أبرز الأخبارالاقتصادمفكرة الأسبوع

العاهل المغربي: خط الغاز مع نيجيريا مشروع استراتيجي لغرب أفريقيا

أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس الأحد أن خط الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب هو مشروع استراتيجي لمنطقة غرب أفريقيا كلها، مشيراً إلى حرص بلاده على مواصلة العمل بشكل وثيق مع المسؤولين في نيجيريا، من أجل بدء العمل عليه في أقرب وقت. وقال في كلمة بمناسبة الذكرى 77 للمسيرة الخضراء إن توجه المملكة في الدفاع عن مغربية الصحراء يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.
وصف العاهل المغربي الملك محمد السادس الأحد أنبوب الغاز المنتظر أن يربط نيجيريا والمغرب مروراً بعدد من دول غرب أفريقيا بأنه «أكثر من مشروع ثنائي بين بلدين شقيقين»، قائلاً إنه يريده «مشروعاً استراتيجياً لفائدة منطقة غرب أفريقيا كلها».
وفي خطاب إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى 77 للمسيرة الخضراء، التي استعاد فيها المغرب إقليم الصحراء الغربية من الاستعمار الإسباني في عام 1975، قال الملك محمد السادس إن المشروع يوفر «فرصاً وضمانات في مجال أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية بالنسبة الى دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، إضافة إلى موريتانيا والمغرب».
وأضاف العاهل المغربي عن المشروع الذي وقع المغرب ونيجيريا على إطاره التعاقدي في كانون الأول (ديسمبر) 2016 «إنه مشروع من أجل السلام والاندماج الاقتصادي الأفريقي والتنمية المشتركة، مشروع من أجل الحاضر والأجيال القادمة».
وقال إن المغرب منفتح «على جميع أشكال الشراكة المفيدة من أجل إنجاز هذا المشروع الأفريقي الكبير».
وأكد «حرص المغرب على مواصلة العمل، بشكل وثيق مع أشقائنا في نيجيريا، ومع جميع الشركاء، بكل شفافية ومسؤولية، من أجل تنزيله، في أقرب الآجال».

تفاصيل مشروع الغاز

ومشروع خط أنبوب الغاز النيجيري-المغربي الذي لم يُحدد جدول زمني لإنجازه بعد، يندرج في سياق جيوسياسي يطغى عليه طلب دولي قوي على الغاز والنفط وارتفاع في الأسعار على أثر الهجوم الروسي على أوكرانيا. وتسعى دول عدة، خصوصاً في أوروبا، إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
ويبلغ طول مشروع أنبوب غاز نيجيريا – المغرب 6000 كيلومتر، ويمر عبر 13 دولة إفريقية على طول ساحل المحيط الأطلسي ويفترض أن يمد دولاً غير ساحلية هي النيجر وبوركينا فاسو ومالي.
وينبغي أن يتيح المشروع نقل أكثر من 5000 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى المغرب. وبالتالي سيتم ربطه مباشرة بخط أنابيب المغرب-أوروبا (GME) وشبكة الغاز الأوروبية.
ويأتي المشروع على خلفية خصومة إقليمية متزايدة بين المغرب والجزائر التي تُعتبر أكبر مصدّر إفريقي للغاز الطبيعي والسابع عالمياً. وبلغت الأزمة بين البلدين الجارين ذروتها مع قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في آب (أغسطس) 2021 بقرار من الجزائر.
وعلى الأثر قطعت الجزائر الغاز عن المغرب وأغلقت في تشرين الأول (أكتوبر) أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر المغرب. ومنذ ذلك الوقت تسعى الرباط إلى إيجاد بدائل لتلبية احتياجاتها.
وقال العاهل المغربي إن تخليد الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، يأتي في «مرحلة حاسمة من مسار ترسيخ مغربية الصحراء».
وأضاف أن «توجهنا في الدفاع عن مغربية الصحراء، يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة».
وتعهد الملك المغربي بالمضي قدما في تنمية الأقاليم الجنوبية الصحراوية. وقال «ندعو القطاع الخاص، إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لا سيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي».
ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية، التي تسيطر المملكة على حوالي 80% من أراضيها، وتقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها حلاً وحيداً للنزاع، غير أن البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تطالب بإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة لتقرير مصيرها.

فرانس24/أ ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق