسخة الاصلية. ولكن  يبدو أن وجهة نظر كيمبرلي بيرس مختلفة قليلاً عن وجهة نظر دي بالما في ما خص معالجة الشخصيات. فالمخرجة ركزت اكثر على ابراز قدرات كاري الخارقة وعلى الصراع بين الابنة والام الذي لم يكن عاملاً اساسياً في الفيلم الاول، كما ان حضور الام طاغ اكثر في هذا الفيلم، وتؤدي شخصية الام المتديّنة والمشحونة بالتوتر والقلق والخوف الممثلة القديرة جوليان مور التي فازت بالدور بعدما قامت برفضه الممثلة جودي فوستر. اما كاري الجديدة كلويه غرايس مورتز فلا تقل موهبة عن الرائعة سيسي سبايك، فالممثلة المراهقة لافتة بحضورها وساديتها. دور كاري الذي تؤديه، اصبح لديه شخصية اقوى في هذه النسخة. ايضاً في هذا الشريط سنتابع الاحداث من وجهة نظر كاري، بينما نسخة 1976 كانت تعتمد اكثر على وجهة نظر الاخرين حيال البطلة. في اية حال ثنائي الابنة والام مورتز- مور هو احد ابرز عناصر قوة الفيلم، خصوصاً ان علاقتهما الغريبة هي السبب في تمرير كم كبير من الانفعالات والمشاعر التي ستفجرها كاري.
بدورها الموسيقى تلعب بقوة ورعب في الفيلم، فرغم انها عالمية، إلا أن ايقاعات المؤلف ماركو بلترامي تتكلم لغة الرعب تحديداً، خصوصاً أنه متخصص بموسيقى افلام الرعب مثل Scream  الاول والرابع وDracula 2001 وResident Evil وThe Thing وThe Whispering وMimic وغيرها.

من هي كاري الجديدة؟
كاري الجديدة هي كلويه غرايس مورتز التي سبق أن تألقت من خلال سلسلة افلام Kick-Ass والتي سبق ان شاركت في فيلم الرعب Amityville مع راين رينولدز في بداية مشوارها الفني. في هذا الشريط  قدمت لنا كلويه كاري شخصية مخيفة وقوية وواثقة ولا تشبه المؤثرة سيسي سبايك التي غلفت الشخصية بكثير من الضعف والهشاشة والسذاجة. فحتى تتحضر جيداً للشخصية وتفهم ظروفها، قامت كلويه بقراءة رواية ستيفن كينغ خمس مرات متتالية، ولكنها رفضت ان تشاهد مجدداً فيلم دي بالما. لقد ارادت ان تقدم كاري على طريقتها الخاصة من دون ان تتأثر بطريقة اداء سيسي سبايك. واللافت ان هذا الاقتباس الجديد لرواية ستيفن كينغ يحترم للمرة الاولى العمر الحقيقي لشخصية كاري، فكلويه غرايس مورتز كان عمرها 15 عاماً اثناء التصوير وهي بذلك اول ممثلة مراهقة فعلاً تؤدي شخصية كاري المراهقة. اما سيسي سبايك فكان عمرها 26 عاماً عندما قدمت الشخصية في فيلم دي بالما عام 1976، وبدورها انجلا بيتيس كانت في سن الـ 28 عندما أدت شخصية كاري  في تيليفيلم المخرج دايفيد كارسون  عام 2002. ولكن عمرها الصغير كاد ان يشكل مشكلة لفريق الانتاج، فالقانون الاميركي يمنع الاولاد القاصرين من العمل اكثر من 8 ساعات في اليوم، بينما يحق للراشدين العمل 14 ساعة متواصلة. وهكذا اضطرت المخرجة للبدء بالعمل  باكراً مع فريقها من اجل تجهيز كل شيء استعداداً للمباشرة فور وصول كلويه. ويبدو أن «كاري» تطارد كلويه. ففي العام 2006 ظهرت الممثلة ابنة الـ 8 اعوام يومها في شريط Big Mamma 2 من بطولة مارتن لورانس، وقدمت دور فتاة صغيرة اسمها… «كاري»!

من هي بديلة براين دي بالما؟
مخرجة الفيلم هي كيمبرلي بيرس  التي سبق ان ادارت هيلاري سوانك في فيلم Boys Don’t Cry الذي حمل لها اوسكار افضل ممثلة. صحيح ان موقع كيمبرلي بيرس  كبير في عالم السينما، ولكن هذا لم يمنعها من التردد قبل الموافقة على اخراج فيلم Carrie. كيمبرلي المبتعدة عن الاخراج منذ اخر فيلم قدمته عام 2008 Stop-Loss، خافت من الاقدام على استعادة فيلم سبق ان قدمه المخرج العبقري براين دي بالما. ولذلك قامت بالاتصال به، فطمأنها دي بالما وشجعها على المضي بهذا الشريط واكد لها انه يثق جداً بموهبتها.

مايا مخايل

كاري بملامح ليندساي لوهان؟
صحيح ان كلويه غرايس مورتز هي من قدمت دور كاري، ولكن المنافسة على الفوز بالدور كانت قوية، فاسماء عديدة طرحت مثل شايلان وودلي وداكوتا فانينغ وشقيقتها ايل فانينغ وامياي براونينغ وبيلا هيثكوت.  والطريف ان الكاتب ستيفن كينغ كان له هو الاخر رأي خاص عندما علم ان روايته ستقتبس مجدداً للسينما. لقد قام بالاتصال بمنتجي الفيلم واقترح عليهم منح دور كاري للممثلة ليندساي لوهان، ولكن اقتراحه لم يعجب المنتجين خصوصاً ان صيت ليندساي وفضائحها وادمانها على المخدرات والكحول لا تشجع احداً على العمل معها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق