رئيسيسياسة عربية

السعودية: تحديات كبيرة في موسم الحج وخطة امنية شاملة

اضافة الى التحدي الامني الذي يحظى بالاولوية للمخططين لموسم الحج، هناك تحديات كثيرة وكبيرة يتم الاخذ بها ومراعاتها على مختلف المستويات في المملكة العربية السعودية. ومن بين تلك التحديات توفير جميع اجواء الراحة لضيوف الرحمن الذين انخفض عددهم هذا العام الى قرابة المليوني حاج بحكم اعمال التوسعة التي تجري والتي غطت مساحات واسعة من محيط الحرم المكي.

التوسعة تستهدف مضاعفة السعة المكانية الى اضعاف عدة، وبحيث يكون متاحاً استقبال اكثر من خمسة ملايين حاج، يستطيعون اداء الفريضة بكل يسر وسهولة وبانسيابية كاملة وبعيداً عن اية اختناقات، وفي الوقت نفسه توسيع وتطوير المرافق بما يستوعب هذه الاعداد.
وان كانت التحديات كثيرة، وفي مقدمتها التحديات الامنية التي تتقاطع مع الرؤية السعودية التي تقوم على مبدأ عدم تسييس الحج، وتمكين ضيوف الرحمن كافة من اداء الفريضة بيسر وسهولة وبأمن وامان، فقد برزت هذا الموسم معلومة تقول ان جماعة الاخوان المسلمين في مصر يرغبون باستغلال موسم الحج من اجل رفع شعار رابعة العدوية في بعض المواقع، خصوصاً في جبل عرفات. وبحسب المعلومة فإن الجماعة ترغب بارسال نصف مليون شعار لاستخدامها في الموسم.
الخطة الامنية التي اعدتها المملكة لم تشر بالتفصيل الى مثل تلك المعلومات الا انها جاءت شمولية، وتنص على عدم التساهل في اية محاولات لتسييس الحج، الامر الذي فهم ضمناً بأنه مشروع لمنع مثل تلك الممارسات. وأعلنت قيادة قوات أمن الحج لهذا العام جهوزيتها الكاملة لمواجهة جميع أنواع المخاطر الافتراضية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مؤكدة قدرتها على التدخل السريع والفاعل للحفاظ على سلامة حجاج بيت الله الحرام.
فقد اعتمد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا خطة الحج لهذا الموسم، بما في ذلك الخطة الامنية بكل تفاصيلها، ومن بينها خطة القيادة العامة لطيران الأمن.

عناصر الخطة الامنية
ومن ابرز عناصر الخطة الحد من وصول الحجاج المخالفين لأنظمة الحج، ومراجعة خطة الموسم الفائت وتطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات وخصوصاً في الجانب الأمني والمروري وإدارة وتنظيم الحشود وبقية الخطط في الإسناد الإداري والدعم الفني الذي يلازم العمل الأمني في موسم كل حج. وكشفت القيادة النقاب عن وجود خطة استباقية في جميع مناطق المملكة للتعامل مع اية مخالفة.
وقال القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي أن الخطة تتضمن تحريك الطائرات المشاركة من قواعدها لتتمركز في المواقع التي حددت لها في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأوضح أن قيادته تشارك في مهمة حج هذا العام بقوة كبيرة نظراً للمهام الجديدة التي أوكلت إليها. وتتكون هذه القوة من طيارين وفنيين ومهندسين وإداريين ومن جميع التخصصات الأمنية المختلفة مرجعاً المشاركة القياسية تلك الى مواكبة الزيادة في طلب المساندة من جميع القطاعات الأمنية المشاركة في مهمة الحج.
كما وصل إجمالي الطائرات المشاركة في تنفيذ الخطة إلى 18 طائرة تتمركز في منطقة مكة المكرمة ومنطقة المدينة المنورة تساندها طائرات أخرى مجهزة في قواعدها وجاهزة لتنفيذ خطة الانتشار لضمان سرعة الدعم والإمداد عند الحاجة.
وأوضح اللواء الحربي أن مهام طائرات القيادة العامة لطيران الأمن المشاركة هذا العام تتنوع لتشمل تنفيذ جميع المهام الإنسانية والأمنية المختلفة وتقديم الدعم اللوجيستي للقطاعات والمؤسسات الحكومية عبر طائرات مزودة بأحدث أجهزة مراقبة ومتابعة وتحليل ورصد جميع الظواهر الأمنية والمرورية من الجو وإرسال التقارير الفورية الى مركز عمليات طيران الأمن وتمرير المعلومة لمراكز العمليات بالأجهزة الأمنية والتدخل عند الحاجة لمباشرة أي حادث والقيام بطلعات تدريبية لأطقم الطائرات والمشاركة في تنفيذ الخطط الفرضية المخصصة لمواجهة الحوادث التي قد تقع في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ومتابعة جميع الطرق السريعة بين مكة والمدينة والمداخل الثمانية الرئيسة المؤدية الى العاصمة المقدسة والتنسيق الدائم مع الجهات المختصة في الحج.
من جهته، أوضح مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي أن إدارة المرور جندت ثلاثة آلاف من رجال الأمن وثلاثمائة دراجة نارية وأربعمائة مركبة لتنفيذ الخطة المرورية في مكة المكرمة خلال موسم الحج، مشيراً إلى أنه سيتم منع دخول السيارات للمنطقة المركزية بمكة المكرمة وقت الصلوات بما فيها الدوريات الأمنية ولن يكون هناك أي استثناء في هذا الخصوص، وأنه تم إلزام الدوريات الأمنية بتأمين دراجات نارية للتحرك في أوقات الصلوات عوضاً عن السيارات.

الخطة المرورية
وحول الجديد في الخطة المروية لهذا العام أوضح الجميعي أنه تم توحيد الاتجاهات يومي الثاني عشر والثالث عشر من شهر ذو الحجة في المنطقة المركزية على جميع المحاور لمنع حدوث الاختناقات المرورية، مشيراً إلى أنه تم توجيه الطرق إلى الخط السريع مباشرة. وأوضح انه تم تجهيز مداخل مكة المكرمة بجميع الإمكانيات والأدوات المخصصة لضبط المتسللين وأصحاب المركبات غير المصرح لهم في نقل الحجاج، مشيراً إلى أنه تم اعتماد 6 نقاط أمنية لحجز السيارات المخالفة على مداخل مكة وتوفير وسائل نقل للحجاج النظاميين إلى مكة المكرمة بعيداً عن الآليات المتهالكة التي قد تعرض حياة الحجاج للخطر. وشدد على ان من مهام النقاط الامنية منع دخول الحجاج ممن لا يحملون تصاريح حج.
وفي تلك الاثناء، أكدت وزارة الصحة السعودية أن الوضع الصحي للحجاج جيد، وأنها تتابع عن كثب سير تطبيق برامح الرصد الوبائي، وتقوم بأعمال المتابعة المستمرة، وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية إلى ضيوف الرحمن. وشددت الوزارة على أنه لم يتم تسجيل أي حالات وبائية أو محجرية، ولا توجد بينهم أية حالات إصابة بفيروس كورونا الجديد. وقالت الوزارة إنها وضعت مجموعة من البرامج العلاجية النوعية للحجاج، من خلال شبكة متكاملة من المرافق الطبية المنتشرة في مناطق الحج والمشاعر المقدسة، حيث هيأت خلال موسم حج هذا العام 25 مستشفى، يبلغ عدد أسرّتها 5250 سريراً، إضافة إلى 141 مركزاً صحياً، موزعة على جميع مناطق الحج، وكذلك 17 مركزاً صحياً للطوارىء على جسر الجمرات. وأفادت الوزارة انها جندت فرقاً طبية ميدانية تتعامل مع الحالات الطارئة أولاً بأول في المواقع التي يتواجد فيها الحجاج وذلك بواسطة خبراء واستشاريين في مختلف  التخصصات من داخل المملكة، مشيرة إلى أن الوزارة خصصت عشرة ملايين ريال لتوفير  التجهيزات التقنية الحديثة في المشاعر المقدسة.

مكة المكرمة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق