رئيسيسياسة عربية

حزم سعودي، ومرونة اماراتية، وتعهدات قطرية، انجحت قمة الرياض والقاهرة والدوحة تتبادلان رسائل التهدئة

«إما الاتفاق أو لا قمة خليجية»، بهذه الكلمات، نجح العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في طي صفحة خلافية يصنفها المراقبون بانها من اشد الصفحات تعقيدا. وفي اكثر الظروف صعوبة.

فالقمة الخليجية «الثالثة والثلاثون» اصبحت على الابواب، وانعقادها  في موعدها «يومي 9 و10» كانون اول (ديسمبر) المقبل، من ضرورات المرحلة، حيث تواجه الدول الخليجية، وجميع دول المنطقة اخطر التحديات، الامر الذي يتطلب قدراً كبيراً من الحكمة في التعاطي مع متطلبات المرحلة. وبقاء الازمة بين كل من السعودية والامارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة اخرى، يعني تعثر انعقاد القمة وارجاء البت في ملفات معروضة على جدول اعمالها ومنها بعض الملفات الامنية ذات العلاقة بترتيبات مواجهة الارهاب.
ومع ان جميع التقارير تتحدث عن حزم سعودي في هذا السياق، الا ان التقارير عينها تحدثت عن مرونة اماراتية، وعن استجابة قطرية، تمثلت بتقديم التزامات بالاستجابة الى العديد من المتطلبات، وابرزها التخفيف من حدة الحملة الاعلامية التي تشنها الدوحة ضد مصر. وعدم استضافة ودعم الرموز الاخوانية التي تناهض النظام المصري الجديد العداء. والتي تتولى ادارة المعارضة.

جهود كويتية
وبين هذه وتلك، بدت الجهود الكويتية واضحة في مجال الوساطة بين اطراف المعادلة الخليجية، حيث قدم الشيخ صباح الاحمد امير الكويت العديد من المبادرات التي نجحت في تقريب وجهات النظر، واعادت ترتيب اولويات المرحلة وصولاً الى تغليب الصالح العام. والبناء على معطيات لا تكتفي بما تم من انجازات، وانما ترجىء بعض الاستحقاقات ضمن التزامات من قبل اطراف العلاقة. وضمن قدر من حسن النوايا التي ظهرت جلية من خلال المباحثات. وبالتوازي، ثمة استجابة واضحة من قبل اطراف الخلاف الاخرين، وفي مقدمتهم الجانب المصري الذي ابدى هو الاخر مرونة، واطلق بعض الاشارات التي تؤكد الحرص على وحدة الخليج العربي في هذه المرحلة. والاكتفاء – مرحلياً – بالضمانات التي قدمت بخصوص الازمة.
فقد تناقلت وكالات انباء ما يفيد بان قطر تعهدت، خلال القمة الخليجية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، مساء الأحد، «التزامها بوقف الحملات الإعلامية ضد مصر». ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية في طبعتها السعودية عن مسؤول خليجي وصفته بالرفيع، ولم تفصح عن اسمه، أن «الدوحة تعهدت خطياً، بتعديل سياستها خلال شهر من اجتماع الرياض. وأكدت الدوحة التزامها بوقف الحملات الإعلامية ضد مصر».
من جهته، أشاد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإتفاق الرياض الذي أسفر عن عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر، قائلاً إن الاتفاق ينهي الخلافات الخليجية الطارئة، ويعد إيذاناً بالعمل المشترك لمصلحة دول الخليج والأمة العربية والإسلامية.

بيان ملكي
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي، نقلته وكالة الأنباء السعودية، أن «الأشقاء في الخليج حرصوا على وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق ونبذ الخلاف في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية».
وتابع: «قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في دولنا سيسعون الى تحقيق هذا التقارب الذي نهدف منه إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه، فالحكمة ضالة المؤمن».
وأضاف: أن «اتفاق الرياض أكد على الوقوف إلى جانب مصر والتطلع إلى مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق». ودعا البيان مصر «قيادة وشعباً، للسعي الى إنجاح هذه الخطوة في مسيرة التضامن العربي».
من جهته دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، الدول الخليجية الى بدء صفحة جديدة، لدفع مسيرة العمل المشترك.
وقال في تصريح له «امس الأربعاء» نحمد الله العلي القدير الذي مّنَ علينا وأشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت ودولة قطر في الوصول إلى اتفاق الرياض التكميلي في يوم الأحد 23/1/1436هـ الموافق 16/11/2014م في مدينة الرياض، والذي حرصنا فيه وإخواني أصحاب الجلالة والسمو على أن يكون منهياً لجميع أسباب الخلافات الطارئة، وأن يكون إيذاناً – بحول الله وقوته – لبدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك ليس لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فحسب، بل لمصلحة شعوب أمتنا العربية والإسلامية، والتي تقتضي مصالحها العليا أن تكون وسائل الإعلام معينة لها لتحقيق الخير ودافعة للشر».
وأضاف «كما حرصنا في هذا الاتفاق على وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق ونبذ الخلاف في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية.                                         وفي هذا الإطار، وارتباطاً بالدور الكبير الذي تقوم به جمهورية مصر العربية الشقيقة، فلقد حرصنا في هذا الاتفاق وأكدنا على وقوفنا جميعاً إلى جانبها وتطلعنا إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء».
وأوضح «ومن هذا المنطلق فإنني أناشد مصر، شعباً وقيادة، للسعي معنا في إنجاح هذه الخطوة في مسيرة التضامن العربي – كما عهدناها دائماً عوناً وداعمةً لجهود العمل العربي المشترك -. وإني لعلى يقين – بإذن الله – أن قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في دولنا سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذي نهدف منه – بحول الله – إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه، فالحكمة ضالة المؤمن».

مصر تتجاوب
من جهتها، ورداً على دعوة خادم الحرمين الشريفين، أعلنت مصر – الاربعاء -تطلعها إلى «حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي» إلى الانفتاح على قطر والمساهمة في إنجاح المصالحة الخليجية.
واكدت الرئاسة المصرية في بيان لها «على تجاوبها الكامل مع هذه الدعوة الصادقة والتى تمثل خطوة كبيرة على صعيد مسيرة التضامن العربي»، مشيرة الى انها استقبلتها بـ «ترحاب شديد».
وقالت الرئاسة في بيانها «إننا نتطلع معا إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي، وتبث الأمل والتفاؤل في نفوس شعوبنا»، من دون الاشارة الى قطر بشكل صريح.
كما وجهت الرئاسة المصرية الشكر والتقدير إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز على جهوده ومساعيه «للم الشمل العربى في مواجهة التحديات التى تحيق به».
واكد الملك عبدالله ان الموقعين على الاتفاق حرصوا واكدوا الوقوف «جميعاً إلى جانب مصر، والتطلع إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء».
واعربت الرئاسة المصرية عن ثقتها أن «قادة الرأى والفكر والإعلام العربى سيتخذون منحى إيجابياً جاداً وبناءً لدعم وتعزيز وترسيخ هذا الاتفاق، وتوفير المناخ الملائم لرأب الصدع ونبذ الفرقة والانقسام».

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق