دولياترئيسي

المفاوضون تحت الضغط للتوصل الى اتفاق حول النووي الايراني قبل نهاية آذار

يلتقي المفاوضون الدوليون وعلى رأسهم وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف اليوم الخميس في لوزان لمحاولة انتزاع اتفاق مبدئي حول الملف النووي الايراني في اجواء من التوتر المتصاعد مع اقتراب استحقاق الحادي والثلاثين من آذار (مارس).

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ليل الاربعاء الخميس بعد وصول كيري الى سويسرا ان ابرام اتفاق سياسي قبل الثلاثاء 31 آذار (مارس) ممكن. واضاف هذا المسؤول الاميركي طالبا عدم كشف هويته «نعتقد فعلاً اننا نستطيع ان نفعل ذلك بحلول 31 آذار (مارس). نرى طريقاً لتحقيق ذلك».
والتقى الطرفان الرئيسيان في هذه المفاوضات كيري وظريف صباح اليوم في المدينة السويسرية بعد اقل من اسبوع على الدورة السابقة من المشاورات المكثفة على ضفاف بحيرة ليمان.
وتوجه وزراء خارجية الدول الاخرى المشاركة في المفاوضات اي بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين الى لوزان نهار اليوم.
ويخضع كيري وظريف لضغوط كبيرة لانتزاع اتفاق او على الاقل تفاهم مبدئي يسمح لهما بمواجهة «الصقور» في واشنطن وطهران على حد سواء، مروراً بباريس واسرائيل ودول الخليج التي تعارض جميعها اي تسوية.
وقال كيري الاربعاء قبل توجهه الى لوزان ان «من يقف ضد آفاق اتفاق ملزم بتقديم بديل قابل للاستمرار وواقعي ولم ار احداً فعل ذلك».
وحذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في خطاب القاه في لندن من انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق فهذا يعني «شرقاً اوسط اكثر اضطراباً مع احتمال سباق للتسلح النووي في المنطقة».
وحتى لا يبدو متساهلاً جداً، طالب البيت الابيض الاربعاء طهران بضمانات «ملموسة ومحددة» لتأكيد انها لن تسعى الى امتلاك سلاح ذري، مقابل رفع العقوبات الدولية.
وبعد اكثر من عام على بدء مفاوضات ماراتونية واتفاق موقت مدد مرتين، يفترض ان تبرم ايران والدول الست الكبرى (مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا) اتفاقاً سياسياً قبل نهاية الشهر الجاري حول هذا الملف النووي الايراني الذي يسمم العلاقات الدولية منذ اكثر من عشر سنوات.
وقال ظريف للتلفزيون الحكومي الايراني مساء الاربعاء قبل ان يتوجه الى سويسرا ان «هذه الجولة من المفاوضات بالغة الحساسية وخصوصاً لاننا نقترب من المواعيد المحددة للتوصل الى اتفاق مبدئي».
الا ان مسؤولاً اوروبياً قلل من اهمية الضغوط مؤكداً ان المهلة للتوصل الى اتفاق نهائي يشمل كل التفاصيل التقنية تنتهي في 30 حزيران (يونيو).
وقال هذا المصدر «لن تكون نهاية التاريخ هذا الاسبوع. لن يكون هناك اتفاق قبل نهاية الاسبوع لانه لن يتم التوصل اليه الا عندما توضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل التقنية».
واضاف «ما نرغب في الحصول عليه (بحلول نهاية آذار/مارس) هو تفاهم على النقاط الاساسية، الاحداثيات الرئيسية» في صلب التفاوض وهي القدرة على تخصيب اليورانيوم التي سيسمح لايران بها ومفاعل اراك للمياه الثقيلة ورفع العقوبات….
وكانت الدورة السابقة للمفاوضات انتهت في اواخر الاسبوع الماضي بحديث عن «تقدم» الى جانب استمرار «خلافات كبيرة». وتشكل مسألة العقوبات خصوصاً احد اكبر الخلافات.
وعلى الرغم من تأكيد وحدتهم، ظهرت الخلافات واضحة الاسبوع الماضي بين الحلفاء وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا.
وكانت باريس عرقلت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 صيغة اتفاق رأت انه ضعيف جداً. وهي تتمسك بموقف متشدد وتطالب «باتفاق متين» في مواجهة سعي واشنطن لابرام اتفاق بسرعة مع ايران.
ورغم مجازفتها باستفزاز شركائها، تريد فرنسا ان تبدو في نظر دول الخليج واسرائيل خصوصاً ضامنة لاتفاق بلا تنازلات، يوحي على حد قول وزير الخارجية لوران فابيوس «بالثقة الى كل القوى في المنطقة» الخائفة من استعادة ايران الشيعية موقعها على الساحة الدولية.
ودعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاثنين الى عدم منح ايران «صفقات لا تستحقها» في مفاوضات الملف النووي مع القوى الكبرى متهما طهران بانتهاج «سياسات عدوانية» تجاه المنطقة.
وتشتبه واشنطن وحلفاؤها بان برنامج ايران للطاقة النووية المدنية يخفي شقاً عسكرياً لامتلاك اسلحة ذرية وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية.
وتجري القوى الكبرى وايران مفاوضات حول هذا الملف منذ 18 شهراً لكن البرنامج النووي الايراني يثير قلق المجموعة الدولية منذ اكثر من 12 عاماً.
وتجري ايران والولايات المتحدة اللتان قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ 1980 اتصالات وثيقة منذ سنوات لا سيما عبر مداولات سرية جرت في 2011 و2012 حول الملف النووي. لكن البلدين ينفيان حتى الان حصول اي تقارب دبلوماسي بينهما.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق