سياسة لبنانيةلبنانيات

هل ينجح هوكستين في ازالة المخالفات عن الخط الازرق واعادة الاراضي المحتلة الى لبنان؟

هبة باردة وهبة ساخنة هكذا يمكن وصف الوضع على الحدود الجنوبية ويستدل من ذلك ان الاطراف قد لا تكون تنوي توسيع رقعة الحرب. وهذا على الاقل موقف حزب الله. فبعد ايام من القصف المدفعي والصاروخي العنيف والغارات الجوية الاسرائيلية، كان الوضع امس اقل عنفاً. فهل ان الوساطات التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبعض الاطراف الاخرى بدأت تعطي مفعولها. ان الوضع يمكن ان يهدأ لو لم يكن رئيس حكومة العدو يريد المضي في القتال ويرفض وقف اطلاق النار.
فوزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن انهى زيارته الخامسة الى اسرائيل وغادر الى الضفة، حيث التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وتردد ان المحادثات شهدت توتراً، وطالب الرئيس الفلسطيني الولايات المتحدة بتغيير سياستها. وعلى الرغم من الترحيب الذي لقيه بلينكن من قبل عباس، الا انه استقبل بتظاهرة رافضة لهذه الزيارة، نظراً للموقف الاميركي المنحاز الى العدو الاسرائيلي. وقد طلب بلينكن من عباس تطعيم السلطة بعناصر شابة، يمكنها ان تتسلم الحكم في الضفة والقطاع. بعد ذلك انتقل الوزير الاميركي الى البحرين في زيارة لم تكن معلنة.
اما في لبنان فالوضع على حاله، والمواقف ثابتة لا تتبدل. فقد اعلن حزب الله منذ اليوم الاول بان القتال لن يتوقف على الحدود الجنوبية اللبنانية الا اذا توقفت الحرب العدوانية على غزة. ويصل اليوم الى بيروت مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين. ويعلق الكثيرون الامال على هذه الزيارة. فهو الذي قاد محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وهو يعمل حالياً على الحدود البرية وهي مرسمة بموجب اتفاق الهدنة لعام 1949. وما تحتاج اليه هو ازالة المخالفات الاسرائيلية عن 13 نقطة على الخط الازرق والانسحاب من مزارع شبعا، هذا فضلاً عن ان اتفاق الهدنة يعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الى لبنان، رغم ان هوكستين يقول ان هاتين المنطقتين ليستا في نطاق مهمته وخصوصاً شبعا، لان هناك خلافاً حولها بين لبنان وسوريا التي ترفض الاعتراف بلبنانيتها. وسيجول هوكستين على المسؤولين اللبنانيين، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، وربما شخصيات اخرى. فهل هو يحمل الحل معه، وينتهي القتال؟ بالطبع لا. لان حزب الله اعلن انه يرفض البحث بتطبيق القرار 1701 الذي يعيد الهدوء الى الجبهة، قبل توقف الحرب على غزة.
وكان الرئيس ميقاتي قد استقبل وزيرة الخارجية الالمانية وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في غزة وجنوب لبنان. واكد ميقاتي الحرص على افضل العلاقات مع المانيا شاكراً دعمها لبنان على المستويات كافة. وشدد على ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً من اتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان. وطالب بدعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه. وقال حان الوقت لايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي البدء بوقف اطلاق النار واطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين.
اما الوزيرة الالمانية فشددت على اهمية تطبيق القرار الدولي الرقم 1701.
كذلك استقبل ميقاتي المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته في اجواء الاجتماع الذي سيعقد الاسبوع المقبل بين الامين العام للامم المتحدة وجميع مدراء ومسؤولي البرامج السياسية للامم المتحدة في العالم. وقد اطلعت فرونتسكا من الرئيس ميقاتي على مضمون رسالته الموجهة الى الامين العام للامم المتحدة في ما خص القرار 1701 والاوضاع في الجنوب.
في هذا الوقت عاد الحديث عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، يتولى التفاوض باسم الدولة في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد تغييراً كبيراً في المنطقة. ويتساءل الفريق السيادي او البعض منه من سيتفاوض باسم الدولة في غياب الرئيس. ان الوضع حرج للغاية، ويتوجب على الفريق السيادي، كما يقول بعض اعضائه، جمع الصف وتوحيد الكلمة، بحيث لا يذهب لبنان جائزة ترضية لاي فريق داخلي او خارجي. ان التجارب السابقة يجب ان تكون ماثلة للعيان وعلى الجميع الاستفادة منها يوم اعطي لبنان جائزة ترضية لسوريا وكان هذا الخراب الكبير. فهل تنجح هذه القوى في جمع الكلمة والوقوف صفاً واحداً حفاظاً على حقوق لبنان؟ وهل يستفيق النواب الذين انتخبهم الشعب لتمثيله وخدمة قضاياه، فيسارع الى عقد جلسة مفتوحة تتولى انتخاب رئيس من بين المرشحين وقد باتوا معروفين كلهم. لبنان بحاجة الى رئيس حازم يضع الدستور نصب عينيه ويعمل بموجبه، ويرفض التنازلات لمصلحة هذا الفريق او ذاك. وبين المرشحين رجال اكفاء يتمتعون بكل صفات القيادة، فلماذا هذا التأخير في حسم هذا الموضوع، ليصار الى تشكيل حكومة تتمتع بمواصفات الرئيس عينها وتبدأ مرحلة النهوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق