أبرز الأخباراخبار النجوم

ماجدة الرومي تفتتح مهرجانات بيت الدين بصرخة حرية

من رحم الاحزان وطنين الارهاب، وفوق حواجز الامن والخوف، وأمام كرسي الرئاسة الفارغ، اطلت ماجدة الرومي مفتتحة مهرجانات بيت الدين الدولية مطلقة صرخة مدوية بوجه الموت والدمار واليأس معلنة للعالم اجمع: «لبنان بألف خير».

المشهد فاق كل خيال، فيما الارهاب يضرب لبنان، والقوى الامنية اللبنانية تلاحق وتداهم في كل مكان اوكار الارهابيين لافشال مخططاتهم، توجه آلاف اللبنانيين ليل الخميس الفائت الى بيت الدين حيث الموعد الكبير والجميل، افتتاح مهرجانات بيت الدين مع الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، في تحد رائع لكل اشكال الترهيب وترجمة لا لبث فيها لعشق اللبنانيين للحياة والفن والابداع.
فخلافاً للتوقعات، مهرجانات بيت الدين لم تؤجل، واللبنانيون لم يترددوا، بل تقاطروا من كل المناطق اللبنانية لحضور حفل الافتتاح، حيث غصت مدرجات بيت الدين بحشد ضخم من مختلف المناطق اللبنانية تخطى الخمسة آلاف شخص تحدوا كل الخوف واجواء الارهاب، لتختطفتهم ماجدة الرومي وعلى مدى ساعتين من الزمن إلى عالم آخر من الحب والفرح والسلام.
على مسرح قصر بيت الدين الشهابي الأثري الذي تقف عليه للمرة الخامسة، صدحت ماجدة الرومي بحنجرتها، تغني الوطن والحرية والشهداء والحب والفرح وتنشد السلام في كل الدول العربية، يرافقها الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو إيلي العليا وبمشاركة 45 عازفاً وكورس تألف من 30 منشداً.

سيدي الرئيس

ووسط افتتاح تلألأ بشلالات من الاضواء وعاصفة حادة من التصفيق، اطلت ماجدة مرتدية ثوباً أبيض مطعماً بالخيوط الذهبية على جمهورها معلنة ان «لبنان بالف خير وعصيّ عن الاستسلام لمحاولة احباطه وهو متشبّث بالأمل حتى تحين الساعة».
وبصرخة طالعة من قلبها اعتراضاً على الشغور الرئاسي في بلاد الارز، افتتحت الفنانة الكبيرة حفلها بأغنية «سيدي الرئيس» فيما وضع امام المنصة كرسي رئاسي شاغرة بجانبها علم لبنان كان يجلس عليها الرئيس السابق ميشال سليمان في السنوات السابقة خلال افتتاحه المهرجانات.
ويقول مطلع الاغنية «سيدي الرئيس تحية وبعد. أقول في قلبي.. والمساء يغمر البلاد بالشجون واليأس بيننا.. وسيف الخوف مصلت علينا والقلق المضني يبيت ليلة أخرى لدينا… سيدي الرئيس أقول في قلبي من سبى الحلم وأرخى الهم في حقد علينا؟ ومن رمى أيامنا بالقهر.. بالغدر.. بأغلال السجون؟ سيدي الرئيس أتسمع الأحرار حين يسألون؟ أمرتّين الشهداء يُقتلون؟ أطفالنا في الليل ماعادوا يحلمون من يٌنقذ الأحلام حين ينعسون؟».

نشيد الشهداء

وباختتام الاغنية، ووسط تصفيق حاد، توجهت الرومي الى جمهورها بكلمة: «سيدي الرئيس قصيدة غنيتها منذ سنوات طويلة، ووجهت الصرخة إلى رئيس جمهوريتي… الصرخة كانت دائماً له، وفي غيابه اليوم مكانه محفوظ في ضميري ومقدساتي… أوجه صرختي بكل الدموع والرجاء والحب والروح الوطنية وأقول كمواطنة لبنانية، أنا أؤمن بلبنان، ومن حقنا بعد كل الذي عانيناه «عمر من عمرنا» أن نحلم بوطن بحجم معاناتنا، وطن يليق بدم الشهداء من الحرب حتى اليوم».
وتابعت ماجدة الرومي تقول: «صرخة طالعة من قلبي ومن ضميري، أتمنى أن تصل إلى المسؤولين عنا، وأن لم تصل أؤكد أن هناك من يسمعني اليوم!!  في قلب ربنا بالسما».
وقدمت أغنية للشهداءالذين يتساقطون في العالم العربي قائلة «من الصعب جداً أن يمر الشخص مرور الكرام على هذا الدم الطاهر .أنا لبنانية من هذا التراب وإلى هذا التراب أعود ولكن أنا لبنانية عربية كل مطرح بالعالم العربي يعنيني. قلبي مع مصر ومع تونس وقلبي على سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين!! قلبي عل الكل والخطر شامل الكل».
وختمت: «تحية من «نص قلبي» لكل الشهدا الذين سقطوا على امتداد العالم العربي وفي الطليعة شهداء لبنان»..
ويقول مطلع الأغنية «من هالساحة عم ناديكم يغمر صوتي سهول جبال دق ابواب السما حييكم ننساكم نحنا مين قال حتى الوفا مابيكافيكن ما بتتكافوا يا ابطال الليلة كلمة رح اهديكم رحتوا بس تركتوا رجال».
ووسط تصفيق حار من الحاضرين، تابعت الرومي حفلها لتغني على مدى ساعتين باقة من أشهر ما قدّمته في مسيرتها الفنية الطويلة، وكان مزيجاً من أعذب الأغاني الوطنية والرومانسية تفاعل معها جمهورها بحماس شديد، من بينها «عم يسألوني عليك الناس» و«بالقلب خليني» و«غني احبك ان تغني» و«إقبلني هيك» و«أحبك جداً» و«مطرحك بقلبي» و«أنا منك وأنت مني» و«اعتزلت الغرام» و«خذني حبيبي».

الحرية قدر الأحرار

والى قديمها ، صدح صوت الرومي بأغنيتها الجديدة «الحرية قدر الأحرار» من كلمات الشاعر طلال حيدر والحان سليم عساف ويقول مطلعها: «على باب العتمة معلَّق قنديل النار، ما تقولوا طوّل هالليل قولوا بكرا جايي نهار، وما تقولوا صار اللي صار وعم تلعب فينا الأقدار، إذا الظلم بيربح جولة الحرية قدر الأحرار».
الأغنية قوبلت بتصفيق كبيراً من الحضور واضطرت ماجدة إلى إعادتها ثلاث مرات. وكذلك الامر لدى غنائها قصيدة «بيروت يا ست الدنيا» حيث قابلها الجمهور بتصفيق حاد واقفاً فأنحنت الفنانة اللبنانية احتراماً لتحية الجمهور.
وكان ختام الحفل
مسكاً مع اغنية الراحل الكبير «راجع راجع يتعمر لبنان» ادتها ماجدة الرومي بحماسة كبيرة وارادتها رسالة امل وفرح.
وتستمر مهرجانات بيت الدين حتى التاسع من آب (أغسطس)  المقبل حيث سيغني الفنان العراقي كاظم الساهر في الأول والثاني من آب (أغسطس) المقبل. كما يستضيف المهرجان فرقتين من حلب وإسطنبول لتؤديا موشحات وأغان صوفية في العاشر من تموز (يوليو).
كما يشمل برنامج المهرجان حفلتين غنائيتين غربيتين إحداهما لنجمة السول والبوب البريطانية جوس ستون والثانية للمغنية البريطانية الجورجية كاتي ميلويا.
وتقدم فرقة مرسيليا الوطنية للباليه في الخامس والعشرين من تموز (يوليو) عرض «تايتانيك ترايمف» المستوحى من حادث السفينة التي غرقت عام 1912 عقب اصطدامها بجبل جليدي وكانت في ذلك الوقت أكبر سفينة ركاب في العالم.
وتختتم مسرحية «انتيغون» للكاتب والمسرحي اللبناني الفرنسي وجدي معوض المقتبسة عن مسرحية «انتيغون» للكاتب اليوناني سوفوكليس المهرجان في السابع والثامن والتاسع من آب  (أغسطس).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق