ايها الطلاب اضربوا وطالبوا بحقوقكم
استأنف المعلمون هذا الاسبوع الاضراب فنزلوا الى الشارع ونفذوا اعتصامات مطالبين باقرار سلسلة الرتب والرواتب، متضامنين مع هيئة التنسيق النقابية.
والاضراب عادة درج عليها المعلمون منذ عشرات السنين، بحيث تكاد لا تمر سنة الا وينفذون اضراباً تتراوح مدة تعطيل المدارس فيه بين سنة واخرى، مشردين مئات آلاف الطلاب، حارمينهم من حق لهم، دون ان يقترفوا اي ذنب، سوى انهم طلاب علم، لا طلاب فوضى.
نحن لا ننكر على المعلمين حقوقهم، بل ونؤيدهم في المطالبة بها، ولكن ليس على حساب مئات آلاف الطلاب الذين يتحولون ودون ارادتهم الى متاريس يختبىء وراءها المعلمون للتقنيص مرة على الدولة ومرة على المدارس.
نحن نسأل المعلمين ما ذنب الطلاب حتى يدفعوا ثمن خلافاتهم مع الدولة او مع ادارات المدارس، وما ذنب الاهالي الذين يقطعون لقمة العيش عن افواههم ليعلموا اولادهم، فاذا بهم يرونهم خارج صفوفهم مدفوعين الى الشارع؟
هل قصّر الطلاب مرة في دفع ما يترتب عليهم، حتى يعاملوا بهذه الطريقة؟ واذا قصّروا ماذا يحل بهم؟
وهل قصّر الاهل في تلبية جميع مطالب المدارس التي تكاد لا تنتهي؟ اذاً لماذا كل هذا الظلم؟
اذا كان للمعلمين مطالب، وحتماً لهم مطالب ونحن نرفض حرمانهم منها، فهناك الف طريقة للمطالبة بها، بعيداً عن المس بمصالح الطلاب والاهالي. من قال لهم ان طلابهم يريدون ان يكونوا اكياس رمل يتمترسون وراءها؟ الا يعلم هؤلاء انهم في كل مرة يحصلون فيها على مطالب يكون ذلك على حساب الاهالي والطلاب؟
فالمدارس لا تقدم اعمالاً خيرية لاحد. وعندما يفرض عليها دفع زيادة للمعلمين تعمد سريعاً الى رفع الاقساط بصورة كبيرة، حتى باتت الاقساط المدرسية عبئاً ضخماً ينوء تحته الاهل، لا بل ان عدداً كبيراً جداً منهم لم يعد قادراً على تحملها فيضطر الى سحب اولاده الى مدارس رسمية لا تبالي الدولة في تحسين مستواها لتلبي طلبات العلم.
في كل مرة يعلن المعلمون الاضراب يعدون بأنهم سيعوضون على تلامذتهم. ولكن هذه الوعود تبقى بلا ترجمة فعلية على الارض، فتختصر البرامج ويتدنى مستوى التعليم في لبنان، وهذا ليس مهماً بالنسبة الى المعلمين، المهم الوصول الى ما يطالبون به.
واللافت في الموضوع ان الاضراب يصادف سنوياً على ابواب الامتحانات سواء كانت رسمية او مدرسية، فيعيش الطلاب في قلق دائم خوفاً من ضياع سنتهم. وكم من مرة تعطل سفر البعض منهم الى الخارج ليحصّل العلم بسبب الاضرابات لانهم لم يحصلوا على شهادتهم.
مرة جديدة نكرر اننا لسنا ضد حصول المعلمين على حقوقهم ان كانت لهم حقوق، ولكن تحصيلها يجب الا يتم على حساب الطلاب واهلهم: فلماذا مثلاً لا يتظاهرون بعد انتهاء دوام التدريس؟ لماذا لا ينزلون الى الشارع بعد الساعة الرابعة فلا يحرمون طلابهم من حقوقهم في التعليم؟
لقد بلغت الاقساط المدرسية حداً يهدد بان تصبح المدارس حكراً على الاغنياء فقط ذوي الثروات الكبيرة. اما الطبقة المتوسطة فلن تعود قادرة على مقاربتها.
هل هذا ما يريده المعلمون؟ اذا غاب الطلاب افلا يدركون انهم سيصحبون على الطريق وبلا عمل؟ الى اين يريدون الوصول؟
نحن نقترح على الطلاب واهاليهم اعلان الاضراب على معلميهم والضغط عليهم ومنعهم من هدر الوقت ودفع الطلاب الى الضياع، قبل فوات الاوان والا فالجميع سيكونون خاسرين ولا يعود ينفع الندم.
«الاسبوع العربي»