دولياترئيسي

الهند تثبت انها «صيدلية الفقراء»

اكدت الهند شهرتها كـ «صيدلية للفقراء»، وحققت نجاحاً جديداً، في قطاع صنع ادوية، منقذة للحياة، رخيصة الثمن، على حساب شركات الادوية المتعددة الجنسيات العملاقة.

المحكمة العليا في نيودلهي، رفضت في الاسبوع الماضي، طلب النقض الذي تقدم به، عملاق الادوية السويسري، نوفارتيس، حول اجازة تصنيع دواء مضاد للسرطان. «قلدته»، مصانع الادوية الهندية، وتبيعه بسعر جد متدنٍ، عن سعر الدواء الاصلي.
فاعتبر القضاة الهنود، ان الدواء المعروف باسم «غليفك»، ليس «اختراعاً»،  وانما مجرد اعادة صياغة، دواء معينة، باعتماد الجزيئات ذاتها، التي تعتمدها مصانع الادوية الكبيرة، لتجديد شباب دواء قديم، وطرحه من جديد في الاسواق، باجازة جديدة. ومن شأن قرار المحكمة، ان يسمح لشركات الادوية الهندية، مثل سيبيا ورامباكسي، بالاستمرار في صناعة نسخة من النوعية ذاتها، لهذا الدواء المعتمد في معالجة نسخة نادرة من سرطان الدم.
وتفاعلت نوفارتيس سلبياً مع قرار المحكمة، الذي رأت «انه لا يشجع على البحث عن ادوية جديدة، ضرورية لتقدم العلوم الطبية، في خدمة المرضى». وقال رانجيت شاهاني، نائب الرئيس والمدير التنفيذي، لشركة نوفارتيس – الهند، متحدثاً الى الصحافيين في مومباي: ان قرار المحكمة يهدد بـ «اعاقة تقدم العلم، في البحث عن ادوية غير متوفرة، لمعالجة امراض معينة»، وذكرت نوفارتيس، بان دواءها ينتهي مجاناً الى 90 في المئة في المرضى الهنود. في اطار مبادرات خيرية.

انتصار كبير
ولكن الجمعيات الهندية التي تناضل منذ سنتين، من اجل الحصول على ادوية منقذة للحياة اعتبرت قرار المحكمة، «انتصاراً كبيراً»، لان شهراً من العلاج، بدواء غليفك، السويسري يكلف حوالي 2600 دولار، بينما تباع نسخته الهندية بـ 175 دولاراً، وانه لفارق عظيم في مصلحة مرضى العالم كله، لان الهند، مع البرازيل من اكبر مصدري الادوية النوعية في العالم. وهي تؤمن العلاج مثلاً لستين في المئة من المصابين بالملاريا، في الدول غير النامية. وفي طليعة زبائن الادوية الهندية، حكومات ووكالات تابعة للامم المتحدة، ومنظمات غير حكومية، مع زبائنها.
وكانت معركة نوفارتيس القضائية بدأت في سنة 2006، عندما رفض مكتب براءات الاختراعات اعطاء اجازة لنسخة جديدة معدلة من دواء غليفك، اكثر فعالية وذات طاقة اعلى على الامتصاص، واستندت في رفضها على احد بنود قانون صدر في سنة 2005، عندما وقّعت الهند على اتفاقيات منظمة التجارة العالمية لبراءات الاختراعات، مع بعض الاستثناءات متعلقة بالادوية، المحدثة، وكانت النتيجة فشل شركات ادوية عالمية اخرى، في قطاعات مماثلة.
ففي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) رفضت محكمة الاستئناف في قضايا براءات الاختراعات، براءة دواء لمعالجة التهاب الكبد، لشركة روش، السويسرية، متحدية الامتياز الحصري الذي لها في هذا المجال. وفي شهر اذار (مارس) الماضي، خسرت باير الالمانية، استئنافاً ضد النسخة الرخيصة الثمن، لدواء آخر غالي الثمن ضد السرطان، اسمه نيفاكسار، تنتجه الشركة الهندية ناترو فارما، باسعار رخيصة، وكان سبب رفض محكمة الاستئناف، ان غلاء الدواء يجعله في غير متناول، اكثرية الناس.
ولا يخشى الهنود انعكاساً سلبياً لهكذا سياسة، على استثمارات المختبرات العالمية في الهند، لانهم يعرفون، انه ليس في استطاعة مثل هذه المؤسسات ان تتجاهل سوقاً قوامها مليار ومئتا مليون مستهلك، «ولكن عليها ان تتأقلم مع الاوضاع الجديدة، التي تفرض قيام تحالفات مع الصناعات المحلية».
وسيزداد صعوبة، الحصول على براءات لادوية معدلة، ليست اختراعات حقيقية في الهند.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق