منظار يمسح الوجوه ويتعرف عليها من بعيد
تطور الشركات الاميركية نظماً جديدة للتعرف على الوجوه من مسافات بعيدة لتمييز العناصر المعادية وعزلها عن افراد الجمهور بهدف التهيؤ لمواجهتها. بينما يجري باحثون اميركيون دراسات لتصميم ستائر الاخفاء التي يمكنها اخفاء أي جسم خلفها، بحيث لا تتمكن الاشعة الضوئية او الموجات الكهرومغناطيسية كما هو الحال في الرادارات مثلاً التعرف عليها.
الجيل المقبل من المناظير المقربة العسكرية قد تستطيع القيام بأكثر من اتاحة المجال امام البحارة والجنود الرؤية من بعيد، اذ ترغب البحرية الاميركية اليوم في الحصول على مناظير يمكنها مسح الوجوه والتعرف عليها من بعيد.
وتقضي الخطة التي وضعتها قيادة النظم الحربية البحرية والفضائيات الاميركية الى الحصول على نظم للتعرف على الوجوه عن طريق مناظير لاسلكية تولد صوراً ثلاثية الابعاد.
وخلال الفترة التجريبية تنصب الخطة على تحسين وسائل التعرف على «الاجسام المستقلة غير المتعاونة» وتمييزها خلال ساعات النهار، وذلك عن طريق استخدام مناظير مجهزة بماسحات الكترونية يمكنها قراءة ما هو مكتوب مثلاً على قدح لتناول المشروبات من مسافة بعيدة جداً.
وبعد قيام المنظار بمسح هذا القدح يمكنه ارسال المعلومات الى قاعدة بيانات عبر شبكة لاسلكية، حيث يجري تحليلها هناك لتقرير هوية الشخص او الجسم.
رصد الاجسام
ويقول احد علماء الشركة المصنعة بأنه نظام عالي الفعالية لرصد الاجسام والتعرف عليها الذي يستخدم المنظار شائع الاستعمال لعمليات التمييز والتعرف في الزمن الفعلي.
والمهم هنا هو استخدام هذا الامر لاضافة نوع من الموضوعية الى عملية ما التي تكون غير موضوعية تماماً، وبذلك لن يكون الغرض من هذا النظام القيام بحركة او نشاط ما لالقاء القبض مثلاً على شخص ما، بل انه اداة لتسليط المزيد من العيون عليه او عليها.
والامر الذي يساعد في عملية التطوير هو ان التقنية موجودة ولو على الاقل بصورتها المحدودة حالياً.
ووفقاً الى مدى جودة عمل المنظار هنالك اسباب تدعو الى الحذر، اذ يمكن لهذا النظام ان يقدم للاساطيل البحرية القدرة على تحويل الامكانية المتقدمة والمتطورة للتعرف على الوجوه الى نسخة ذات مدى اطول مع امكانية الحمل والتجوال بها، مقارنة بكثير من النظم الحالية.
عملية المسح
يقوم اسلوب الشركة بالمسح بالابعاد الثلاثة، فلدى قيام النظام هذا بعملية المسح فانه ينتج نموذجاً ثلاثي الابعاد للوجه بدلاً من البعدين.
وهذا ما يتيح للنظام عزل الوجه المطلوب عن سائر الجماهير المحتشدة وتعزيز وضوح الصورة وتحديدها، مما يعزز ايضاً من المدى الفاصل. وبعد ذلك تجري مقارنة الصورة مع قاعدة البيانات. ويقوم راشح ايضاً بتعديل درجات الاضاءة عن طريق تخفيفها وتلطيفها عبر الوجه لتكون على شاكلة نمط منتظم ومتماثل.
ولدى فشل المنظار في رسم صورة واضحة للوجه فانه يصدر صفيراً مسموعاً لمشغله، وإلا فان العملية برمتها تستغرق بين خمس وعشر ثوان لكي تتم.
وعلى صعيد آخر لا يزال العلماء يبحثون عن وسائل تتيح لهم تحقيق عملية الاخفاء بشكل كامل، وقد صمم الباحثون الاميركيون ستارة بسماكة لا تتعدى ميكرومترات عدة يمكنها حجب الاشياء المجسمة من الموجات الكهرومغناطيسية الدقيقة من جميع الاتجاهات ومن جميع مواقع المراقبة.
واستخدم الباحثون طبقة جديدة في منتهى الرقة تدعى «ميتاسكرين» وهي مصنوعة من شرائط نحاسية مع غشاء مرن مصنوع من البوليكاربونات، على شاكلة تصميم شباك صيد السمك.
وتوقع الباحثون ايضاً انه نظراً الى تجانس طبقة «ميتاسكرين» هذه وصلابة اسلوب الحجب المقترح، فانه يمكن حجب حتى الاجسام ذات الاشكال الغريبة التي لا تكون متناسقة بالاسلوب ذاته واخفاؤها.
ومع احراز المزيد من التقدم فان احد التحديات المهمة بالنسبة الى الباحثين هو استخدام «معطف الحجب» لاخفاء جسم ما عن الضوء المنظور اي عن الرؤية.
طنوس داغر