رئيسيسياسة عربية

إسرائيل تقصف مخيم جباليا المزدحم وتوقع مئات الضحايا في غزة وتقول إن قائداً في حماس قُتل والاخيرة تنفي

أصابت ضربات جوية إسرائيلية مخيماً للاجئين الفلسطينيين مكتظاً بالسكان في قطاع غزة مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 50 فلسطينياً وأحد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما كافح المسعفون لعلاج المصابين حتى أنهم أقاموا غرف عمليات في ممرات المستشفيات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 11 جندياً قتلوا أيضاً في القتال في غزة يوم الثلاثاء، وهي أكبر خسارة للجيش في يوم واحد منذ أن هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (اكتوبر)، مما أسفر عن مقتل حوالي 300 جندي ونحو 1100 مدني.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن معظم القتلى من جنود المشاة الذين أصيبت مركبتهم بصاروخ مضاد للدروع.
وأرسلت إسرائيل قوات إلى قطاع غزة بعد قصف جوي لأسابيع رداً على هجوم حركة حماس.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن الغارة التي شنتها الطائرات المقاتلة على جباليا، أكبر مخيم للاجئين في غزة، أدت إلى مقتل القيادي في حماس إبراهيم البياري.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس «لقد كان مهماً جداً، ويمكنني القول إنه كان صاحب دور محوري في تخطيط وتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل».
وأضاف كونريكوس أن العشرات من مقاتلي حماس كانوا في الأنفاق مع البياري وقُتلوا أيضاً عندما انهارت في الهجوم.
وتابع «أفهم أن هذا هو السبب أيضاً وراء وجود العديد من التقارير عن أضرار جانبية وخسائر في صفوف غير المقاتلين. ونحن نحقق في هذه التقارير أيضاً».
ونفى حازم قاسم المتحدث باسم حماس وجود أي قائد كبير هناك، ووصف هذا الادعاء بأنه ذريعة إسرائيلية لقتل المدنيين. وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن 50 فلسطينياً على الأقل قتلوا في مخيم اللاجئين وأصيب 150 آخرون.
وقال بيان لحماس إن هناك 400 قتيل وجريح في جباليا الذي يأوي عائلات اللاجئين من حروب مع إسرائيل يعود تاريخها إلى عام 1948.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من أرقام القتلى والمصابين المعلنة.
وخلف الهجوم حفراً كبيرة تحيط بها المباني الخرسانية المدمرة.
وذكر مسؤولون من الأمم المتحدة ومسؤولو إغاثة آخرون أن المدنيين في غزة يواجهون كارثة صحية عامة فيما تواجه المستشفيات صعوبة في علاج المصابين الذين يزدادون عدداً مع تضاؤل إمدادات الكهرباء.
وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) يوم الأربعاء في منشور على منصة إكس إن خدمات الاتصالات والإنترنت مقطوعة بشكل كامل في قطاع غزة «بسبب تعرض المسارات الدولية، والتي تم إعادة وصلها سابقاً، للفصل مرة أخرى».

أزمة الصحة العامة تعصف بالقطاع

في واشنطن، رفعت مجموعة من المتظاهرين المناهضين للحرب أياديهم الملطخة باللون الأحمر لمقاطعة جلسة استماع في الكونغرس بشأن تقديم المزيد من المساعدات لإسرائيل. ورددوا هتافات من بينها «أوقفوا إطلاق النار الآن!» و«احموا أطفال غزة!» و«أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية». وأخرجتهم شرطة الكونغرس من الغرفة.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء إن مولدات الكهرباء في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي بغزة ستتوقف في غضون ساعات. ودعا أصحاب محطات الوقود في القطاع إلى سرعة تغذية المستشفيين بالوقود إن أمكن.
وبعد الهجوم على جباليا، أظهرت لقطات حصلت عليها رويترز عشرات الجثث مسجاة ومغطاة بالأكفان البيضاء ومصطفة بجانب المستشفى الإندونيسي.
ومع تضاؤل ​​إمدادات الأدوية وانقطاع التيار الكهربائي وفي ظل الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي هز مباني المستشفيات، عمل الجراحون في غزة ليل نهار في محاولة لإنقاذ المرضى الذين يتدفقون باستمرار.
وقال الطبيب محمد الرُن «نتعامل مع الأمر ساعة بساعة لأنه احنا ما متوقعين امتى حتجينا الإصابات، واتعرضنا لأكتر من مرة إنه نفتح غرف عمليات خارجية حتى في قسم الاستقبال» وأحياناً في الممرات وأماكن الانتظار في المستشفى.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن الحركة أبلغت وسطاء بأنها ستطلق سراح بعض الأسرى الأجانب في الأيام المقبلة.
ولم يقدم المتحدث في مقطع مصور على حساب الحركة على تطبيق تيليغرام تفاصيل أخرى عن عدد الأسرى أو جنسياتهم.
في الوقت نفسه، ناشدت عائلات القتلى الإسرائيليين في هجوم السابع من تشرين الأول (اكتوبر) المحكمة الجنائية الدولية يوم الثلاثاء إصدار أمر بالتحقيق في عمليات القتل والاختطاف. وإسرائيل ليست عضواً في المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً، وترفض الاعتراف بسلطتها.

«تقدم» نحو فتح ممر آمن للأجانب

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة أحرزت «تقدماً حقيقياً» في الساعات القليلة الماضية في المفاوضات لتأمين ممر آمن للأميركيين وغيرهم من الأجانب الراغبين في مغادرة غزة.
وذكرت الوزارة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيزور إسرائيل يوم الجمعة لعقد اجتماعات مع أعضاء الحكومة هناك ثم يقوم بزيارات أخرى في المنطقة.
كما قال بلينكن يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ودولا أخرى تدرس «مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة» لمستقبل قطاع غزة إذا تم عزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من حكمه.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الدعوات الدولية إلى «هدنة إنسانية» في القتال للسماح بتوصيل المساعدات الطارئة للمدنيين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب والوقود.
وتعمل الولايات المتحدة وقطر ومصر على فتح معبر رفح إلى مصر للسماح للناس بالمرور ذهاباً وعودة.
وقالت هيئة المعابر والحدود في غزة إن السلطات المصرية ستسمح اليوم الأربعاء بدخول 81 فلسطينياً مصابين بجروح خطيرة لاستكمال علاجهم.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق