سياسة عربية

المؤتمر الاقليمي الاول للامن السيبراني يبحث في مسقط مخاطر الاختراق وتطوير قطاع تقنية المعلومات

افتتح الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة في سلطنة عمان المؤتمر الإقليمي الأول للأمن السيبراني الذي عقد في قاعة مجان في فندق قصر البستان.
ويأتي المؤتمر من تنظيم هيئة تقنية المعلومات في السلطنة ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية، تزامناً مع افتتاح المركز الإقليمي للأمن الإلكتروني، حيث اختتم المؤتمر أعماله بمشاركة الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، ورئيس مجلس إدارة منظمة «امباكت» وعدد من صناع القرار، ومسؤولي أمن المعلومات بالمؤسسات الحكومية وشركات البنى الأساسية بالسلطنة.
وأكد الدكتور السعيدي أن هذا المؤتمر يعد حدثاً مهماً، وجاء في وقته خصوصاً مع انتشار التقنية الرقمية على المستوى الشخصي والعملي وعلى مستوى الشركات والحكومة، مهنئاً السلطنة على احتضانها المركز الإقليمي للأمن الإلكتروني، مضيفاً: كما يتضح أن لتقنية المعلومات فوائد عدة، حيث سيركز المؤتمر على الأمن الإلكتروني والأمن السيبراني وهي مشكلة على المستوى العالمي، وقد تم اختراق بعض المؤسسات والشركات وحتى على المستوى الحكومي.
وأضاف: يعتبر هذا المؤتمر الأول على مستوى المنطقة، آملاً أن تستفيد منه المؤسسات الحكومية والمؤسسات على مستوى الأفراد والشركات، لحماية أنفسهم ومؤسساتهم من مخاطر الاختراق من قبل المحترفين لتقنية المعلومات الذين لديهم القدرة على معرفة المعلومات الشخصية، بالإضافة إلى اختراق المعلومات المتعلقة بأمن الدول ومصالحها الاقتصادية.
وأوضح أن الاستفادة من المؤتمر تتم على المستويات كافة، مؤكداً على أهمية إطلاع جميع الجهات الحكومية على الفوائد من تقنية المعلومات، ولا بد من إدراك المخاطر التي قد تسببها هذه التقنية، مشيراً إلى الأهمية القصوى للمؤتمر وأهمية توعية المواطن والمستفيد على هذه التقنية ومخاطرها، بالإضافة إلى أن افتتاح المركز مفيد لجميع مستخدمي تقنية المعلومات.

أهداف المؤتمر
يسعى المؤتمر إلى الاستفادة من خبرات وتجارب المتخصصين الدوليين في مجال الأمن السيبراني، وإتاحة الفرصة لمناقشة التحديات والصعوبات التي تعترض الدول والحكومات في سبيل تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وما يتعلق بأمن المعلومات.

كلمة الافتتاح
أشار الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي، الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات إلى استضافة وتنظيم السلطنة حفل افتتاح المؤتمر الإقليمي الأول للأمن الإلكتروني، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة «امباكت»، والذي يترافق تنظيمه مع تدشين المركز الإقليمي للأمن الإلكتروني، مبيناً أن هيئة تقنية المعلومات ستتولى مسؤولية إدارته وتشغيله.
وأشار إلى أن نتائج قمة مجتمع المعلومات التي عقدت في تونس في عام 2005 وقمة جنيف في عام 2003 تؤكد على أهمية الأمن السيبراني، وبناء الثقة والأمن في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات، وقد ركزت على أن الثقة والأمن ركيزتان من الركائز الأساسية لمجتمع المعلومات، والذي بدونهما لا يمكن أن يقوم المجتمع بدوره، موضحاً أن التوصيات اشتملت على أهمية تشجيع التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، وجميع مستخدمي تقنية المعلومات والاتصالات من أجل تعزيز الثقة والطمأنينة لدى المستخدمين، وحماية البيانات وسلامة الشبكات، والنظر في الأخطار الحالية والمحتملة التي تهدد تقنية المعلومات والاتصالات. كما اشتملت التوصيات على أهمية إنشاء فرق ومراكز تعنى بموضوع الأمن السيبراني، وإيجاد استراتيجيات وطنية في هذا المجال متوافقة مع مبادئ التعاون الدولي، وأهمية حماية مؤسسات البنى الأساسية الوطنية.
من جانبه أشار الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات إلى أن قمة توصيل العالم العربي والتي عقدت في دولة قطر في اذار (مارس) 2012 والتي حضرها قادة ورؤساء الدول العربية وممثلوها، خرجت بتوصيات عدة في مجال الأمن الإلكتروني، كما ركزت على أهمية الإسراع في إنشاء مراكز وطنية للأمن الإلكتروني في جميع الدول، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية إيجاد استراتيجيات وطنية للأمن الإلكتروني بالدول العربية خلال السنوات الخمس المقبلة، وركزت على أهمية التعاون في هذا المجال، معرباً عن أن كل تلك التوصيات في القمم جاءت لتؤكد على أهمية مجال أمن المعلومات في تطوير مجتمع المعلومات، وتسهيل الدخول إليه.
وأضاف الرزيقي: لقد شهدت الساحة الإقليمية بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص، تطوراً سريعاً وملحوظاً في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات، حيث تترتب عليه في الوقت ذاته زيادة كبيرة في عدد المستخدمين. وتشير الإحصائيات إلى أن تعداد الدول العربية قد بلغ 352 مليون نسمة تقريباً، وقد شكل عدد مستخدمي الإنترنت نسبة 30 في المائة من عدد السكان، حيث ارتفعت نسبة المستخدمين خلال العقد الماضي بنسبة 23 في المائة، وقد بلغ متوسط استخدام الإنترنت إلى ساعتين في اليوم الواحد.
وأوضح الرزيقي أن نسبة استخدام الإنترنت عن طريق الأجهزة المحمولة والنقالة تصل إلى 45 في المائة، وبلغت نسبة النمو في استخدام اللغة العربية إلى 25 في المائة خلال العقد الماضي، مبيناً أن نسبة استخدام الهواتف النقالة في الدول العربية يعد أعلى من المتوسط العالمي بنسبة 10 في المائة منذ عام 2006، ووصل في العام 2011 إلى نسبة 15 في المائة، ولم يكن التطور في الاستخدام بالنسبة الى مواقع التواصل الاجتماعية والتفاعلية بأقل حالاً، فقد شهدت الدول العربية ثورة سريعة وبلغ عدد المستخدمين 47،7 مليون مستخدم وهي في زيادة مطردة.
وأشاد بالتطور في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات ومدى توافق هذا التطور مع المبادرات التي انتهجتها دول المنطقة في تأمين تقنية المعلومات والاتصالات ومستخدميها، وكذلك تأمين مؤسسات البنى الأساسية الوطنية، كما تشير المؤشرات والتقارير إلى وجود 8 مراكز وطنية للأمن الإلكتروني في دول المنطقة، وقد شهدت الساحة الإقليمية للعديد من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت مؤسسات البنى الأساسية وقطاعات الصناعات الحيوية والتي تعتبر من التحديات التي تواجهها دول المنطقة ما لم يتم أخذ التدابير اللازمة ضد هذه الهجمات أو تقليل نطاق تأثيرها على أقل تقدير.
وأضاف الرزيقي: إن ما سجلته الأعوام الأخيرة من تحول كبير في تطور الهجمات الإلكترونية تتطلب معه زيادة اهتمام جميع الأجهزة الحكومية ومؤسسات البنى الأساسية الوطنية في كل دولة، وذلك لمراجعة استراتيجياتها المتعلقة بالأمن الإلكتروني، ولسد الثغرات وإيجاد الخطوات الكفيلة بتأمين استخدام تقنية المعلومات والاتصالات، تجنباً لوقوع مثل هذه الهجمات التي يمكن أن تحد من قدرة المؤسسات الحكومية والخاصة في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين وتأمين بياناتهم ومعلوماتهم.

تطور تقنية المعلومات في السلطنة
وعلى هامش مشاركته في المؤتمر ألقى إبرهيم الحداد مدير المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات كلمة الاتحاد، أشاد فيها بالتطور الذي لحق بقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السلطنة وبقطاع الأمن الإلكتروني بشكل خاص، كما قدم شكره للسلطنة على تقديمها جميع أشكال الدعم للجهود الدولية لمكافحة التهديدات الأمنية، والتي توجت أخيراً باستضافة السلطنة ممثلة في هيئة تقنية المعلومات للمركز الإقليمي للأمن الإلكتروني، كما تحدث الحداد عن أهمية التحالفات والتجمعات الدولية والإقليمية لمواجهة التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
وأوضح كيفن كاردويل رئيس جلسات المؤتمر لليوم الأول برنامج المؤتمر وما يشمله من حلقات عمل ذات الصلة بمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية، كما سلّط الضوء على موضوع الأمن والمخاطر الإلكترونية، وما يشهده العالم من تزايد في عدد التهديدات الأمنية بطريقة تستوجب تنسيق الجهود بين دول المنطقة وتبادل المعلومات والخبرات في سبيل مواجهة تلك التهديدات.

جلسات المؤتمر
اشتملت أعمال اليوم الأول للمؤتمر على خمس جلسات، وتم التطرق في الجلسة الأولى إلى استراتيجيات الدفاع الأمني الإلكترونية في المنطقة العربية، وأهمية وضع تلك الاستراتيجيات للبدء في عمل منظم ومتقن. وتناولت الجلسة الثانية أهمية إنشاء المراكز الوطنية للسلامة المعلوماتية (مراكز الاستجابة)، ودور تلك المراكز في وضع السبل الوقائية والاستباقية، وعدم الاكتفاء بالاستجابة للمخاطر الأمنية ومعالجتها، بالإضافة إلى أهميتها في عملية التنسيق مع المراكز الدولية في هذا المجال.
وتطرقت الجلسة الثالثة للمؤتمر لأنواع المخاطر الأمنية، ومدى الوعي بتلك المخاطر في الدول العربية، وبضرورة وضع الأولوية لتوفير الحماية اللازمة منها، وتأتي الجلسة الرابعة حول مناقشة موضوع أمن المعلومات، وتوفير الخصوصية المتعلقة بالحوسبة السحابية.

الأمن الإلكتروني
في إطار فعاليات المؤتمر الإقليمي للأمن الإلكتروني تم عقد مؤتمر صحافي لتسليط الضوء على التعاون القائم بين هيئة تقنية المعلومات والقطاعين العام والخاص، والعمل بشكل جماعي لحل المشاكل الأمنية، بالإضافة إلى التطرق إلى الدور الحيوي للسلطنة في عملية تطوير الاستراتيجيات الأمنية الإلكترونية في دول المنطقة، ودورها في وضع الخطط المستقبلية للتصدي للهجمات الإلكترونية على المستويين الإقليمي والدولي، كما تطرق إلى إبراز دور المركز الوطني للسلامة المعلوماتية التابع لهيئة تقنية المعلومات في حماية قطاع البنى الأساسية، وفي تبادل الخبرات مع الدول الشقيقة والصديقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق