الرعب النووي يعم مناطق الخليج العربي على وقع الهزات الارضية
لم يكن الهاجس النووي الايراني بعيداً عن حسابات الساحة الدولية اولاً، والخليجية ثانياً. ولم يكن العالم يشعر بالاطمئنان للنشاط النووي الايراني المتواصل والرافض لكل الاجراءات الدولية التي تحاول منع طهران من مواصلة نشاطاتها النووية، التي يعتقد انها ماضية في طريقها باتجاه «العسكرة». فالجمهورية الاسلامية تنفي «عسكرة» برنامجها النووي، وتعتبر ان من حقها امتلاك ناصية المعرفة في هذا الباب، وتوظيفها في مجالات سلمية ابرزها المجالات البحثية وتوليد الطاقة.
بينما يتم التركيز على العامل العسكري في البرنامج والذي تقول هيئات دولية انه جانب سري، هناك خشية غير معلنه بشكل كامل وتتعلق ببدائية التصنيع، بحكم الاعتماد على خبرات محلية غير مجربة. وكذلك الاعتماد على عمليات تهريب في الحصول على التجهيزات اللازمة.
باختصار، هناك بعدان يرفعان منسوب الخطر في المشروع النووي الايراني، ويثيران «الرعب» في نفوس دول المنطقة، خصوصاً دول الجوار في منطقة الخليج العربي. فالخشية من حدوث تسرب اشعاعي سواء من خلال محاولات ضرب المفاعلات من قبل اسرائيل، أو اية دولة غربية، ترفع مستوى الحذر في تلك الدول. وحدوث الهزات الارضية في ايران الواقعة قبالة المنطقة الخليجية يثير الرعب في المنطقة عموماً، خصوصاً ان بعض المفاعلات تكون قريبة جداً من مياه الخليج العربي. وهناك شكوك في قدرة عناصر السلامة في تلك المفاعلات على حماية المواد المشعة من التسرب.
وهناك اشارات واضحة الى مفاعل بوشهر النووي القريب من منطقة الخليج والواقع في العمق الجنوبي الايراني وعلى مسافة لا تزيد عن مائة كيلومتر من بعض الدول. بينما يعد المفاعل من اوائل المفاعلات التي قامت ايران ببنائها، والذي اعلن عن تشغيله حديثاً وسط ضجة محورها شكوك في مجال عناصر السلامة النووية في المفاعل.
الجدل الدائر بشأن هذا الملف كان يرتكز الى جملة من المخاطر، في مقدمتها تأكيدات اسرائيل انها عازمة على توجيه ضربة الى بعض المواقع النووية، ومنها مفاعل بوشهر، حتى وان لم تحصل على مساعدات او مشاركة من قبل الولايات المتحدة، الامر الذي يوسع من دائرة الخطر ويجعل الامن النووي للمنطقة بيد اسرائيل بالمستوى عينه الذي يكون بيد ايران صاحبة البرنامج. كما يوسع من دائرة الخطر بحكم ان كل المشاريع النووية التي تزيد عن عشرين موقعاً هي موزعة في جميع انحاء البلاد ومن شأن تعرضها للقصف ان يحول ذلك المنطقة كلها الى بؤرة تلوث اشعاعي بدرجة عالية الخطورة، وبحيث لا تقتصر هذه الخطورة على بوشهر تحديداً.
الزلازل ترفع منسوب الخطر
غير ان تطورات طبيعية رفعت منسوب الخطر، من باب الزلازل، التي وقعت مؤخراً، ومنها الزلزال الذي ضرب مواقع ايرانية جنوبية محاذية لمفاعل بوشهر. وكذلك الزلزال الذي ضرب جنوب شرق إيران وبلغت قوته 7،8 درجات على مقياس ريختر. والذي صنف بانه من الزلازل العنيفة بحسب ذلك المقياس، والذي من المحتمل ان يترك اثراً واضحاً على سلامة المفاعلات او حتى مشاريع التخصيب الايرانية.
فقد ضرب زلزال عنيف وصلت قوته إلى 7،8 درجات على مقياس ريختر، إيران خلال الاسبوع الفائت، وشعرت به دول الخليج المجاورة، دون الحديث عن مجمل الخسائر أو سقوط الضحايا في ايران، والتي يعتقد انها كانت متدنية بحكم حدوثه في مناطق غير مأهولة. ويأتي هذا الزلزال بعد أيام على زلزال آخر ضرب منطقة قريبة من مفاعل بوشهر النووي، ما أثار مخاوف من احتمال حدوث تسرب نووي.
وقال المركز الأميركي للجيو-فيزياء: إن الزلزال ضرب جنوب شرق إيران وبلغت قوته 7،8 درجات، فيما أفادت تقارير إخبارية أن الهند ودول الخليج شعرت بالزلزال، كما تأثرت به باكستان التي سقط فيها خمسة قتلى على الأقل، وفقاً لما أعلنته المستشفيات هناك.
من جهة ثانية، هرع الآلاف من سكان الامارات إلى الشوارع تأثراً بالزلزال الذي استمر لثوان عدة، مما تسبب في حالة من الهلع في مختلف إمارات الدولة، وخصوصاً في أبوظبي ودبي والشارقة.
ومن المعروف أن سكان الإمارات يشعرون أكثر من غيرهم بمثل هذه الهزات الأرضية، لأسباب تتعلق بارتفاع المباني في مختلف إمارات الدولة، وخصوصاً في دبي والشارقة، كما أن وقوعهما على ضفة الخليج العربي مباشرة، كان له الأثر الواضح في الشعور بقوة الزلزال على الرغم من أن مركزه هو الحدود الإيرانية – الباكستانية. وبادرت قوات الدفاع المدني في مختلف إمارات الدولة، الى متابعة الموقف، وإخلاء المباني مؤقتاً، ولم تسجل خسائر في الأرواح أو المباني.
ونزل الموظفون من ابراج المركز المالي ومدينة الاعلام في دبي كما اخلى السكان منازلهم في المباني المرتفعة الواقعة على شاطىء البحر. وتجمهر الآلاف امام ناطحات السحاب في جميرة لايك تاورز قرب الشاطىء في دبي. كما شعر السكان في الكويت بالهزة وخصوصاً منطقة الشاطىء. ونزل الموظفون من المركز المالي في المنامة الى الشوارع، واحس سكان المنطقة الشرقية السعودية بالزلزال وكذلك الطبقات المرتفعة في الرياض وعمان.
على صعيد آخر، قتل 20 شخصاً على الاقل في الزلزال القوي الذي ضرب جنوب ايران على بعد مئة كلم من مدينة بوشهر حيث المحطة النووية. وتم نقل الجثث الى مشرحة مستشفى خرمج على بعد 35 كلم شمال مدينة كاكي مركز الزلزال، فيما اشارت السلطات الى سقوط 650 جريحاً اثر هذا الزلزال الذي قدر مركز رصد الزلازل الايراني قوته بـ 6،1 درجات.
واكد حاكم محافظة بوشهر، فريدون حسنفند انه لم يتم تسجيل اية اضرار في محطة بوشهر النووية، فيما دمرت قرية بالكامل في منطقة خرمج.
قلق الخليج
في السياق عينه، وامام تلك التطورات عقد مسؤولو البيئة في دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً طارئاً في الرياض تم خلاله بحث تداعيات الزلزال، واحتمال تسرب الإشعاعات من مفاعل بوشهر القريب من مركز الزلزال.
فقد عبر المسؤولون باسم مجلس التعاون الخليجي عن القلق الشديد حيال تداعيات الزلزال الذي ضرب المنطقة القريبة من مفاعل بوشهر النووي الايراني قبل ايام. وقال الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني خلال اجتماع المسؤولين الذي عقد في الرياض بمشاركة مختصين في لجان الطوارىء ان الهزة اثارت قلقاً بالغاً في دول المجلس والمجتمع الدولي من احتمال تعرض المفاعل النووي الايراني لاضرار قد تتسبب في تسرب اشعاعي.
واضاف الزياني ان ما حدث يستوجب تدارس تداعياته وتأثيراته على البيئة الطبيعية في دول المجلس، والسبل الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة لهذه الدول على المستوى الجماعي المشترك». واوضح انه سبق ان نبهت دول الخليح الى خطورة وضع المفاعل النووي في بوشهر، وحذرت من احتمال التسرب الاشعاعي وتأثيراته الضارة على البيئة الطبيعية في منطقة الخليج العربي. كما دعت دول المجلس ايران الى ضرورة التزامها بالمعايير الدولية للامن والسلامة في منشآتها النووية، مشيراً الى انها لم تبد اي تجاوب في هذا الاتجاه، ولم تتفهم طبيعة المخاوف حيال برنامجها.
ومفاعل بوشهر الذي بدأت المانيا بناءه قبل الثورة الاسلامية عام 1979 واستكملته شركة روساتوم الروسية، تعرض لمشاكل فنية ولتأخير، ودشن في آب (اغسطس) 2010. وكان يفترض ان يعمل بكامل طاقته بنهاية العام ذاته لكن لم يتم ربطه بالشبكة الوطنية للكهرباء الا اواخر 2011.
وبحسب التقارير، لا تطبق منشأة بوشهر معاهدة الامن النووي التي وضعت بعد كارثة تشيرنوبيل عام 1986 لتعزيز الشفافية والسلامة. وتشتبه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بان لدى ايران طموحات لامتلاك قدرات اسلحة نووية. وتنفي طهران ذلك وتقول ان برنامجها سلمي محض.
وتمت خلال الاجتماع مراجعة خطط الطوارىء لمواجهة التسربات المحتملة من المفاعلات النووية نتيجة الزلزال، وبحث إمكانات الدول الخليجية الست في التصدي لكارثة بيئية محتملة قد تنشأ عن أي تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر النووي، كما بحث تنفيذ خطط الطوارىء الوطنية لدى دول المجلس.
وخلال الاجتماع، أكد الأمين العام المساعد لشؤون الإنسان والبيئة في مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد الله الهاشم، الاستعداد التام للتصدي لأي كارثة نووية إيرانية وفق خطة الطوارىء الخليجية بالاستعانة بمركز الطوارىء البحرية في البحرين «ميماك»، ومنظمة الحماية البحرية في الكويت التي تضم مع دول الخليج والعراق وإيران دول الـ «6+2» من أجل أن تأخذ طابعاً عالمياً وعلمياً.
واسندت ادارة ومتابعة المركز الخليجي لقياس الإشعاعات النووية إلى بيوت خبرة من أجل أن يعمل وفق أحدث التطورات، على أن يكون مقره في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المتوقع أن يبدأ المركز الذي يضم مختبرات علمية أعماله قبل نهاية العام في الكويت، وتعمل لجنة الأرصاد على معرفة أحوال الماء والهواء والغذاء المستورد والمصدر في المناطق الجمركية ومدى تلوثها بالمواد المشعة.
وخلال الاجتماع، جرى التأكيد على ان «زلزال الثلاثاء» كان بعيداً نسبياً عن مفاعل بوشهر، ولكنه قد يمتد إلى منطقة المفاعل الذي يشكل منذ سنوات تهديداً حقيقياً لدول الخليج على جميع الأصعدة. وأعلنت أمانة مجلس التعاون انها فتحت خطاً مباشراً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتباحث حول الزلزال ومدى تأثر مفاعل بوشهر الإيراني به.
مواجهة التحديات
في سياق مواز، وخلال مؤتمر لوزراء البيئة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد قبل ايام، جدد الزياني مطالبته بعمل جاد مشترك في مواجهة مفاعل بوشهر النووي الايراني الذي وصفه بانه «مصدر تهديد خطير» للبيئة في منطقة الخليج. ودعا الزياني دول المجلس الى مواجهة التحديات الناجمة عن بدء تشغيل مفاعل بوشهر النووي من خلال عمل جاد، مضيفاً ان وسائل الاعلام كشفت مؤخراً عن وقف تشغيل المفاعل لفترة محدودة بعد خلل فني اصابه، واكد ان ذلك الخلل يمثل مصدر تهديد خطير للبيئة في منطقة الخليج، مما يضع على كاهل دول المنطقة عموماً مسؤولية مشتركة لاتخاذ الاحتياطات والاجراءات الضرورية لتحاشي الاخطار التي قد يسببها تشغيله.
ودعا الامين العام الى ان يكون بوشهر محل اهتمام وتركيز ومتابعة مستمرة من قبل الخبراء والمختصين بهذا الشأن في الوزارات والاجهزة المختصة بشؤون البيئة في دول مجلس التعاون.
وكان يفترض ان تعمل محطة بوشهر بكامل طاقتها في نهاية العام ذاته لكن لم يتم ربطها بالشبكة الوطنية للكهرباء الا في اواخر 2011. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني (نوفمبر) ان الوقود افرغ من منشأة بوشهر ما ادى الى اغلاقها. وقال دبلوماسيون غربيون ان ذلك يثير المخاوف بشأن السلامة في المفاعل.
لكن ايران التي تحفظت بشأن الصعوبات التي واجهت المنشأة النووية، قللت من التكهنات بان افراغ الوقود يعود لاسباب فنية ووصفت ذلك بالاجراء بالروتيني.
الى ذلك توقف المتابعون عند تطورات عديدة – لكنها عكسية – تم تسجيلها على موضوع الملف النووي الايراني. فبينما اعترفت اطراف التفاوض بفشلها في تحقيق أي تقدم في مباحثاتها حول ذلك الملف، اقدمت ايران على تدشين منشآت نووية جديدة رآها الغرب نوعاً من التصعيد. فخلافاً لكل التوقعات والتحليلات التي رافقت مباحثات «المآتا» في كازاخستان، والتي تحدثت عن امكانية التوصل الى تقارب في وجهات النظر بين الدول الكبرى وايران حول البرنامج النووي، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون التي تدير مفاوضات الدول الست الكبرى مع ايران ان التباعد لا يزال كبيراً بين مواقف الطرفين في شأن البرنامج النووي لطهران.
وقالت آشتون انه بعد يومين من المفاوضات الطويلة والمكثفة، لا تزال المواقف متباعدة جداً. وان الطرفين لم يتفقا على موعد ومكان الاجتماع المقبل. واضافت ان كل ما تم التوصل اليه هو عودة جميع الاطراف الى عواصمهم لتقويم المرحلة التي بلغتها عملية التفاوض. ووعدت باستمرار الاتصال مع كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي لتحديد مسار التحرك المقبل.
الجانب الايراني الذي قدم نفسه قبل اسابيع بصورة من لا يمانع في وقف التخصيب، والاستجابة لمتطلبات المجموعة الكبرى، اقدم على مجموعة اعمال اعتبرها انجازات كبرى على طريق ترسيم البلاد كـ «دولة نووية».
منجمان
فبالتزامن مع تأكيدات دولية بان المفاوضات مع القوى الكبرى تراوح مكانها، اعلنت ايران عن تدشين منجمين لانتاج اليورانيوم، وقالت انهما سيزودان مجمعاً جديداً لانتاج الكعكة الصفراء في خطوة جديدة في برنامجها النووي المثير للجدل.
ويقع المنجمان على عمق 350 متراً كحد اقصى من سطح الارض، ومركزهما في «ساغند» بمحافظة يزد على بعد حوالي مئة كيلومتر من المجمع الجديد في اردكان. وقالت طهران ان المجمع الجديد سيكون بقدرة انتاج سنوية تبلغ 60 طناً من الكعكة الصفراء، وهي يورانيوم مركّز يستخدم لاحقاً لانتاج اليورانيوم المخصب .ويتم تحويل الكعكة الصفراء الى مادة اليورانيوم المعدنية المخصصة لانتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم «يو. اف. 6» المستخدم في آلات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. واعلنت ايران عن اكتشاف مناجم ساغند في العقد الاول من الالفية لكن الخبراء الغربيين اشاروا الى انها تحوي معادن سيئة النوعية.
واعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في خطاب نقله التلفزيون في بث حي ان بلاده باتت تمتلك مجمل سلسلة انتاج الطاقة النووية بدلاً من استيرادها من الخارج. وطالب المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بتسريع اعمالها، لتطوير البرنامج النووي.
وبهذه المناسبة، قال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني ان بلاده لن تعلق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% ولن ترسل مخزونها الحالي الى الخارج طبقاً لمطالب الدول العظمى، مضيفاً ان طهران لا تزال بحاجة الى انتاج المزيد من الوقود، متوقعاً بناء خمسة مفاعلات جديدة للابحاث. من جهته، صرح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن دخول بلاده النادي النووي العالمي، وقال ما نصه: «اصبحنا بلداً نووياً ولا احد يمكنه انتزاع ذلك منا». وتابع مخاطباً العالم الغربي: «في السابق حاولتم منعنا من امتلاك التكنولوجيا النووية وفشلتم. اليوم، بعد ان امتلكنا هذه التكنولوجيا ما زلتم تحاولون انتزاعها منا. بالطبع لن تستطيعوا ذلك، والحل الوحيد لديكم هو التعاون معنا، وعليكم احترام حقوقنا».
الى ذلك، اعربت روسيا عن اسفها لتدشين المنجمين، والمجمع. ووصفت الخطوة بانها لا تشجع على احلال الثقة اللازمة في المفاوضات حول البرنامج النووي. وصرح المكتب الاعلامي لوزارة الخارجية الروسية ان تعزيز ايران لنشاطاتها من اجل تطوير برنامجها النووي لا يشجع على اقامة جو من التفاهم المتبادل والثقة بين مجموعة 5+1 وايران وهو عامل اساسي من اجل مواصلة المفاوضات. واضافت موسكو ان ذلك لا يخرج عن اطار معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية ولا تشمله قرارات مجلس الامن الدولي ولا مجلس مدراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية. اما الولايات المتحدة فقد اعلنت عن اضافة اسماء شخص وثلاث شركات جديدة الى لائحتها السوداء للايرانيين الذين تستهدفهم العقوبات التي فرضت سابقاً.
عواصم – «الاسبوع العربي»