فنان

نادين الراسي: أرفض المشاهد الحميمة ولا استطيع تأديتها

هي ممثلة في الدرجة الأولى، لكنها تجمع بين التمثيل والغناء والرقص، من دون أن تؤطر نفسها في كادر فني واحد. اليوم تقف نادين الراسي على خشبة مسرح كازينو لبنان لتؤدي دور امرأة في الف امرأة في مسرحية «شمس وقمر» لوجدي شيا، بعد تجربتها الأولى في دور «زنوبيا» على مسرح الرحابنة. وهي أيضاً «اميليا» في المسلسل الجديد المقرر عرضه في شهر رمضان، و«دينا» بكل أبعادها الانسانية والعاطفية في دراما «سنعود بعد قليل» السورية، حيث تقف وجهاً لوجه مع الممثل دريد لحام. عن كل هذه الادوار وأبعادها تحدثت نادين الراسي في هذا اللقاء مع «الاسبوع العربي».

انتهيت من تصوير مشاهد مسلسل «إميليا» لتدخلي الأستديو من جديد لتصوير «سنعود بعد قليل»، كيف تمكنت من التوفيق بين الموعدين خصوصاً أن مسرحية «شمس وقمر» لا تزال تعرض؟
في 6 نيسان (ابريل) الماضي انتهيت من تصوير المسلسل اللبناني «إميليا» كتابة طارق سويد وإخراج سمير حبشي والإنتاج لمروى غروب، ومن المقرر أن يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال في شهر رمضان المبارك، وقد تزامن ذلك مع بدء تصوير مشاهد مسلسل «سنعود بعد قليل» الذي أقف فيه للمرة الأولى مع الممثل السوري دريد لحام. ويعالج المسلسل قصة الأزمة السورية وما نتج عنها من أزمات إنسانية أبرزها النزوح السكاني.

«ابنة» دريد لحام
أليس من المبكر التكلم عن الأزمة السورية ونيران الثورة لا تزال مشتعلة هناك؟
يطرح مسلسل «سنعود بعد قليل» الأمور بأسلوب إنساني محايد من دون تبني أي وجهة نظر أو فريق معين. وهذا العمل هو من تأليف رافي وهبي، وإخراج الليث حجو وإنتاج شركة كلاكيت للإنتاج الفني. ويشارك في البطولة الى جانب الفنان الكبير دريد لحام كل من النجوم عابد فهد وقصي خولي وباسل خياط وسلافة معمار. ومن لبنان كارمن لبس وتقلا شمعون وبيار داغر وغيرهم.
وما هو دورك في المسلسل؟
نادين هي «دينا» إبنة «نجيب» (دريد لحام) المتزوج من سيدة لبنانية. وهي تعيش في بيروت مع عائلتها الصغيرة وتهتم بتربية طفلتها بسبب سفر زوجها الذي يعيش خارج لبنان. أما أبعاده فعاطفية وإنسانية  ويطرح التجارب التي تعيشها إمرأة حكمت الظروف أن تعيش بعيداً عن زوجها. وتخرج معاناة «دينا» الى العلن مع وصول والدها الى بيروت قادماً من سوريا للعلاج.
ما هي البصمة التي تتميز بها الدراما السورية؟
لا يمكنني ان احدد نوع البصمة لأنها المرة الأولى التي أشارك فيها في الدراما السورية. لكنها من دون شك تحمل علامة مميزة إن من حيث النص أو المعالجة. انها ترجمة جميلة للتواصل الفني بين نجوم الشاشة السورية وزملائهم في لبنان.

على خشبة المسرح
تقفين للمرة الثانية على خشبة المسرح بعدما أديت دور «زنوبيا» للراحل منصور الرحباني، ماذا اكتسبت من تلك التجربة؟
«زنوبيا» كانت تجربتي الاولى على خشبة مسرح منصور الرحباني من خلال دور كليوباترا. ومع أن مساحة الدور كانت محصورة الا انها صقلتني بالعلم ومعرفة تقنيات لعبة الفن السابع، وجعلتني مهيأة بطريقة غير مباشرة لمسرحية «شمس وقمر». وهنا لا بد من الإعتراف بفضل الراحل الكبير منصور الرحباني الذي علمني أن أحترم الخشبة كي أسيطر عليها وعلى مخاوفي وأتمكن بالتالي من الوقوف عليها بثبات وثقة.
من تكونين في «شمس وقمر»؟
عندما عرض علي وجدي شيا دور «شمس» في مسرحيته «شمس وقمر» فرحت لأنه يفجر طاقة المرأة الموجودة في داخلي. فـ «شمس» هي المرأة الثائرة التي تحمل على عاتقها متابعة مسيرة حبيبها الذي سجن في المرحلة الاولى ليستشهد بعد ذلك. والأهم أنها تجسد الدعوة الى الحرية بوعي وإيجابية حتى تكون ثورة بناءة وليست عابرة.
وهل شكل هذا الدور نقطة تحول في مسيرتك المهنية؟
طبعاً. فـ «شمس» جمعت بين نادين الممثلة التي تابعها الجمهور في أعمالها الدرامية على مدى سنوات، والفنانة التي غنت وحصدت اللقب في «ديو المشاهير»، ونادين التي رقصت في مسلسل لونا. من هنا أقول: إن هذا الدور شكل نقطة تحول في حياتي المهنية، لأنه اختصر كل طاقاتي وجعلني اكتشف أنني أستطيع أن أجمعها بتوازن.
لعبة المسرح تحتاج إلى خبرة وهي جديدة في سجلك الفني مقارنة مع التلفزيون، فكيف واجهت هذا التحدي؟
خبرة الدراما التلفزيونية لا تقل شأناً عن لعبة المسرح. ولا أنكر أنني حملت زوادة كبيرة وغنية بالخبرة وتقنيات المسرح من خلال وقفتي الأولى على مسرح منصور الرحباني. وهذا لا يعني أن شعور الخوف لم يعد موجوداً، على العكس. إلا ان خوفي هذا نابع من احترامي لتلك الخطوة الكبيرة في مسيرتي لا اكثر.
«شمس» هي إمرأة في ألف امرأة، فهل ذهبت بكل أبعاد هذا الدور؟
صحيح، فدوري يجمع بين حالات الألم والعشق والإنتصارات والهزائم، وهو من أصعب الأدوار التي أديتها وذهبت فيه إلى أبعد الحدود. حتى إحساسي كان كبيراً وصادقاً. لكن أترك عملية التقويم للجمهور، اترك الجواب للجمهور لأنني اثق برأيه وقدرته على التمييز.

كارول سماحة البديل!
قلت إنك تختارين الفنانة كارول سماحة فيما لو لم تقبلي بالدور؟
صحيح هذا الكلام. فالفنانة كارول سماحة هي الوحيدة التي يمكن ان تلعب هذا الدور بكل ابعاده من خلال خبرتها الغنائية وأدائها الراقص وقدراتها التمثيلية التي اكتسبتها على خشبة المسرح، وتحديداً مسرح الرحابنة.
خلطة الرقص والغناء والتمثيل ليست طارئة عليك، لكن أين تكمن الأولوية في حياتك ومسيرتك الفنية؟
أنا ممثلة في الدرجة الأولى ومستعدة لكل ما يصب في إطار تطوير الاداء والمسيرة التي ارسمها.
حملت هموم المرأة العربية إلى الشاشة الصغيرة فهل نجحت في ترجمة ذلك على أرض الواقع؟
أنا أؤمن بأن الدراما هي الباب العريض الذي يمكن من خلاله إيصال جميع الرسائل التي تساهم في تطوير المجتمع. قد لا تكون هي الحل، لكنها تندرج في إطار المحاولات لإيجاد الحل الأفضل من خلال عرض كل الخيارات. وفي كل مرة كنت أقف أمام الكاميرا لتجسيد دور إمرأة تعيش إحدى مشكلات المجتمع، إنما يكون ذلك بهدف تسليط الضوء على هذه المشكلة الإجتماعية، ومعالجتها بشكل علني وإيجاد الحل المناسب لها.

امام عاصي
كيف كان شعورك بالوقوف أمام الفنان عاصي الحلاني؟
لا شك في أن هالة الفنان عاصي الحلاني كبيرة، وكنت سعيدة جداً في المشاركة معه في  بطولة هذا العمل المسرحي الذي أضاف الى نادين الممثلة كما أضاف الى عاصي الفنان، فجاء التوازن بين ممثلة محترفة ومطرب محترف جميلاً وفي مكانه.
فزت في برنامج «ديو المشاهير» وتملكين طاقة صوتية مميزة، مع ذلك ترفضين خوض مجال الغناء، لماذا؟
ليست مسألة رفض أو قبول. في «ديو المشاهير» وقفت الى جانب الفنان القدير وديع الصافي ونبيل شعيل وكارول سماحة وشيرين عبد الوهاب وغنيت بكل ثقة، وأعترف أنني خضت تلك التجربة بنجاح وفرح. وها انا اليوم أغني وأمثل وأرقص في مسرحية «شمس وقمر». وطالما أنني قادرة على تحقيق ذلك في عمل واحد فلماذا أضع نفسي في إطار واحد هو الغناء وأتخلى عن صورة الممثلة التي هي الأساس في أذهان الناس؟ ما قمت به هو اكبر بكثير من مجرد الغناء.

انا أمّ أولاً
واضح أن للأمومة مكانة خاصة في حياتك فكيف توفقين بينها وبين عملك الفني الذي يأخذ كامل وقتك؟
صحيح أنني ممثلة إلا أنني أمّ في الدرجة الأولى، وأعترف بأن هذه التجربة لا تقارن بأخرى في العالم. فالأمومة تسكنني وتحركني حتى في عملي الذي يبعدني خلال بعض الأوقات عن أولادي، لكنني احاول قدر المستطاع ان اوفق بين العمل والمنزل. واتمنى في يوم من الايام ان أترك لهم إرثاً يفتخرون به.  
لماذا أنت مقلة في أدوار الحب والرومنسية وتفضلين عليها الأدوار الإجتماعية والإنسانية؟
دائماً أسعى وراء التنويع في أعمالي، لكنني لست ضد أدوار الحب بدليل أنني أديت ادواراً في  الحب من زوايا مختلفة، وقد تجلى ذلك في عدد من المسلسلات منها: «غلطة عمري» و«خرم إبرة» والآن في «ونعود بعد قليل». المهم ان يحمل الدور أبعاداً ورسالة معينة لكنني أرفض المشاهد الحميمة ولا استطيع تأديتها إنطلاقاً من قناعاتي الذاتية، فالإيحاء يوصل المعنى اكثر بكثير من مشهد حميم لا يتقبله مجتمعنا العربي.
وصلت جرأتك وشفافيتك إلى حد الإعتراف بأنك كنت «تخبزين» بيديك، ماذا تعلمت من مدرسة النضال في الحياة؟
الحياة مدرسة، والتجارب تصقلنا وتجعلنا حاضرين لاية مواجهة. في المقابل لم أخجل يوماً من أسلوب كفاحي في الحياة وحتى اليوم ما زلت أصنع الحلوى لأولادي ولا أتردد في تحضير ما يطلبون لأنهم حياتي وكل أحلامي.
هل يشكل المستقبل علامة استفهام؟
تعلمت ان أترك المستقبل يهتم بنفسه وأعيش سعادتي يوماً بيوم.

ج. ن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق