باميلا الكك: أنا جريئة لكن التعري خط أحمر
من فتاة الهوى في «مدام كارمن» وصولاً الى كارلا في «جذور»، أثبتت الممثلة باميلا الكك أنها قادرة على تجاوز كل الخطوط الحمراء التي يمكن أن تعرقل مسيرتها الفنية، الا الخط الذي رسمته لجرأتها في التمثيل: التعري، فهي تؤمن أن جسدها ملكها وحدها. تميزت بأدوارها الصعبة والمركبة ولفتت المشاهدين حتى في تلك التي كان يفترض أن تكون عابرة أو ثانوية. صاحبة موقف ورأي ولا تتردد في تقويم مستوى الدراما اللبنانية التي وصلت الى مستوى المنافسة العربية وقريباً التركية مع اختيار مسلسل «جذور» للدبلجة الى اللغة التركية. ماذا تقول كارلا عن دورها وخطها التمثيلي ومشاريعها؟
منذ بداياتك شكلت علامة فارقة هل كان ذلك نتيجة صدفة أم خيار ذاتي أو أن المسألة تتوقف على نص ومخرج؟
الأسباب كثيرة ومتشعبة، لكنها حتماً ليست عبثية ولا وليدة الصدفة. فالدراسة لعبت دوراً أساسياً إضافة إلى الموهبة وشغفي في التمثيل. ولا أنكر دور الحظ الذي ساعدني على تطوير نفسي وتفعيل نضوجي في عالم التمثيل خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.
لست نادمة
لكن حتماً كان هناك جندي مجهول وراء انطلاقتك وتشجيعك؟
طبعاً وهذا الدور يعود إلى أهلي الذين ساندوني في بداية الطريق وشجعوني على لعب كل الأدوار حتى الجريئة منها. ولست نادمة على أي دور لعبته منذ بداية دخولي في مجال التمثيل وحتى اليوم.
نادراً ما أسندت إليك أدوار البطولة المطلقة، مع ذلك استطعت أن تفرضي نفسك كممثلة صف أول وتبرزي حتى من خلال الأدوار الصغيرة؟
هذا الكلام يفرحني ويحمّلني الكثير من المسؤوليات. لكن أعترف ان الفضل في ذلك يعود إلى الجهد الشخصي وشغفي بمهنة التمثيل، إضافة إلى دور الكاتب والمخرج في إسناد الأدوار التي تفجر كل طاقاتي التمثيلية.
نفهم أنك تقبلين بكل الأدوار التي تسند إليك؟
لنقل إنني أعطي كل دور حقه، ومجرد أن أدخل في اللعبة أكمل فيها حتى النهاية.
وماذا عن خياراتك الشخصية؟
طبعاً لدي كل الخيارات في قبول الدور الذي يعرضه علي احد الكتاب أو رفضه إذا اكتشفت أنه لا يعبر عن شغفي ولا يمس عمق شخصيتي.
لكنك ولا مرة قلت لا لأي نص تعرضه عليك الكاتبة كلوديا مرشليان؟
وليس عن عبث. فنصوص كلوديا تطاول كل ممثل وصولاً إلى الكومبارس ولكل دور، رسالته وأبعاده. لكن هذا لا يعني أننا نقبل بالدور من دون أن نقرأه أو ندرسه بتأن مع الكاتب والمخرج وكامل فريق المطبخ السري الفني قبل الموافقة عليه. وهذا الأمر قد يستغرق أياماً وليالي طويلة.
كاتبة وممثلة
تعترفين بأن كلوديا مرشليان وضعت الممثلة باميلا الكك في المكان المناسب؟
صحيح أن هناك علاقة صداقة عميقة تربطني بكلوديا لكن تعاملنا قائم على أساس كاتبة وممثلة ولا نخلط بين الأمور. أما على مستوى الأدوار فالثابت أن كلوديا أدركت مدى قدراتي التمثيلية في الأدوار الصعبة والمركبة وهذا هو التحدي في حد ذاته. لكن البعض يفترض أن هذا النوع من الأدوار يعتمد على صعوبة الدور أو تركيبته المعقدة. في حين ان هناك أدواراً صعبة ومركبة في سهولتها الظاهرة تماماً كما الحال في دور كارلا في مسلسل «جذور».
تبدين راضية وسعيدة جداً في دور «كارلا»؟
صحيح لأنه جاء كنتيجة للجهود التي قدمتها خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وتقدير الناس للعمل الذي أقدمه. وانا أثق بآراء الجمهور لأنه الأساس في صعود الممثل أو سقوطه في غياهب النسيان.
هل تدخل الشكل في اختيارك للعب دور الفتاة الفرنسية في «جذور»؟
طبعاً فالدور يتطلب وجود فتاة شقراء وصاحبة كاراكتير مميز. حتى قصة الشعر جاءت بناء على الدور حيث اقترحت الكاتبة كلوديا في جلسات التحضير أن أظهر بلوك جديد يبدأ في قصة الشعر. واعترف بأن المسألة لم تكن سهلة في البداية لأنني أعشق الشعر الطويل ولم اتجرأ يوماً على أن أقصه، لكنني اقتنعت بالفكرة وجاءت في مكانها. حتى إنها لاقت رواجاً كبيراً وصارت تعرف بقصة كارلا.
تعتبرين أنك خلقت موضة جديدة في قصات الشعر؟
ولمَ لا؟ فكل إنسان قادر على أن يخلق موضة جديدة شرط أن يكون مقتنعاً بالفكرة.
«جذور» الى تركيا
ماذا قدمت خلطة الإنتاج في مسلسل «جذور» للدراما اللبنانية؟
لا شك في أن هذه الخلطة ساهمت في إيجاد نقلة نوعية على مستوى الدراما والإنتشار في لبنان والعالم العربي، إضافة إلى الشهرة التي أمنها لكل ممثل شارك في هذا المسلسل والتعريف بالطاقات التي يتمتع بها اللبناني سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل. وللمرة الأولى في تاريخ الدراما اللبنانية والعربية يقع الإختيار على مسلسل لبناني لدبلجته إلى اللغة التركية.
لكن البعض لا يقوّم هذه الخطوة بالمهمة خصوصاً أنها تأتي في سياق الموجة التركية التي تجتاح شاشاتنا وتكشف عن مستوى بعضها الهابط؟
مجرد أن يدبلج مسلسل لبناني الى مطلق أية لغة أخرى فهذه نقطة إيجابية جداً ونقلة نوعية في عالم الدراما اللبنانية. وقد يصح أن هناك مسلسلات تركية لا توازي أهمية الدراما اللبنانية، لكن هذه الخطوة تكسر مفهوم عدم التعامل بالمثل.
هل حمّلك «جذور» مسؤولية تجاه جمهورك ونفسك بعد الإنتشار والنجاح والشهرة التي حصدتها من خلاله؟
كمشاهدة لن أرضى بمسلسل لا يوازي عمل «جذور» على مستوى التمثيل والإخراج والكتابة. وكممثلة صارت لدي حسابات أخرى، خصوصاً بعدما منحنا فرصة الإطلالة والإنتشار في كل العالم العربي وتركيا لاحقاً.
سحر فيليب اسمر
للمرة الخامسة تقفين امام كاميرا المخرج فيليب أسمر ما سر ذلك؟
هناك ما يشبه السحر السري بين المخرج فيليب أسمر وبيني. فهو قادر على تفجير كل طاقاتي وإيصال الفكرة أو الملاحظة من خلال نظرة واحدة.
تؤمنين إذاً بأن الموهبة بحاجة إلى من يدعمها ويطلقها للعنان؟
صحيح لكن المسألة لا تتوقف على شخص إنما على فريق عمل. واللافت أننا نتبادل الملاحظات لتحسين أدائنا.
وهل تتقبلينها؟
طبعاً لأنني أؤمن بأن الممثل الذي لا يتقبل الملاحظات لا يتقدم.
ما الذي ينقص الدراما اللبنانية اليوم؟
هناك هامش كبير في الدراما اللبنانية بين الأمس واليوم. فلا يجوز القول مثلاً أنه كانت لدينا أعمال درامية أو أصبحت لدينا أعمال مماثلة… فبعدما كانت الدراما اللبنانية مغمورة ومتقوقعة في إطارها المحلي، نراها اليوم تنافس أكبر وأهم الأعمال الدرامية الموجودة في العالم العربي. وهذه سابقة يشهد لها كبار المنتجين كما الممثل اللبناني الذي بدأ يتفاعل معها بشكل مختلف وعلى مستوى من التحدي والجدية، مما يؤكد بأن هناك كتاباً ومخرجين وممثلين يتمتعون بالكفايات وهم قادرون على صناعة الدراما اللبنانية. هذا هو واقع الدراما اليوم وسنكمل نحو الأفضل.
لكن واقع الممثل ليس بهذه الإيجابية خصوصاً أن الضمانات لا تزال غائبة ولا نقابة تحميه في شيخوخته؟
لنكن واقعيين. الدولة غائبة وهي غير موجودة في كل المجالات فلماذا نطالبها بما لا تملك أساساً؟! هذا لا يعني أنها معفاة من المسؤوليات علماً بأن الفن يعكس صورة البلد. لكن حتى تفرض الدولة وجودها وتثبت دورها على الأرض، لا بد من أن نتكل على جهودنا والضمانات الشخصية، وهذا يتوقف على قرار الممثل وخياره الفردي.
حدود اللامحدود
ما هي الخطوط الحمراء التي تفرضها باميلا الكك في الأعمال الدرامية؟
منذ البداية قررت أن أخترق الخطوط الحمراء في الأدوار التي ألعبها لأنني أؤمن بأن التمثيل هو «حدود اللامحدود». لكن جسدي ملكي وليس ملك العالم، من هنا لا أرفض تأدية الأدوار الجريئة وارتداء اللباس المثير إذا كان يندرج من ضمن سياق القصة، لكنني أرفض التعري الكامل وهذا هو الخط الأحمر الوحيد في خياراتي كممثلة.
وهل ستحافظين على خط الجرأة؟
أنا جريئة منذ اللحظة التي دخلت فيها مجال التمثيل وسأبقى مع فارق «كيف وأين» سأمارس فعل الجرأة.
أين أصبح فيلم «بالصدفة» الذي تلعبين فيه دور البطولة والذي كان مقرراً أن يبدأ تصويره في نيسان (ابريل) الماضي؟
التصوير تأخر لكن من المقرر ان يبدأ بعد شهر ونصف الشهر. وهو من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج باسم كريستو.
الفيلم يعكس واقع مرض التوحد ما الهدف من هذه الرسالة الإنسانية؟
هي المرة الأولى التي يصور فيها فيلم عن حالة التوحد في لبنان والشرق الأوسط والهدف منه التعريف عن هذا المرض وكيفية التعامل مع المصابين به. وطالما أن الدولة غائبة عن التوعية كان القرار في أن يتولى الفن هذا الأمر وأعتقد بأننا نجحنا حيث فشل المعنيون في الأمر.
ج. ن