سياسة لبنانيةلبنانيات

الوساطات العربية والدولية مفيدة ولكن الحل في ان تستعيد الدولة سلطتها ومسؤوليتها

موفد الجامعة العربية السفير حسان زكي سعى، بكل ما اوتي من قوة لاصلاح العلاقات اللبنانية – الخليجية، وخصوصاً العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي تدهورت في الاونة الاخيرة، بحيث وصلت الى حد القطيعة، بسب اقدام بعض شرائح الشعب اللبناني على شن حملات متواصلة ضد المملكة التي وقفت على الدوام الى جانب لبنان، واحتضنت مئات الالوف من اللبنانيين الذين يعملون في السعودية ودول الخليج. اما السبب فهو لاغراض خاصة ومصالح اقليمية لا دخل للبنان بها. الى ان جاء وزير في الحكومة اللبنانية يشارك في الحملة العدائية ضد الخليجيين وبالتحديد ضد السعوديين فكان الشعرة التي قصمت ظهر البعير.
ومن المفارقات الغريبة في لبنان ان العالم كله، من الاتحاد الاوروبي، والولايات المتحدة، الى الجامعة العربية، يعمل من اجل لبنان وانقاذه من الازمات التي يتخبط بها، ووحدها المنظومة السياسية غائبة وبعض ابناء هذا الوطن يعملون على تدميره، وقطع علاقاته مع محيطه العربي، وهذا ما لا يمكن للبنان ان يتحمله.
لقد وضع حسان زكي ما يشبه خريطة طريق لاصلاح العلاقات بين لبنان والخليج، بدءاً من استقالة او اقالة وزير الاعلام والبدء بمحادثات جادة لاصلاح كل ما شاب هذه العلاقات من شوائب. فماذا فعلت المنظومة؟ لقد اكتفت بالتصريحات والبيانات ولكنها لم تقدم على اي خطوة عملية. فهي تملك السلطة والقانون وهما اقوى سلاح يمكن به وضع حد لكل التجاوزات، ولكن المنظومة تخلت عن مسؤوليتها، وتركت للقوى المتواجدة على الارض حرية التصرف. فاستقوت على الدولة واصبحت صاحبة الامر والنهي. فيما المنظومة انصرفت الى الاهتمام بمصالحها الخاصة، بعيداً عن مصلحة لبنان واللبنانيين، فمن يستطيع بعد ذلك تدبر امور هذا الشعب، وقد اوصلته المنظومة الى قعر الهاوية؟
تشكلت حكومة كانت لهم اليد الطولى في اختيار وزرائها بحيث باتت حكومتهم، ومع ذلك ما لبثوا ان عطلوها وشلوها، لانها امتنعت عن مخالفة الدستور والتدخل في شؤون القضاء لقبع قاض، سلاحه الوحيد العمل بموجب القانون. لقد اغرقوا القضاء بالدعاوى ضد القاضي طارق بيطار، لا لذنب اقترفه، بل لانه يريد ان يعمل لاجلاء الحقيقة وبما يمليه عليه ضميره والواجب. فاثاروا التساؤلات. لماذا كل هذا الاستقتال لوقف التحقيق في جريمة المرفأ؟ فزرعوا الشك في نفوس اللبنانيين وزادوهم رغبة في معرفة الحقيقة كاملة، فوقفوا الى جانب البيطار وساندوه بكل قوة. وهذا هو سبب الكباش الدائر اليوم.
الوساطات والمساعي العربية والدولية جيدة ومفيدة ومشكورة، ولكن الحل يبقى في يد المنظومة التي عليها ان تستعيد سلطتها الضائعة وتتحمل مسؤوليتها كاملة، وتقدم على معالجة الوضع وفق الدستور والقوانين المرعية الاجراء، وتضع حداً لاي تسلط خارج سلطتها. فان فعلت استعاد لبنان سيادته وكرامته، فتعود الامور الى مسارها الطبيعي وفي ما عدا ذلك عبثاً يفتشون عن حلول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق