سياسة لبنانية

جنبلاط والنصرة ودروز إدلب

سئل النائب وليد جنبلاط عما حصل بشأن دروز  إدلب، فأجاب أن الأمر عولج من خلال عقلاء في إدلب، لأنه عندما كان النظام يفتك بمنطقة إدلب احتمى الكثير من أهل إدلب في القرى الدرزية وقاموا بواجبهم في الحماية والاستضافة، ثم أرسلنا رسلاً الى تركيا والى الذين نعرفهم للقيام بالاتصالات مع «جبهة النصرة» وحتى الآن الأمور إيجابية.
وحول مغازلته «جبهة النصرة» قال إنه لا يغازلها، «لكن هناك سوري لم يُترك له مجال إلا أن يذهب إلى «جبهة النصرة»، ووجد في «جبهة النصرة» نصرة على إرهاب النظام السوري، فماذا أقول لهذا؟ إنه إرهابي؟ لن أقول إنه إرهابي خلافاً لكل التصنيفات العربية والدولية هو ليس بإرهابي».
وفي موقف آخر أطلقه جنبلاط مؤخراً، توقع الا يكون لـ «النصرة» و«داعش» نوايا باقتحام لبنان والتقدم على السلسلة الشرقية. ولكن هذا الكلام المتفائل والمطمئن لجنبلاط لا يعكس في رأي مصادر في فريق 8 آذار الوضع على الأرض حيث تشير هذه المصادر الى التحصينات وحفر الأنفاق وتجهيز المغاور واستقدام التعزيزات العسكرية للمسلحين، والتي توحي باستعدادهم لشن هجوم باتجاه الداخل اللبناني وتحقيق اختراق ربما يمكنهم من النفاذ الى عرسال والى قرى وبلدات بقاعية أخرى (علماً أن مصادر عسكرية تقول إن الجيش اللبناني يتحسب من خلال إجراءاته الاستباقية الى المعركة التي يجري الحديث عنها بعد ذوبان الثلج، فهو بحسب هذه المصادر يتحكم بكل المسالك والمعابر، الأمر الذي يجعل أي عمليات تسلل صعبة للغاية).
وفي رأي هذه المصادر أن جنبلاط يدرك أن «النصرة» و«داعش» لن يوفرا الساحة اللبنانية من بطشهما، وأن الأقليات ستدفع الثمن الأكبر لإرهاب التكفيريين تماماً كما حصل بالإيزيديين في العراق أو بالأشوريين في سوريا، لكن لجنبلاط حساباته الخاصة التي تتعلق بساحته وطائفته.
وتعتبر هذه المصادر أن جنبلاط من خلال إطلالته على ملف «النصرة» يسعى لتحييد الدروز عن القتال والمواجهة معها، كما يتطلع الى إطلاق عدد من العسكريين المخطوفين من الطائفة الدرزية.
وفي هذا الإطار، تقول مصادر إن حالة الغضب التي سادت أوساط مشايخ الدروز في لبنان رداً على إجراءات «النصرة» بحق دروز القرى الدرزية (الـ 14) في جبل السماق وإدلب (إشهار إسلامهم وهدم قبور أوليائهم ومقاماتهم الدينية، وإقامة مشايخ من «النصرة» لصلواتهم في خلوات الدروز وتحويلها الى مساجد…)، شكلت ضغطاً على جنبلاط الى جانب ملف المخطوفين الدروز من العسكريين، فتحرك سريعاً وزار تركيا ولكنه لم يحصل على ضمانات في هذا الشأن.
وحسب هذه المعلومات، فإن أحد أعضاء «الائتلاف الوطني المعارض» (يدعى أبو عدي ويقيم في الإمارات العربية المتحدة) دخل على خط الوساطة وزار جبل السماق مع أحد قضاة المحكمة الشرعية (سوري) التابعة لـ «النصرة» في سرمدا (شمال جبل السماق) وتناول الغداء في بلدة كفتين مع وجهاء من القرى، على أساس أن جنبلاط يقبل بإشهار الدروز إسلامهم وتهديم القبور، في مقابل اكتفاء «النصرة» بالإجراءات التي اتخذت حتى الآن. (رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب اعتبر هذا الكلام مضحكاً لأن الدروز هم طائفة إسلامية).
وبالتوازي، حرص جنبلاط على أن يُسحب ملف دروز إدلب من التداول، وعقد اجتماعاً مع أعضاء «المجلس المذهبي الدرزي» فور عودته إلى بيروت لإبلاغهم بأن «يتوقف الكلام عن دروز إدلب، وأن الأمور ستحل، وأن دروز إدلب يحلون مشاكلهم لوحدهم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق