فنان

داليدا خليل: طورت نفسي ووصلت الى الصف الأول

حلوة بشهادة الجميع، لكن صادقة، طبيعية وعفوية في تأدية الأدوار التي تجسدها على الشاشة الصغيرة كما في السينما قريباً، مع فيلم «حلوة وكذابة» الذي سيعرض في كل الصالات اللبنانية نهاية شهر أيار (مايو) الجاري. انها داليدا خليل التي قفزت من الأدوار الصامتة والثانوية، إلى الصف الأول بجدارة وجهد شخصي، مدعومة من فريق عمل وثقة شركة انتاج «مروى غروب» التي ينتهي عقدها معها بعد سنة ونصف السنة. «أول مرة» مهد لها الطريق نحو الصف الأول، و«حلوة وكذابة» وضعها في صفوف النجومية بعد 10 مسلسلات على مدى 5 أعوام،. فهل تكون عملية فلش النجاح في «العشق المجنون» الذي سيعرض في شهر رمضان ببطولة مطلقة؟ داليدا خليل في حوار على طبيعتها…

حلوة صحيح. لكن كيف أقنعت الجمهور بإيجابية الكذب؟
هذا الدور كتب خصيصاً لداليدا خليل بدليل أن إسمي لم يتغير. ومنذ قراءة السيناريو أحببت الشخصية ولم أتردد لحظة في قبول الدور أو وضع شروط وملاحظات. لكن المفاجأة كانت في تقبل الناس لشخصية الفتاة الكذابة. وهذه المرة الأولى التي تقدم فيها فكرة مماثلة في مسلسل محلي وفي إطار كوميدي.

حلقة «الكذابين» واسعة
لكن من شاهد المسلسل لم يميز بين شخصية داليدا في الواقع، و«الكذابة» ومنهم من افترض انك تتمتعين بهذه الصفة في حياتك العادية؟
صحيح فأنا كنت حريصة على أن أؤدي دور «الكذابة» ببراعة وطبيعية، علماً أنه معروف أن الشخص «الكذاب» يقوم بحركة عفوية إما من خلال اليدين او في حك الأنف مثلاً، مما يدل على عدم صدقية الشخص. أما بالنسبة إلى تهمة «الكذب» فهذا يفرحني لأنه يثبت تأدية الدور بجدارة وطبيعية. وهذا ما أصر على أن أكون عليه في كل الأدوار التي أؤديها لأنني أعيش الدور وأقنع الناس به بطريقة صحيحة ومهذبة ومن دون تجاوز الخط الأحمر.
هذا في رأيك، لكن الرأي العام اعتبر أنك تروجين لثقافة الكذب؟
أساساً الكذب موجود منذ بداية الوجود والناس لم تنتظر مشاهدة برنامج «حلوة وكذابة» لنشر ثقافة الكذب. لكن ما حصل أننا اكتشفنا أن حلقة «الكذابين» واسعة جداً من خلال هذا المسلسل.
وما هي العبرة إذاً في حال لم يكن الهدف تشجيع الفتيات على الكذب للوصول إلى قلب شاب ثري وجميل؟
الرسالة التي ارادت الكاتبة كارين رزق الله ان توصلها الى الناس هي الا يعتمدوا ثقافة الكذب. وإذا أرادوا أن يكذبوا عليهم أن يفعلوا ذلك بطريقة مهضومة من دون أن يتسببوا في أذية الناس. فداليدا «الحلوة والكذابة» لم تكذب لتخفي واقعها الإجتماعي ولم تخجل يوماً بأهلها الذين يعيشون في بيئة فقيرة. على العكس أنا أكذب لأنني بطبيعتي أحب الكذب وليس نتيجة خلفية الشر أو أذية الآخرين.

الى الشاشة الكبيرة
في نهاية شهر آذار (مارس) يبدأ عرض الجزء الثاني من «حلوة وكذابة» لكن في فيلم سينمائي، لماذا كان قرار التتمة عبر الشاشة الكبيرة؟
القرار لم يكن سهلاً. فمنذ اللحظة الأولى كان هناك تحد في مسألة كتابة جزء ثانٍ بعدما صار المسلسل وكاراكتير الشخصيات في مكان آخر. من هنا كان إجماع على تحويل الجزء الثاني إلى فيلم سينمائي من دون إجراء أي تعديل سواء على صعيد ابطال المسلسل الذين انتقلوا جميعاً إلى الشاشة الكبيرة أو على مستوى الكتابة لكارين رزق الله والإخراج لسيف الشيخ مجيد والإنتاج لمروى غروب.
إلى جانب التحدي هناك مغامرة في إنتاج فيلم سينمائي في هذه الظروف الأمنية والسياسية والإقتصادية التي تحل بالبلد والمنطقة؟
ونحن نؤكد أن الإنتاج مهم ومتقن على رغم كل الإمكانات المادية المتواضعة، لكنه يفي بالمطلوب. في النهاية يبقى الإتكال على الله ونحن نتأمل خيراً من نسبة مشاهدة الفيلم.

الى النجومية
15 عملاً وأدوار صامتة وأخرى ثانوية حتى وصلت في اقل من 8 سنوات إلى أدوار البطولة؟
لا أعرف إذا كان مشوار 7 أو 8 أعوام قليلاً للوصول إلى النجومية. لكن ما يجب أن يعرفه الجميع أنني خلال هذه المدة شاركت في 15 مسلسلاً بمعدل 3 مسلسلات في وقت واحد أحياناً. وعندما تخرجت من الجامعة،  كنت أحمل لقب بطولة مسلسل «لأنه الحب» إلى جانب الممثل باسم مغنية.
تعترفين بأن مسلسل «حلوة وكذابة» كان وراء نجوميتك؟
لنقل إن هذا المسلسل وضعني على طريق النجومية وجعلني ممثلة صف أول.
لكن البعض يفترض أن الفضل في ذلك يعود إلى دراما «أول مرة»؟
«أول مرة» حفر ومهد امامي طريق النجومية، لكنه لم يوصلني لأنه اقتصر على 8 حلقات. وكان المطلوب مسلسلاً من 30 حلقة كحد أدنى من نوع الكوميديا أو الدراما لتصنيفي، وهذا ما حققه مسلسل «حلوة وكذابة».
هل اثرت النجومية على حياتك اليومية؟
لم أتغير أبداً. ما حصل أنني صرت أختار المطارح التي أتوجه إليها لأن هناك أموراً تزعج الفنان وأخرى لا يمكن أن يتخطاها بسهولة كأن يرضي الجميع. وإذا حصل يكون على حساب حريته، وأنا بطبعي إنسانة عفوية وأتصرف بطبيعية حتى إنني أرفض أن يكون لدي  مدير أعمال يتولى إدارة حياتي الفنية.
لكن مهمة مدير الأعمال وجدت لتسهيل وتسيير أمور الفنان أو الممثل؟
لا أنكر ذلك. قد استعين بشخص لمساعدتي في تنظيم الأعمال والمواعيد، ليس اكثر. لكن أرفض أن يكون لدي مدير أعمال يتولى إدارة حياتي الفنية ويجيب عن أسئلة المقابلات ويهتم بأخباري الفنية أو يجيب على أسئلة «الفانز».

العشق الممنوع
منهمكة اليوم في تصوير مسلسل «العشق المجنون» فما هي الإضافة في دور البطولة الذي تلعبينه؟
في هذا المسلسل ألعب دور ياسمين البنت الرسامة التي تعيش في عالمها «المجنون» (في المعنى الفني والمجازي للكلمة) وسط عائلة مفككة. فوالدها سافر وهي صغيرة، وعلاقتها بأمها متوترة طوال الوقت. وتكتشف لاحقاً خيانة خطيبها مما يزيد الأمور تعقيداً. وأعترف أنني أشعر بالإنزعاج بعد كل جلسة تصوير بسبب دقة وقوة الكاراكتير الذي اؤديه.
وأي جديد يتضمنه؟
المسلسل لا يشبه سواه إن بطريقة الكتابة او القصة أو حتى في طريقة الحب المجنون بين البطل (باسم مغنية) والبطلة حتى النهاية.
هناك سياسة فنية جديدة تعتمد على الإنتاج المشترك؟
لكن الإنتاج في «العشق المجنون» لبناني وموقع بإسم شركة «مروى غروب» والنص من كتابة وإخراج زهير أحمد قنوع (سوري الجنسية) ويشاركني البطولة باسم مغنية والممثل الكبير رفيق علي أحمد وعدد كبير من الممثلين.
هل تعتبرين أن نجاح المسلسل ورواجه يتوقفان اولاً على الإنتاج العربي المشترك؟
الإنتاج العربي يساعد في ترويج العمل لكن ركائز الدراما تتوقف على سلة متكاملة قوامها الإنتاج والنص والإخراج والممثلون المفترض أن يكونوا من الصف الأول لأن نجاح العمل يتوقف على قدراتهم.

الوزنات تعطى لمن يستحقها
ثمة من يقول بأن هناك أسماء «ستاندار» لدى «مروى غروب» تسند إليهم ادوار البطولة وأنت واحدة منهم؟
هذا الكلام غير صحيح. فأسماء الممثلين في مروى غروب متنوعة وكثيرة لأن الوزنات تعطى لمن يستحقها. حتى إن مديرها مروان حداد يرفض ان يضع مطلق أي ممثل في مكان لا يعطي العمل قيمته الحقيقية. والدليل انه بعد خمسة أعوام على وجودي في مروى غروب ومشاركتي في 10 أعمال تبوأت مركز الصف الأول. علماً بأنني دخلت الشركة بصفة بطلة مسلسل «لأنه الحب». واليوم أدرك اهمية هذه السياسة التي يعتمدها مروان حداد. فهو لا يتكل على جمال الوجه أو نجومية الممثل، ما يهم هو كيف يطور الممثل اداءه ويتقن اسرار الوقوف امام الكاميرا ووراءها للوصول إلى النجومية وأدوار الصف الأول.
ما هي صحة الكلام عن انسحابك من مسابقة «الموركس دور»؟
أنا لم أنسحب. فكل ما في الأمر أنني غردت على صفحتي وطلبت من الجمهور عدم التصويت لي هذه السنة لأن الأعمال التي شاركت فيها ومنها «أوبيرج» و«أجيال – 2» من بطولة مشتركة. ويكفيني أنني فزت بالجائزة العام الماضي عن دوري في «أول مرة»، هذا كل ما في الأمر. وإذا لم أحظ بالفرصة خلال السنة المقبلة فالسنة التالية ستكون من نصيبي. وأعتبر أن نجاحي ووصولي إلى كل أصقاع العالم من خلال مسلسل «حلوة وكذابة» هما أهم جائزة أنالها من الجمهور.
لكن كل سنة هناك لغط يثار حول مصداقية هذه الجائزة؟
طبيعي لكنني أحترم عمل الدكتورين فادي وزاهي حلو واقدر تشجيعهما لهذه الجائزة.
ما هو الدور الذي تحلمين في تأديته؟
لا تزال عيني وطموحي على دور يجمع بين شخصيتي الملاك والشرير في الوقت عينه لأنه يفجر طاقات الممثل الحقيقية. وأنا متأكدة من قدراتي في تأدية دور مماثل.

ج. ن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق