سياسة لبنانية

ضوابط خارجية لمنع المواجهات في لبنان

هل سيعود مقاتلو حزب الله من سوريا بعد انتهاء معركة القصير واسترجاعها من المعارضة واعادتها الى كنف النظام، ام سيكملون المهمة وفق امر عمليات ايراني كما يقول نائب في تيار المستقبل؟ ويضيف: ان تورط الحزب في المعارك في سوريا لم يكن من اجل حماية لبنانيين يقطنون في القصير وريفها، ولحماية مقام السيدة زينب كما تردد، بل كان لمواجهة التكفيريين كما قال الامين العام للحزب حسن نصرالله نفسه لمنعهم من مقاتلة اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين داخل لبنان، كما كان التدخل لمساندة النظام السوري ومنعه من السقوط لان سقوطه هو استهداف للمقاومة في لبنان كما اعلن الشيخ نعيم قاسم.

يتردد في اوساط الحزب ان مقاتليه سينتقلون الى الزبداني التي منها تطلق الصواريخ على القرى الشيعية من بعلبك الى الهرمل. وبعد تأمين خاصرته  وانتهاء العمليات العسكرية يعود المقاتلون الى لبنان. وتعتبر قوى 14 اذار هذه المعلومات في سياق التسويق الاعلامي. فمقاتلو الحزب باقون في سوريا يشاركون في المعارك في اكثر من منطقة لان هذه المشاركة تمت بقرار ايراني من الحرس الثوري في اعقاب زيارة «السيد» الى طهران ومقابلته مرشد الثورة واعلان الخبر مع صورة، علماً بأنها ليست المرة الاولى التي يلتقي «السيد» المرشد الا ان اعلان الخبر من طهران كان رسالة اعقبها اعلان مشاركة مقاتلي الحزب في سوريا.
تهدف هذه المشاركة وفق اوساط الحزب الى تأمين خاصرة الحزب والى حجز مقعد لايران حول طاولة الحوار في مؤتمر جنيف – 2، والى تأكيد الحضور والدور الايرانيين في المنطقة كبديل عن الدور السوري، ورفض عودة دول المحور الاميركي للعب دور في معالجة ملفات المنطقة لوحدهم من دون ايران. ان تسليط الاضواء على مشاركة الحزب في سوريا تمت عشية التحضير لجنيف – 2 وفي ظل التفاوض الاميركي – الروسي على حل للازمة. واعتبر كلام «السيد» الاخير بالحرص على تحييد لبنان وعدم ادخاله في المواجهات وتجنب تعريض الاستقرار فيه عندما قال: «تقاتلون ونتقاتل في سوريا. نبقى هناك. نحيد لبنان لخصوصيته فنلتزم تحييده لاننا حريصون على الهدوء»، رسالة الى الخارج الذي يعتبر الاستقرار في لبنان خطاً احمر، وتأكيداًعلى  ان ساحة المواجهات هي سوريا ولا لزوم لفتح جبهات جديدة.

ساحة مواجهة
وينقل احد السياسيين رأي مسؤول غربي في ما يجري في سوريا بالقول: «انها ساحة مواجهة التطرف السني والشيعي، بين النصرة والقاعدة من جهة وحزب الله والحرس الثوري من جهة ثانية، وصراع هؤلاء يدور حول مشروعين: المشروع الغربي الداعي الى الحوار وحل الازمات والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي بالحوار والتفاوض، ومشروع الممانعة والمقاومة وحل الازمات بقوة السلاح. ويعتبر ان ما يجري في سوريا هو استنزاف لقوى التطرف وعلى لبنان ان يبقى بمنأى وبعيداً عن الاستدراج في مثل هذه المواجهات. ويدعو مسؤول امني سابق الى ضرورة المحافظة على الاستقرار وعدم الانزلاق في المواجهات في لبنان قبل الحل لان ذلك قد يؤدي الى مغامرة غيرمحسوبة تقود الى الخراب.
وينقل نائب في قوى 14 اذار عن السفير جيفري فيلتمان التقاه في مقره في نيويورك قوله: «ان اللبنانيين يراهنون على التطورات في سوريا، فريق منهم يراهن على سقوط النظام وانتصار المعارضة واخر على سحق النظام وانتصار المعارضة. ان اي خير لن يأتي للبنانيين مما يجري في سوريا. ولا تنتظروا الخارج. ان كل الخير للبنان يأتي من الداخل ومن تفاهم اللبنانيين. وعليكم التفاهم والاتفاق والتخلي عن المشاريع الخارجية».
لقد كان الحزب بحاجة الى تسجيل انتصار ما، يقول نائب في المستقبل، لذلك وعد «السيد» بيئته بعد الخسائر التي مني بها في سوريا بالنصر للتعويض عما اصاب البيئة الحاضنة من نقمة و«تصدع» في جدارها. من هنا كانت احتفالات النصر بسقوط القصير عبر توزيع الحلوى في الضاحية والجنوب واطلاق الرصاص ابتهاجاً ومواكب السيارات التي وصلت الى عمق المناطق المسيحية بحيث اعتقد البعض انها مواكب سورية تحتفل بسقوط القصير، كما قال نائب في القوات. وتوقعت اوساط في الحزب ان يؤسس سقوط القصير الى مرحلة جديدة على الساحة اللبنانية، من دون ان تكون هناك تداعيات امنية. فالجميع مدركون خطورة المغامرة المسلحة وتداعيات المواجهة السنية – الشيعية. وينفي مصدر وزاري وجود معطيات لنشوب الفتنة وان كانت هناك اشارات من خلال الاحتقان في الشارع الا ان الامر يبقى مضبوطاً وممسوكاً. ويقول مسؤول مالي: ليس هناك من اشارات خارجية للحرب في لبنان وليس هناك من مال خارجي دخل لهذه الغاية. ان ما يجري ليس سوى شد عصب في الشارع. فالحزب اعلن على لسان «السيد» انه لا يريد المواجهة. وقد اتهمته قوى 14 اذار بانه فصيل لدى الحرس الثوري ينفذ اوامره فاذا اعطيت الاوامر باشعال النار في لبنان استجاب. وربما حاولت سوريا وايران بعد انتصار القصير نقل المواجهات من سوريا الى لبنان لتخفيف الضغط الدولي عن النظام واعادة امتلاك الاخير الورقة اللبنانية، وهو لا يزال يتحكم فيها عبر حلفائه، وفق ديبلوماسي غربي.

تحرك خارجي
وعلى رغم الاحتقان في الشارع والشحن المذهبي، وتهديدات الجيش السوري الحر وجبهة النصرة بالانتقام من الحزب في لبنان يقول وزير مطلع ان هناك ضوابط خارجية للساحة اللبنانية برزت من خلال تفضيل الخارج الاستقرار على التزام لبنان الاستحقاق الدستوري باجراء الانتخابات، ومن خلال زيارات المسؤولين الذين ركزوا خلال محادثاتهم مع المسؤولين على ضرورة التزام سياسة النأي بالنفس والعمل على انقاذ لبنان ومنع تعرضه لتداعيات ما يجري في سوريا، والا يكون لتورط بعض اللبنانيين مضاعفات. وقد برز تطور خارجي بادراج الجناح العسكري للحزب على لائحة الارهاب في موقف ضاغط اعتبرته اوساط 8 اذار انه من ضمن خطة استهداف حزب الله.

فيليب ابي عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق