سياسة لبنانيةلبنانيات

الانظار على اللجنة الخماسية غداً في نيويورك والموفد القطري يستعد لاستكمال التحرك

لودريان احتمى بمبادرة بري ووعد بالعودة اخر الشهر لجمع طاولة حوار في قصر الصنوبر

نشطت الحركة الدبلوماسية وهي مستمرة في محاولات لاخراج لبنان من الازمة القاتلة، على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية. حط لودريان، طار لودريان والنتيجة واحدة لا شيء. فالموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان انهى زيارته الثالثة الى بيروت، دون ان يحقق اي نتيجة، وبقي طرحه ثابتاً وهو الدعوة الى الحوار. الا انه حرك المياه الراكدة. فقد دعم بقوة مبادرة الرئيس بري القائمة على حوار من سبعة ايام، ثم التوجه الى المجلس النيابي في جلسات متلاحقة لانتخاب رئيس. ورأى لودريان فيها مخرجاً لطرحه فاحتمى فيها ودعا الى تأييدها. اما الرئيس بري المصر على الحوار، فأكد بعد لقائه الثاني بالموفد الفرنسي انه ماض في مبادرته لان لا سبيل للخلاص الا بالحوار.
صحيح ان زيارة لودريان الثالثة كانت اشبه بالزيارتين السابقتين، الا انها ساهمت في توضيح بعض النقاط، فتراجعت حظوظ المرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور وبدأ الحديث عن المرشح الثالث والبارز حتى الساعة هو العماد جوزف عون قائد الجيش، وهو يحظى بتأييد داخلي واسع وتأييد اقليمي دولي.
وما ان غادر لودريان لبنان، حتى بدأ الحديث عن زيارة حدد موعدها نهاية ايلول الجاري يقوم بها موفد قطري يتمتع بدعم اللجنة الخماسية من اجل لبنان وتضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر. ومن غير المستبعد ان يجري قبل مجيئه اتصالات مع ايران، وهي المعنية بالازمة اللبنانية عبر حزب الله. الى ذلك تجتمع هذه اللجنة يوم غد الثلاثاء في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية، وسيطلع لودريان المجتمعين على نتائج جولته على السياسيين اللبنانيين، ومواقفهم من الطروحات القائمة. وتردد ان اللجنة قد تخلص الى اصدار بيان في نهاية اجتماعها يحمل في طياته بوادر حل قد يقبل به الاطراف. وسيكون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الموجود حالياً في نيويورك، حيث يترأس الوفد اللبناني الى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، على اتصال باللجنة الخماسية للاطلاع على اخر ما توصلت اليه. هذا فضلاً عن ان الموفد الفرنسي خالف كل التكهنات، بان زيارته الثالثة ستكون الاخيرة، واعلن لدى مغادرته انه عائد الى بيروت اواخر الشهر الجاري مزوداً بدعم اللجنة الخماسية وسيعقد جلسة حوار في قصر الصنوبر لم يحدد شكله اذا كان ثنائياً او جامعاً. من الطبيعي الا ينسحب مهزوماً من هذه الوساطة. ففرنسا التي خسرت موقعها التاريخي في القارة الافريقية، تبحث عن مكان اخر تحقق فيه نجاحاً يغطي هزيمتها ولبنان يوفر هذه الفرصة. وهو يأمل بان يشارك في تنفيذ مبادرة بري، الذي رغم تمسكه بموقفه لم يحدد حتى الساعة موعداً لبدء الحوار الذي دعا اليه، بل قال ان الطاولة اصبحت جاهزة. فهل هو يتريث بانتظار عودة لودريان، ام انه لا يزال يحاول اقناع الرافضين لمبادرته بالحضور؟
والسؤال المطروح الان هل ينجح الموفد القطري حيث فشل نظيره الفرنسي؟ وهل يصدر قرار عن اللجنة الخماسية تقبل به الاطراف؟ ان الجواب صعب بانتظار التطورات. الا ان ما هو مؤكد ان اي حل مهما كان مناسباً، وعن اي جهة اتى، لا يمكن ان يعتمد، الا اذا تخلت القوى الداخلية عن مواقفها المتصلبة، ووضعت خلافاتها جانباً، وتطلعت الى مصلحة البلد والشعب الذي بلغت معاناته الذروة، في ظل حكومة فشلت على مختلف الاصعدة. فهي لم تفعل شيئاً منذ تأليفها ولم تحقق انجازاً اصلاحياً واحداً، وكان همها الاوحد البحث عن ابواب لتمويل الخزينة التي افرغتها المنظومة بمشاريعها الفاسدة واوصلتها الى الافلاس. ولان هذا العمل يتطلب ارادة وخبرة لا تتمتع بهما هذه الحكومة، لم تجد امامها سوى جيوب المواطنين، مع علمها انها فارغة بعدما ضاعت اموال المودعين بينها وبين المصرف المركزي والمصارف. الابواب المتوفرة امام الحكومة لتأمين التمويل كثيرة ومتعددة، تجاهلتها كلها ولجأت الى سلة ضرائب قاتلة يعجز اكثر من 85 بالمئة من اللبنانيين عن تسديدها، وبالمقابل لم تقدم لهم حافزاً واحداً ولم تقم باي اصلاح.
يقول احد الخبراء كيف تقدم الحكومة على فرض ضرائب جديدة وهي عاجزة عن حمل قسم كبير من المتواجدين على الارض، من لبنانيين ولاجئىن ونازحين، على دفع ما يتوجب عليهم. فكيف تجبر الذين يدفعون على تحمل اعباء الذين لا يدفعون؟ ان هذه الحكومة كثرت اخطاؤها وعدم كفاءتها واصبح من الملح والضروري ان ترحل. فهل ينجح كل هذا التحرك ويثمر انتخاباً لرئيس الجمهورية يبدل الوضع كله، ويأتي بحكومة يتمتع وزراؤها بالخبرة اللازمة للخروج من جهنم المنظومة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق