صحة

نفخة وغازات ومغص… إليكم الأسباب!

انتهى موسم الفول وبدأ الخريف يطل والنسمات الباردة تسري. فهل هو هواء تشرين يتسرب فيؤذي؟ هل يُصيبنا البرد أم ثمة أسباب أخرى مختلفة لهذا التقوس النافر في البطن ولتلك الغازات الكثيرة المصحوبة بكثير من الآلام والمغص؟ ثلاث علامات تتقدم مع آخر وريقات الصيف وأولى انبعاثات الخريف: آلام في البطن ونفخة وغازات… فهل نشدّ على المصرانين الغليظ والرفيع لقمع الألم وصرخات الآخ أم نبحث عن السبب؟

حين تؤلمنا بطوننا في موسم الفول والبازلاء يقولون لنا: قللوا من تناولهما! وحين تشتد الآلام بين تشرين وتشرين يقولون لنا: انتبهوا من لفحات البرد! تُرى هل بطوننا حساسة الى هذا القدر أم أننا نُحملها أضعاف ما تحتمل فتئن؟
البطن يبدأ عند أسفل الصدر ويتمدد الى نهاية الجذع وهنا، في هذه المنطقة، توجد كل الأجهزة المتعلقة بالهضم بينها المعدة والإمعاء الرفيعة والغليظة والكبد والمرارة والكليتان والزائدة الدودية والأبهر… لهذا قد يختلط عند البعض مغص الغازات عن آلام الأعضاء الأخرى. قد نخال مثلاً أنها المرارة أو أن الزائدة قد تنفجر أو هي المعدة تصرخ. قد تسرح أفكارنا في مناطق أبعد من حدود البطن قبل أن نعود ونحسم: آخ يا بطني!

نفخة وكركرة
قبل أن تتجمع الغازات ويبدأ الألم قد تلفتنا نفخة غير عادية… فلماذا هذا؟
ينتفخ البطن بسبب تكوم كمية زائدة من الهواء في القناة الهضمية وفي المعدة، ما يؤدي الى انتفاخ البطن، وقد يترافق هذا مع صدى «كركرة» من الداخل، من قلب البطن، قد يسمعها حتى من يجلس الى جانبنا فيبتسم لنا مردداً: بطونكم تكركر… جوعانين؟ فهل صوت الكركرة دلالة حقاً الى الجوع؟
يصدر البطن تلك الأصوات عادة ليس بسبب الجوع بل بسبب عجزه عن امتصاص بعض أنواع الخضار والفاكهة ومادة اللاكتوز في الحليب والقمح، والفاكهة كما تعلمون تؤدي الى انتفاخ البطن أحياناً لأنها تختمر في الجهاز الهضمي، لذا يفترض تناولها على معدة غير متخمة. الأجبان البيضاء قد تؤدي بدورها الى تكوّن فقاعات هوائية في البطن محدثة نفخة ملفتة. شرب ما يزيد عن ليتر ونصف الليتر من المياه في اليوم غير محبذ أيضاً، عملاً بالمثل القائل الطمع حتى في شرب المياه ضرّ ما نفع، لأن الإفراط فيه يؤدي الى اختزان المياه الزائدة في الخلايا!
نعود لنسأل: هل تتسبب الغازات في آلام البطن؟
تتسبب كما سبق وقلنا  فضلات الطعام المختمرة مع الجراثيم في الإمعاء في تكوّن الغازات وحدوث الآلام، والعلاج يبدأ في فهم طبيعة الغذاء ورصد أنواع الأطعمة التي تتسبب بمشكلات، ولنتذكر دائماً أن ما قد يضرنا قد لا يضر سوانا، والعكس طبعاً صحيح! ماذا يعني هذا؟ معناه الإمساك بورقة وقلم وتسجيل كل أنواع المأكولات التي نلتهمها في أسبوع ورصد ما يؤذينا منها فليس هناك في الدنيا من هو قادر على أن يُحدد ما يتسبب لنا بغازات أكثر من أنفسنا. فلنراقب إذاً ما نأكل ولنبتعد تباعاً عما نرجح أن يكون سبب ما يصيبنا من ضرر، ولا بدّ أن ننجح في تحديد أصل المشكلة. ويفترض ألا ننسى أن بعض الأطعمة المصنفة مفيدة قد تؤذي كونها غنية بالكربوهيدرات القادر على إحداث غازات وانتفاخ في البطن ومن هذه الأطعمة البروكولي والكرنب والبطاطا والبصل أما الفاصولياء فكلنا يدرك ما قد تتسبب به من غازات! ثمة أطعمة إذاً قد تتسبب في تليين العضلة في نهاية المريء ما يسمح بعبور الهواء عبر عملية المضغ، الى المعدة ومنها مجدداً الى الفم. وثمة أطعمة قابلة للإمتصاص، مشبعة بالكربوهيدرات، تهاجمها البكتيريا وتتسبب عملية تخمر فضلاتها بامتلاء البطن بالغازات. الإفراط في الأكل سبب آخر قد يجعل المعدة تعبر عن انزعاجها بدفع الهواء الى الأعلى. الإفراط في تناول المشروبات الغازية سبب إضافي ومثله العلكة.

التوتر والقلق
ولا ننسى هنا أن التوتر والقلق الشديدين قد يتسببان بتراكم الغازات في البطن! يحجز البراز أيضاً الغازات في البطن ويمنعها من الخروج على شكل دفعات خفيفة من الفتحة الشرجية ويؤدي هذا الى تخمر بقايا المأكولات في الامعاء ما يزيد من تكون الغازات وحدوث آلام البطن.
الغازات ليست مجرد انتفاخ في البطن وليست آلاماً فقط بل قد تُشكل في أحيان كثيرة إحراجاً… كيف؟
ينتج جسم الإنسان الطبيعي من ليتر الى ليترين من الغازات يتخلص منها عبر حالتي التجشؤ أو الريح التي يطلقها نحو عشرين الى 25 مرة في اليوم الواحد. وتتكون هذه الغازات من الأوكسيجين والنتروجين والهيدروجين والميثان الذي يتسبب بالانتفاخ وبرائحة كريهة نتنة.

والاطفال ايضاً
الطفل يُصاب هو أيضاً بالنفخة والغازات وهو يعبر عن ذلك بالبكاء وثمة ثلاث إشارات قد تجعلك تقولين بلا أدنى ريب: هو ألم في البطن! الإشارة الأولى تتمثل في استمرار بكاء الطفل مدة ثلاث ساعات من دون أن تنفع معه كل أساليب الإلهاء. والطفل قد يعبر في حركات اليدين كأن يثني ركبتيه نحو بطنه وصدره ويقوس ظهره. انتفاخ بطن الصغير أيضاً إشارة.

في مثل هذه الحالات راجعي ماذا أكل وماذا شرب وماذا لبس وفي أي ظروف مناخية عبر لتحديد سبب المغص المتكرر.
فتشوا عن السبب يبطل العجب! بطونكم منتفخة؟ الغازات المحرجة كثيرة؟ المغص يتكرر؟ الدهون تتراكم؟ هل تتذكرون ماذا أكلتم خلال اليومين الماضيين؟ أتتذكرون إذا كنتم قد سقطتم في احد المستنقعات التي راكمتها مياه الأمطار قبل أيام؟ هل الطقس يتغير؟ هل تتكلمون كثيراً أثناء تناول الطعام؟ هل تشربون المياه أو المشروبات الغازية بين اللقمة واللقمة؟ هل تكثرون من تناول الخضار والفاكهة؟ لا، لستم مرضى لكنكم إما لا تعرفون أو مهملون! الآن عرفتم الأسباب فابحثوا بينها عن أسبابكم المباشرة ولا بدّ أن تنجوا من نوبات مغص قد يئن لها حتى الحجر!

نوال نصر

رجلٌ؟ بدينٌ؟ بطنك أمامك؟
ما إن يغط أحدهم بالنوم حتى يبدأ بإصدار أصوات مرعبة تجعل من يكون في البيت، قرب غرفته، يُصاب بالهلع! فمن يُصغي الى جهازه التنفسي والى بطنه يطلع وينزل والى شهيقه وهو يتنفس أحياناً يشعر به وكأنه سيموت، وكأنه يعاني ليتنفس، وكأنه سيزفر الروح مع كل نفس عميق! فلماذا أيضاً كل هذا؟

تؤكد الدراسات أن الدهون المتراكمة على البطن هي الأكثر خطورة وتؤدي الى الإصابة بارتفاعٍ في ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليستيرول والسكري وأمراض القلب وبالتالي كلما زاد معدل خصر المرأة عن ثمانين سنتمتراً ومعدل خصر الرجل عن تسعين سنتمتراً أشرت الزيادة الى وجود مشاكل صحية كامنة دفينة. ومعلوم أن «الكرش» الذي نُطلق عليه في مجتمعاتنا صفة «كرش الوجاهة»، وهو ليس إلا «كرش الإهمال»، يدل على تراكم الدهون على القفص الصدري، تحت الحجاب والحاجز، ما يعيق تمدد حركة الرئتين فتتقلص كمية الهواء التي يحصل عليها الجسم. إذاً ليس الكرش مجرد مظهر بشع بل هو دلالة سيئة الى أمراض لا بدّ داهمة!

وراثة ام عادات سيئة؟
نقف أمام المرآة وننظر في بطوننا، نقيسها بعيوننا، نستاء! المشهد حقاً قبيح! تُرى لماذا تتكدس كل هذه الدهون في هذا المكان؟ علمياً، قد تتكدس الدهون هنا، على البطن، لأسباب إما وراثية أو عضوية أو نتيجة سلوك خاطىء. وإذا كنا نقف أحياناً عاجزين أمام السمنة الوراثية فماذا عن الأخطاء السلوكية؟ الإسراف في تناول الطعام الغني بالدهون والسعرات الحرارية يتسبب في تراكم الدهون. كما أن ابتلاع الهواء أثناء تناول الطعام بسرعة يؤدي الى حدوث نفخة. التدخين على انواعه يؤثر سلباً أيضاً ومثله تناول وجبة طعام دسمة آخر النهار والابتعاد عن ممارسة أي نوع من الرياضة.

والنساء ايضاً
إمرأة؟ تظنين نفسك محمية؟ تعتقدين أننا نتوجه الى الرجال وحدهم في كلامنا عن الدهون المتراكمة على البطن؟ أخطأت! فنسبة الدهون في جسم المرأة هي ضعف نسبتها عند الرجل. والدهون هذه هي التي تتسبب بتكوّن الكرش بسبب تراكمها قرب الكبد والجهاز الهضمي وانتشارها في أوردة البطن. ماذا تفعلين؟ سونا؟ حمامات بخار؟ إذا أردتِ هذا فافعلي لكن ثقي بأنها لا تنفع في تذويب الشحوم والدهون المتراكمة داخل طيات البطن بل جلّ ما تفعله أنها تؤدي الى فقدان السوائل في الجسم ويكفي شرب المياه لتعويضها.  والحل؟ انتبهي الى نوعية طعامك ومارسي كثيراً من الرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق