أبرز الأخباردوليات

مقتل إدريس ديبي: المتمردون يرفضون المجلس الانتقالي ويتوعدون بالوصول إلى العاصمة التشادية

توعد المتمردون في تشاد على لسان الناطق باسم حركتهم (جبهة التناوب والتوافق) كينغابي أوغوزيمي دي تابول بالوصول إلى العاصمة نجامينا، ساعات بعد أن أعلن الجيش الثلاثاء عن وفاة الرئيس إدريس ديبي. وقالوا إنهم يرفضون «رفضاً قاطعاً» تشكيل المجلس العسكري الانتقالي برئاسة محمد ديبي، نجل الرئيس الراحل.
توعد المتمردون، والذين يشنون منذ تسعة أيام هجوماً على النظام التشادي، بالوصول إلى العاصمة نجامينا ورفضوا «رفضاً قاطعاً» تشكيل المجلس العسكري الانتقالي برئاسة محمد ديبي نجل إدريس ديبي إتنو الذي أعلنت وفاته الثلاثاء.
وقال الناطق باسم جبهة التناوب والتوافق (فاكت) كينغابي أوغوزيمي دي تابول في اتصال هاتفي أجري معه من ليبرفيل مع وكالة الأنباء الفرنسية: «نرفض رفضاً قاطعاً المرحلة الانتقالية (…) ننوي مواصلة الهجوم».

«تشاد لا يحكمها نظام ملكي»

وأضاف: «تشاد لا يحكمها نظام ملكي. يجب ألا يكون هناك انتقال للسلطة من الأب إلى الابن». وتابع: «قواتنا في طريقها إلى نجامينا، لكننا سنترك ما بين 15 إلى 28 ساعة لأبناء ديبي لكي يدفنوا والدهم وفق العادات».
وكان الجيش التشادي والحكومة قد أكدا «القضاء» على قافلة المتمردين وقتل 300 منهم.
وكانت جبهة «فاكت» قد قامت في 11 نيسان (أبريل)، أي يوم الانتخابات الرئاسية التي فاز بها ديبي من الدورة الأولى، بتوغل في شمال البلاد من ليبيا.
وبعد الإعلان عن وفاة ديبي حل مجلس عسكري انتقالي برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبي (37 عاماً) الذي كان حتى الآن قائداً للحرس الجمهوري النافذ، الحكومة والجمعية الوطنية متعهداً بتشكيل مؤسسات جديدة بعد انتخابات «حرة وديموقراطية» تجرى بعد سنة ونصف السنة.
وعين محمد إدريس ديبي بموجب مرسوم وقعه بنفسه 14 جنرالاً إضافة إليه أعضاء في المجلس الانتقالي اختارهم من الحلقة المقربة من الرئيس الراحل.
وتقام مراسم جنازة وطنية للرئيس إدريس ديبي إتنو الذي توفي الاثنين بحسب الرئاسة، في نجامينا الجمعة قبل أن يوارى الثرى في مسقط رأسه في أقصى شرق البلاد.
وأعلن قصر الإليزيه أن فرنسا «فقدت صديقاً شجاعاً» مشدداً على أهمية «مرحلة انتقالية سلمية» و«تمسك فرنسا الحازم باستقرار تشاد ووحدة أراضيها».
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى «مرحلة انتقالية عسكرية محدودة زمنياً» تفضي إلى «حكومة مدنية تشمل الجميع». وأكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي من جهتها أن فرنسا «فقدت حليفاً أساسياً في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل».
وأشادت دول الساحل التي انخرطت مع تشاد في محاربة الجماعات الجهادية بمآثر الرئيس الراحل.
فحيت النيجر حيث تتمركز كتيبة قوامها 1200 جندي تشادي كجزء من القوة المتعددة الجنسيات المناهضة للجهاديين في مجموعة دول الساحل الخمس، «بالتزامه الشخصي… في محاربة الإرهاب». وقال الرئيس محمد بازوم وحكومته في بيان «إن الشعب النيجري يشارك الشعب التشادي الشقيق ألمه ويود أن يعرب عن تضامنه وطمأنته (لهم) على التزامهم بالعمل معهم من أجل إحلال السلام والاستقرار في دول الساحل الخمس والدول المشاطئة لبحيرة تشاد».
واعتبر الرئيس الانتقالي لمالي باه نداو إن «رحيل الرئيس ديبي يمثل خسارة فادحة ليس فقط لبلاده… ولكن أيضاً لمنطقة الساحل وأفريقيا».
وبعدما استبعد بالترهيب أو العنف شخصيات في المعارضة المنقسمة، أعلن مساء الاثنين فوز الماريشال ديبي قبل الكشف عن إصابته، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 11 نيسان (أبريل) لولاية سادسة بحصوله على 79،32% من الأصوات.
أصيب ديبي (68 عاماً) وهو عسكري سابق ومن ثم متمرد استولى على السلطة بقوة السلاح في العام 1990، إصابة خطرة عندما قاد معارك جيشه ضد قافلة من المتمردين المتوغلين كما يحصل كثيراً، من ليبيا على بعد مئات الكيلومترات من نجامينا.
وفي العاصمة التشادية الثلاثاء بعد ساعات قليلة على إعلان الجيش وفاة الرئيس أغلقت المدارس أبوابها وكذلك الإدارات العامة.
وانتشر عناصر من الحرس الرئاسي بلباس مدني في المدينة وهم يحملون مسدسات تحت ملابسهم وأجهزة لاسلكي.

إغلاق الحدود

وقال الناطق باسم الجيش الجنرال عزم برماندوا أغونا في بيان تلي عبر تلفزيون تشاد إن «رئيس الجمهورية (…) إدريس ديبي إتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعاً عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة. وقد تولى زمام المعركة البطولية ضد جحافل إرهابيين من ليبيا. أصيب خلال الاشتباكات وتوفي لدى عودته إلى نجامينا».
وتابع أن «المجلس العسكري الانتقالي» برئاسة محمد إدريس ديبي (37 عاماً) يضمن «الاستقلال الوطني وسلامة الأراضي والوحدة الوطنية واحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية ويضمن مرحلة انتقالية مدتها 18 شهراً» تجري بعدها «انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة»، مشيراً إلى فرض حظر تجول وإغلاق الحدود البرية والجوية للبلاد. كذلك، أعلن الجيش حل البرلمان والحكومة.
تمت ترقية ديبي (68 عاماً) الجندي المخضرم الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1990، إلى رتبة ماريشال في آب (أغسطس) الماضي.
اعتبر الغرب، خصوصاً فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، نظام إدريس ديبي شريكاً أساسياً في الحرب ضد الجهاديين في منطقة الساحل. وتشاد الواقعة بين دول تشهد نزاعات مثل ليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، هي مساهم رئيسي من حيث عدد الجنود والسلاح في هذا الصراع.
كذلك يزود الجيش التشادي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي إحدى فرقه الرئيسية التي تعتبر الأكثر خبرة في القوة المشتركة لدول الساحل وهي موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد.

قتل في المعركة

يتضمن تاريخ تشاد المستقلة حلقات من التمرد المسلح من الشمال وليبيا والسودان المجاور. حتى أن إدريس ديبي نفسه وصل إلى السلطة بعدما قاد قوات من المتمردين سيطرت على نجامينا.
خلال عطلة نهاية الأسبوع انضم إلى نجله محمد لقيادة المعارك في الشمال ضد جبهة التناوب والوفاق في تشاد (فاكت).
وأعلن الجيش الاثنين انه قضى على المتمردين إلا أن شائعات سرت حول معارك عنيفة اسفرت عن سقوط الكثير من القتلى في الجانبين. وأعلن الجيش سقوط خمسة قتلى في صفوفه مؤكداً انه قتل نحو 300 متمرد.
ونشر ائتلاف «فاكت» الاثنين قائمة باسماء الضباط الكبار الذي قتلوا أو فقدوا أو جرحوا أو فروا بينهم «الكولونيل إدريس ديبي إتنو» وهي الرتبة الأخيرة التي يعترف بها خصومه.
في جبل تيبستي عند الحدود مع ليبيا وفي الشمال الشرقي المتاخم للسودان أيضاً، تقع اشتباكات منتظمة بين المتمردين التشاديين والجيش من قواعدهم الخلفية في هذه البلدان.
في شباط (فبراير) 2019، ساعدت فرنسا الرئيس ديبي عبر قصف رتل من المتمردين التشاديين الذين دخلوا من ليبيا الى شمال شرق البلاد لإطاحة الرئيس.
وفي شباط (فبراير) 2008، تم بفضل الدعم الفرنسي صد هجوم للمتمردين وصل إلى أبواب القصر الرئاسي.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق