سياسة لبنانيةلبنانيات

الحكومة المعطلة ترفع اسعار المحروقات بنسبة جنونية والشعب مخدر

لا تزال حكومة «الانقاذ»، كما اطلقوا عليها مشلولة الحركة، بعدما تحولت الى حكومة تصريف اعمال، بفعل تعطيلها من قبل بعض افرادها لمصالح خاصة. وعادت بنا الذاكرة الى حكومة حسان دياب. في هذا الوقت وصل الموفد الاميركي الى بيروت وبدأ العمل بين لبنان واسرائيل، في المفاوضات غير المباشرة التي ستجري بهدف ترسيم الحدود البحرية، فضلاً عن ان المندوب الاميركي هوكشتاين مهتم بتأمين الكهرباء للبنان من الاردن والغاز من مصر عبر سوريا، بعد الغاء مفاعيل قانون «قيصر» في هذه القضية. وعلى الرغم من ان المسؤولين الذين التقاهم اكدوا على ايجابية هوكشتاين، لا تزال بعض الاطراف تشكك بعمله وتتهمه بالانحياز لاسرائيل. فالى متى ستبقى الحكومة معطلة والظروف التي يمر بها لبنان تتطلب عدم اضاعة دقيقة واحدة، بعدما بلغت حدود الخطر الكبير؟
وفيما كان اللبنانيون يترقبون عودة الحكومة الى القيام بمهامها الانقاذية، اقدمت، ورغم الشلل الذي تعيشه، على رفع اسعار المحروقات بنسب جنونية لم يصدقها اللبنانيون، وحتى الساعة لم يستوعبوها بعد. هذا القرار يضرب حياة المواطنين في الصميم ويزيد عدد الفقراء بنسبة كبيرة جداً. ولا تكتفي الحكومة بذلك بل انها تحدد الاسعار ولا تطبقها وتترك المتلاعبين بحياة الناس يفرضون الاسعار على هواهم، وهذا ما هو حاصل بالنسبة الى الغاز. فعلى الرغم من ان وزارة الطاقة حددت سعر القارورة بـ 229000 ليرة لبنانية فانها تباع في المحلات بسعر لا يقل عن 250 الف ليرة ولا من يحاسب ولا من يراقب.
هذا القرار القاتل الذي اتخذته الحكومة هو لاجبار الناس على تغطية ما هدرته المنظومة واوصلت البلد الى هذا الحد من جيوبهم الفارغة. ورغم انها تعلم انه لم يعد في هذه الجيوب ما يسد نسبة ضئيلة مما تفرضه عليهم، فهي ماضية في هذه السياسة التدميرية للناس وللاقتصاد كله. فارتفاع اسعار المحروقات بهذا الشكل الجنوني يعطل الادارات الرسمية والاعمال الخاصة ويشل الحركة لانه لم يعد بمقدور الموظفين ان يذهبوا الى اعمالهم. فنفقات الانتقال من المنازل الى العمل باتت تكلف اكثر من رواتبهم. هذا مع العلم ان الحكومة لم تقدم اي شيء البتة للمواطنين مقابل هذا الرفع المخيف. هل فكر المسؤولون بالناس وهم يوقعون قراراتهم؟ هل يعلمون اننا على ابواب الشتاء وليس في الجيوب ما يكفي للتدفئة. فاسعار المازوت حلقت واسعار الغاز لحقت بها ويزيدها تحليقاً اصحاب المحلات. اين البطاقة التمويلية التي قالت الحكومة انها لن ترفع الدعم قبل توزيعها على المحتاجين؟ اين المساعدات التي اعطتها للمواطنين؟ كيف يذهب الطالب الى مدرسته، والعامل الى عمله؟ الاسئلة كثيرة والاجوبة غائبة تماماً.
وما يدعو الى الاسف الشديد هو الشعب المخدر الذي تلقى الضربة القاتلة وبقي صامتاً ساكناً، باستثناء تحرك خجول هنا وهناك، لا يغني ولا يوصل الى نتيجة. فالى متى هذا التراخي؟ هل تعتقد الحكومة ان الناخبين سيستطيعون التوجه الى صناديق الاقتراع في 27 اذار، في ظل هذا الارتفاع الجنونبي باسعار المحروقات؟
ايها المواطنون ان القهر والتجويع والظلم التي تنغص عليكم حياتكم، هي من صنع المنظومة السياسية التي بددت اموال الدولة وافقرتها. فاياكم ان تخطئوا الحساب والاختيار وانتم تتوجهون الى صناديق الاقتراع. فاعرفوا كيف تختارون ومن تختارون. اياكم ان يخدعكم زعيم او سياسي او متسلط او اي واحد على علاقة بالمنظومة. واختاروا نظيفي الكف الشرفاء الذين يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق