العالمرئيسي

سر الرجل الذي كان على سطح احد الابنية ساعة وقوع انفجاري بوسطن؟!

ما يجري في كل سنة، يوم الاثنين الثالث من شهر نيسان (ابريل)، على تلال ماساشوستس، بين مدينة هوبكينتون، وساحة كوبلي، في قلب بوسطن، هو اكثر بكثير من سباق ماراتون، انه احد طقوس الثقافة الرياضية القديمة وتجربة لا يستطيع ان ينساها، طوال حياته، كل من شارك في هذا السباق، كما فعل كاتب هذه السطور في سنة 1991.
لس لانه الماراتون الاقدم في التاريخ الحديث، والاكثر صعوبة وانتقائية، وليس لانه استمر، خلال الحربين العالميتين، وكان عاد به، من اولمبياد اثينا، العداء الاميركي، جون غراهام، عام 1896، بل  لان المشاركة هي برمزيتها كالدخول الى احد المتاحف، ام عبور قلعة بعلبك أم بارتينون اثينا.
هل كان ذلك الذي ارادت ان تضربه العقول المجرمة؟ وان تجرح هذا الرمز؟! هل كانوا يسعون الى معاقبة، هؤلاء العدائين والمتفرجين، كهنة هذه التظاهرة غير المسلحة، على مسافة بضع مئات من الامتار من جامعة هارفرد وعلى الشاطىء الاخر من النهر؟!
كانت مرت ساعتان ضبطاً، على وصول طليعة السباق والاول في سباق الرجال، الاثيوبي ليليسا ديسيزا، عندما وقع الانفجار الاول، ثم توالى وصول البقية، افراداً وجماعات صغيرة، همهم الاساسي، الوصول دون زمن الاربع ساعات المحدد سقفاً في السباق. فالمطلوب كان ضرب القلب، احتفال المتسابقين وسعادتهم والتشكيك الذي تقرأه على وجوه الذين لا يصدقون انهم قطعوا 42 كلم، فالمطلوب كان القضاء على تلك البراءة.
وقال لي، بالتلفون صديقي المحامي البريطاني، فرد كوكي، الذي قطع السباق بثلاث ساعات و45 دقيقة، بالرغم من الستين سنة، التي يحملها على كتفيه، ان وصوله قبل 15 دقيقة، هو الذي  انقذه من الانفجار الذي دوى، ناحية المدارج، ثم سمع الانفجار الثاني، والفوضى التي ضربت الناس، والاقدام المقطوعة، وكانت لا تزال فيها احذية الرياضة.
الشيء الاكيد هو ان ماراتون بوسطن (26،2 ميلاً)، لن يبقى كما كان حتى الآن، لانهم حطموا قلب هذا السباق الذي عمره اكثر من 100 سنة.
واكتشفت اميركا من جديد، ان لا احد في مأمن فيها،
لانه من الصعب الشفاء من الخوف.
فان قنبلتي بوسطن، كانتا من صنع محلي، ولكنهما قتلتا واثارتا الذعر، واعادتا اميركا الى اجواء الاعتداءات، وغيرتا حياة الناس، وجعلتاهم يقعون من جديد، ضحية الخوف، ليس بين الضحايا فحسب، وانما كذلك بين كل الرأي العام.
الانفجاران اعادا ما جرى الى الاذهان يوم 11 ايلول (سبتمبر) 2001، الذي جرّ الغرب الى حرب افغانستان وغيرها ضد القاعدة، فجرى الربط بين الاثنين، وتذكروا، انه جرى تفكيك سيارة مفخخة في تايمز سكواير، قلب نيويورك، قبل ذلك. لم يجر حتى الآن، الربط بين الاعتداء على ماراتون بوسطن، وشبكة دولية ام اسلامية، ولكن الانذار الذي انطلق من اميركا حيث حرّك تدابير بوليسية انتقل الى سائر الغرب، ومباشرة الى لندن، حيث اقيم في يوم الاحد 21 نيسان (ابريل) سباق ماراتون آخر، تأكيداً على ان الخوف لا يوفر احداً، حتى خارج الولايات المتحدة.
ولا يستثني احداً، حتى كتابة هذه السطور، من اقصى اليمين الى القاعدة.
شيء اكيد، ان النقاش حول السلامة والامن، الذي كان هبط الى المرتبة الثانية، من اهتمامات الاميركيين، عاد الى الصدارة بعد عملية بوسطن.
ولماذا الماراتون؟!
لان من اشعل النار، اراد ان يكون التلفزيون هناك، ان ينقل صور المجزرة بالتصوير المباشر وان يعاد بثها آلاف المرات في كل انحاء العالم.
رسالة دعائية قوية، لا تكلف شيئاً لعمل اجرامي.
التفجير جرى عن بعد، ربما بواسطة جهاز توقيت او بواسطة تلفون خلوي، حسب تقنية منتشرة من اميركا الجنوبية الى الشرق الاوسط، مروراً بالدول الغربية.
ملاحظة: لقد التقطت صور لرجل كان يتنقل على سطح احد الابنية، ساعة التفجير، تماماً كما في عملية قتل الرئيس جون كنيدي، فهل هي صدفة ام كان له دور في التفجير؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق