سياسة عربية

الحوار اليمني ينطلق منتصف الشهر المقبل

ما زالت قضية السفينة المحملة بالاسلحة الايرانية التي ضبطتها اجهزة الامن اليمنية خلال الاسبوع الفائت، تحتل الصدارة في اهتمامات العديد من دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة، التي اشادت مؤخراً بالخطوة واعتبرتها على درجة من الاهمية.

اعلنت الرئاسة اليمنية عن تذليل العقبات التي كانت تحول دون عقد الحوار بين اطراف الصراع على الساحة، وتحديد الثامن عشر من شهر آذار (مارس) المقبل موعداً لانطلاق هذا الحوار. لكنها لم تكشف عن الجهات المشاركة فيه، وما اذا كانت كل الاطراف ستشارك ام لا.
ففي خطوة اعتبرها متابعون على درجة كبيرة من الاهمية، وحظيت بالمزيد من الاشادة من اطراف عدة من بينها الولايات المتحدة، حدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي موعد انطلاق الحوار الوطني بموجب اتفاق انتقال السلطة في 18 اذار (مارس) المقبل. ودعا الرئيس واللجنة التحضيرية للحوار جميع الاحزاب الى تقديم قوائم ممثليها، على ان يقوم الحوار المنتظر بوضع دستور جديد للبلاد وبالسعي لحل القضايا الكبرى مثل قضية الجنوب حيث يطالب تيار واسع بالانفصال، ومسألة التمرد الشيعي في الشمال.
وبالتزامن، فككت أجهزة الأمن اليمنية خلية ارهابية، والقت القبض على خمسة أشخاص من اعضائها يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم إرهابي.
وأوضح مصدر امني أن رجال الأمن ضبطوا سيارة بدون لوحة معدنية وعلى متنها خمسة أشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم إرهابي. وقال المصدر أنه تم العثور بحوزة المتهمين على أربعة رشاشات معدلة وقطعة «آر. بي. جي» مع ثلاث قذائف إضافة إلى 1700 طلقة رصاص كلاشينكوف، واعلن ان الأجهزة الأمنية باشرت إجراءات التحقيق مع المتهمين تمهيداً لإحالتهم إلى النيابة العامة.

انفجار مخزن ذخيرة
وفي السياق عينه، اكد مسؤول امني وشهود عيان ان عشرة مدنيين بينهم طفلان قتلوا بعد انفجار مخزن ذخيرة للجيش في شمال غرب اليمن جراء تطاير القذائف على القرى المجاورة. ووقع الانفجار في مخزن للذخيرة داخل معسكر في منطقة عبس القريبة من ساحل البحر الاحمر والتابعة لمحافظة حجة في شمال غرب البلاد. ويقع هذا المعسكر في منطقة قريبة من مناطق انتشار المتمردين الحوثيين الشيعة. وذكر شهود عيان بأن قذائف مدفعية وصاروخية تطايرت من المخزن الى القرى المجاورة ما تسبب بمقتل المدنيين.
من جهة اخرى طالب الرئيس اليمني نظيره الايراني بوقف دعم الجماعات المسلحة على اراضيه بعدما صادررجال خفر السواحل شحنة قذائف وصواريخ يعتقد ان ايران هي التي ارسلتها. ونفت ايران صلتها بالاسلحة التي عثر عليها على متن سفينة قبالة الساحل يوم 23 كانون الثاني (يناير) في عملية تمت بالتنسيق مع البحرية الاميركية.
وقال وكيل وزارة الداخلية لقطاع الامن العام عبد الرحمن حنش ان هذه هي اخطر شحنة اسلحة يتم تهريبها الى اليمن وان الشحنة احتوت على صواريخ مضادة للطائرات ومادة «سي فور» الشديدة الانفجار التي يمتلكها عدد قليل من الدول في الشرق الاوسط.
وعرض التلفزيون الحكومي اليمني لقطات لوزير الداخلية عبد القادر محمد قحطان ورئيس جهاز الامن القومي علي الاحمدي وهما يستعرضان الاسلحة التي ضمت صواريخ كاتيوشا من عيار 122 مليمتراً وصواريخ «ستريلا- 1و2» المضادة للطائرات وقذائف «آر. بي. جي» ومواد متفجرة وأجهزة رؤية ليلية ايرانية الصنع. وقال حنش انه بينما كان يجري التحقيق في الشحنة بات من المؤكد ان الاسلحة كانت متجهة الى جماعة متمردة ولم يحدد اسم الجماعة. بينما قال مصدر في مكتب هادي ان الاسلحة كانت متجهة الى المتمردين الحوثيين.
واعلن مصدر يمني رسمي ان صنعاء لن تسمح بالتدخل في شؤونها، ومؤكداً انها تطالب ايران بايضاحات حول سفينة الاسلحة التي ضبطتها في المياه الاقليمية قبل اسبوعين. واوضحت وكالة سبأ ان وزير الخارجية ابو بكر القربي اكد خلال لقائه سفير ايران محمود حسن علي زاده ان اليمن «لن يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية من اي طرف كان او ان تصبح اراضيه مكاناً للحروب بالوكالة». واضافت ان الوزير طلب تفسيراً من الجانب الايراني حول السفينة «جيهان -1» التي ضبطت في المياه الاقليمية آتية من ايران في 23 الشهر الماضي.

اشادة اميركية
من جهتها، اشادت وزارة الخارجية الاميركية بالحكومة اليمنية لاعتراضها بنجاح السفينة، ولجوئها الى مجلس الامن الدولي. وقالت الناطقة باسم الوزارة فكتوريا نولاند ان هذه الاسلحة مرسلة لتسبب اضراراً كبيرة واكبر عدد ممكن من الخسائر وتشكل تهديداً لليمن والمنطقة، داعية الخبراء الى تقييم هذه الاسلحة. واضافت ان ايران تواصل تحدي الاسرة الدولية عبر نشاطاتها لنشر الاسلحة ودعمها لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
من جهته، اتهم رئيس جهاز الامن الوطني في اليمن محمد الاحمدي ايران بالسعي الى الاضرار ببلاده، مؤكداً ان الشحنة التي ضبطت «تحتوي فعلاً على مواد من شأنها الاضرار الكامل بالشعب اليمني ومخصصة لاعمال سفك الدماء. ورأى ان الشحنة لا يمكن ان تتم بواسطة تجار او مهربين، لكن وراءها قوة منظمة ولا يمكن ان تكون وراءها الا قوى رسمية. وقال مسؤول كبير في الامم المتحدة: ان لجنة العقوبات في الامم المتحدة تحقق بشأن السفينة.
في مسار مواز، قال مبعوث الامم المتحدة في اليمن جمال بن عمر ان حكومة اليمن طلبت من لجنة العقوبات اجراء  تحقيق معمق في موضوع السفينة، مشيراً الى ان خبراء اللجنة سيحددون الوقائع المتعلقة بمصدر الشحنة، وهوية الجهة المرسلة اليها. واضاف بن عمر انه من الواضح ان سفينة صودرت في المياه اليمنية وان شحنتها تحوي اسلحة مصنعة بينها صواريخ ارض – جو. ورأى بن عمر ان الشحنة لا يمكن ان تتم بواسطة تجار او مهربين لكن وراءها قوة منظمة ولا يمكن ان تكون وراءها الا قوى رسمية. وقال مسؤول كبير في الامم المتحدة ان لجنة العقوبات في الامم المتحدة تحقق بشأن السفينة. وقد عرض الطلب في اجتماع لمجلس الامن الدولي دعا فيه مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر المجلس الى التدخل لوقف «اعمال العرقلة» لعملية الانتقال الديموقراطي للبلاد . ويحظر قرار تبنته الامم المتحدة عام 2007 تصدير ايران للاسلحة تحت طائلة العقوبات .

عواصم – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق