سياسة لبنانيةلبنانيات

حرب حقيقية تشعل الجنوب والبقاع وتتجاوز كل الحدود وقواعد الاشتباك وتضرب العمق

نقاط ايجابية تسجل لمبادرة «الاعتدال الوطني» بانتظار موعد من كتلة الوفاء والمردة

التهب الوضع العسكري في الجنوب اللبناني بعنف امس، وتجاوز كل قواعد الاشتباك والخطوط الحمر، وبلغ حداً وصف بانه حرب حقيقية. فالغارات الجوية الاسرائيلية تكثفت ولم توفر قرية او بلدة فقصفت المنازل ودمرت العديد منها واوقعت المزيد من الضحايا وخيل للمراقبين ان حرب غزة انتقلت الى الجنوب اللبناني.
بدأت المعارك تشتد بعدما اسقط حزب الله مسيرة اسرائيلية ضخمة مفخخة بالمتفجرات وتستطيع حمل اربعة صواريخ، وقد اسقطت بصاروخ ارض – جو. ولاول مرة منذ اندلاع القتال في الثامن من تشرين الاول قصف العدو الاسرائيلي منشآت زراعية في بعلبك متجاوزاً الخطوط الحمر وضارباً بعرض الحائط القرار الدولي 1701، الذي يطالب يومياً لبنان بتنفيذه، مع العلم انه هو الذي ينتهكه باستمرار جواً وبحراً وبراً. كما قصف بطائرة مسيرة سيارة مدنية في منطقة صور، ادت الى سقوط قتيلين تبين ان احدهما قيادي في حزب الله. واستمر العدو في اعتداءاته فشن غارات على منطقة النبطية وبالتحديد في المكان الذي سقطت فيه المسيرة. وقد كثفت اسرائيل غاراتها في محاولة لتدمير المسيرة كلياً ومنع الحزب من الاطلاع على تكوينها ومعرفة اسرارها. كما واصل العدو غاراته فشملت عيتا الشعب وبالتحديد مباني يستخدمها حزب الله. وقال العدو ضربنا اهدافاً للحزب جنوب لبنان بينها موقع اطلقت منه صواريخ على الجولان. وقال سنضرب اهداف الحزب اينما وجدت. مع هذه التطورات بات يخشى من ان يكون الانزلاق الى الحرب قد اصبح واقعاً والخطر يهدد المنطقة باسرها.
حزب الله تصدى لهذه الاعتداءات التي تميزت بعنفها وبعدها في العمق اللبناني، فرد بعشرات الصواريخ شملت الجليل الاعلى ومركز القيادة الاسرائيلية في الجولان المحتل. وهكذا تواصل القصف والقصف المضاد. وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام للحزب عندما يوسع العدو اعتداءاته فسنوسع.
مع هذه التطورات استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، الذي قال بعد الاجتماع: «بحثنا مع دولة الرئيس ميقاتي في الرد على المقترح الفرنسي، ونحن نجهز الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها. وان شاء الله يكون الرد عند الفرنسيين الاسبوع المقبل». وقال رداً على سؤال: «موقفنا معروف ونريد تطبيقاً كاملاً وشاملاً للقرار 1701 ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا».
على الصعيد السياسي واصلت كتلة الاعتدال لقاءاتها مع الكتل النيابية، فاجتمعت امس بكتلة التجدد وبعض النواب التغييرين وكان ترحيب بهذه المبادرة. ولا تزال كتلة الاعتدال تنتظر تحديد موعد للقاء كتلة الوفاء للمقاومة وتيار المردة، كما ستجتمع الى عدد من النواب المستقلين، ويتضح من هذه اللقاءات حتى الساعة ان مبادرة كتلة الاعتدال تلقى القبول، كما انها تحظى بتأييد الرئيس نبيه بري. فاذا سارت الامور على خير ما يرام يمكن القول اننا نقترب من انتخاب رئيس للجمهورية.
على صعيد اخر قدم نواب من حزب الكتائب والتجدد والتغيير طعناً الى المجلس الدستوري بموازنة 2024 الكارثة، التي تهدد بتدمير اللبنانيين بمساهمة حكومة تصريف الاعمال، وبالتحديد الذين وضعوا هذه الموازنة التي وصفت بانها اسوأ موازنة عرفها الشعب اللبناني. وبات الامل معقوداً على المجلس الدستوري، الذي يستطيع انقاذ اللبنانيين من خطر حقيقي يتهددهم. فهم في هذه الظروف الصعبة غير قادرين على تحمل اعباء تفوق قدرتهم باشواط. وهنا تقع المسؤولية الكبرى على النواب المفترض فيهم ان يكونوا حماة للشعب، ولكنهم تخلوا عن المهمة التي انتخبوا من اجلها. وبدل ان ينسفوا هذه الموازنة من اساسها لدى مناقشتها في اللجان النيابية، اكتفوا بتعديلات بسيطة وحولوها الى الجمعية العامة التي اقرتها على طريقة «صوق» وهكذا ساهموا بضرب ناخبيهم، الى ان انبرى فريق اليوم شعر بالظلم اللاحق باللبنانيين فاقدم على تقديم الطعن. فهل يكون المجلس الدستوري اكثر عدلاً من بعض نواب الامة فيسقط هذا الخطر الداهم؟ ان اللبنانيين يكفيهم ما يعانون من ويلات وازمات قاتلة وكلها من صنع منظومة فاشلة اوصلت البلد الى هذه الحالة. فاموالهم نهبت في المصارف والبطالة عمت البلاد ووصلت نسبتها الى 40 بالمئة. فمن اين يأتي الناس بالمال ليسددوا كل هذه المطالب. ولماذا يصر بعض اعضاء هذه الحكومة على ضرب المودعين عبر الغاء ودائعهم بشحطة قلم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق