رئيسيسياسة عربية

ضربات أميركية جديدة في اليمن ومصادرة صواريخ ايرانية كانت مرسلة للحوثيين

شنّت قوات أميركية ضربات جديدة في اليمن الثلاثاء وفق ما أفاد مسؤول أميركي، وذلك بعدما تبنّى المتمردون الحوثيون استهداف سفينة يونانية في البحر الأحمر.
ويشنّ الحوثيون منذ أسابيع هجمات قرب مضيق باب المندب وفي البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان، تستهدف سفناً يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال مسؤول أميركي مشترطاً عدم كشف هويته إن “الولايات المتحدة شنّت ضربات دفاعاً عن النفس ضد أربعة صواريخ بالستية للحوثيين كانت تشكّل تهديداً داهماً لسفن (نقل) البضائع ولسفن البحرية الأميركية»، لتكون هذه ثالث ضربة من نوعها على الأقل خلال أسبوع.
وكانت وكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري أفادت في وقت سابق إن سفينة «ترفع علم مالطا ومملوكة لجهة يونانية استهدفت وأصيبت بصاروخ لدى عبورها البحر الأحمر باتّجاه الشمال».
وقالت الوكالة إن السفينة تزور إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة وكانت متجّهة إلى قناة السويس، وهي غيّرت مسارها واتّجهت إلى ميناء بعد الاستهداف.
وأكد مصدر في وزارة البحرية اليونانية أنه تواصل مع الشركة المالكة للسفينة، وأن الأخيرة أصيبت بصاروخ قبالة السواحل اليمنية.
وأضاف أن الناقلة «زوغرافيا تضم طاقماً مكوناً من 24 فرداً ولا يوجد على متنها بحارون يونانيون… وتعرّضت لأضرار محدودة بعد الاصطدام ولم يصب أي أحد بجروح، ولا تزال صالحة للإبحار، وتواصل رحلتها».
وأعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران الثلاثاء استهداف سفينة يونانية قبالة سواحلهم، كانت متجهة إلى «موانئ فلسطين المحتلة»، بعد ساعات من تقارير عن إصابة ناقلة ترفع علم مالطا، وغداة هجوم مماثل للحوثيين على سفينة أميركية في إطار التوتر المتصاعد في منطقتي البحر الأحمر وبحر العرب.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع في بيان مقتضب «نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنية (…) عمليةَ استهدافٍ لسفينةِ زوغرافيا كانتْ متجهةً إلى موانىءِ فلسطينَ المحتلة».
وأضاف أن الاستهداف كان «بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبة، وكانتِ الإصابةُ مباشِرة»، مشيراً إلى أن عملية الاستهداف جاءت «بعد رفضِ طاقمِ السفينةِ النداءاتِ التحذيريةِ منها الرسائلُ التحذيريةُ الناريةُ».
وأكد المتحدث مجدداً على أن ذلك الاستهداف يأتي «انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ للعدوانِ والحصارِ في قطاعِ غزة»، مؤكداً مواصلة «تنفيذِ قرارِ منعِ الملاحةِ الإسرائيليةِ أو المرتبطةِ بالعدوِّ الإسرائيليِّ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ» و«اتخاذِ الإجراءاتِ الدفاعيةِ والهجوميةِ كافة ضمنَ حقِّ الدفاعِ المشروعِ عن اليمنِ العزيزِ».
ويأتي الهجوم غداة إعلان الحوثيين المدعومين من إيران استهداف «سفينة أميركية» في خليج عدن، واضعين ذلك «في إطار الردّ» على غارات أميركية وبريطانية استهدفت مواقع في اليمن الأسبوع الماضي، واستكمالاً لدعمهم الفلسطينيين على خلفية حرب غزة.
وشنَّت القوات الأميركية والبريطانية ليل الخميس الجمعة عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، وذلك ردّا على استهداف سفن في الممرات البحرية قبالة اليمن.
وأعلنت القوات الأميركية إسقاط صاروخ كروز للحوثيين الأحد كان يستهدف مدمرة أميركية.

مصادرة مكوّنات صواريخ

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الثلاثاء أن الولايات المتحدة تسعى إلى «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط رغم ضرباتها على الحوثيين في اليمن.
وأوضح ساليفان خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا «نسعى إلى وقف توسع النزاع وتوفير الظروف لخفض التصعيد».
ورأى أنّ مسار الصراع مع المتمردين المدعومين من إيران يعتمد على «مَن يتمتعون بنفوذ في طهران وفي عواصم أخرى بالشرق الأوسط».
وتتهم واشنطن طهران بالضلوع في هجمات الحوثيين ومدّهم بالسلاح.
وأعلن الجيش الأميركي الثلاثاء مصادرة مكونات صواريخ إيرانية الصنع على متن سفينة في بحر العرب كانت موجهة إلى الحوثيين، في أول عملية من نوعها منذ بدأوا شن هجمات على سفن تجارية.
ونفذت قوات النخبة في البحرية الأميركية («نيفي سيلز») العملية في 11 كانون الثاني (يناير) في المياه الدولية قرب سواحل الصومال، وفق ما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم) في بيان الثلاثاء.
وتتضمن المضبوطات «مكونات صواريخ بالستية وصواريخ كروز»، وفق بيان سنتكوم الذي كشف أن عنصرين من قوات النخبة أعلِن فقدان أثرهما في البحر، شاركا في هذه المهمة».
وسبق للجمهورية الإسلامية أن نفت مراراً الاتهامات الأميركية بدعم الحوثيين بالسلاح، مؤكدة أن تأييدها لهم سياسي.
ونوّه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بما يقوم به الحوثيون «دعماً لأهالي غزة».
وقال خامنئي الثلاثاء خلال استقباله في طهران وفداً من أئمة الجمعة إن «ما أقدم عليه شعب اليمن وحكومة أنصار الله دعماً لأهالي غزة كان عملاً عظيماً»، وفق ما أورد موقعه الالكتروني.
وأضاف «لقد وجّه اليمنيّون ضربة إلى الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني. هدّدتهم أميركا ولم يخشوها».

«التصعيد الأخطر»

وأثّر تصاعد التوتر في منطقة البحر الأحمر على حركة الملاحة، ودفع الكثير من شركات الشحن الكبرى الى تحويل مسارات سفنها نحو جنوب قارة إفريقيا.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلاثاء، إن شحنات الغاز الطبيعي المُسال ستتأثر بالهجمات.
وقال آل ثاني أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية إن «الغاز الطبيعي المُسال… على غرار أي شحنات تجارية أخرى. سيتأثر بذلك».
وأضاف أن «هناك طرقات بديلة، وتلك الطرقات البديلة ليست أكثر كفاءة، بل أقل كفاءة من الطريق الحالية»، معتبراً أنه لمعالجة انعدام الأمن المتزايد يجب معالجة «القضية المركزية» في غزة.
ووصف الأزمة في البحر الأحمر بأنها «التصعيد الأخطر في الوقت الحالي لأنه لا يؤثر على المنطقة فحسب، بل يؤثر على التجارة العالمية أيضاً».
والثلاثاء اعتبر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة في منتدى دافوس أنه «لولا استمرار العدوان على غزة (…) لما شهدنا» هذا التصعيد، مستنكراً الضربات الأميركية والبريطانية على اليمن لعدم مرورها بالأمم المتحدة.
وكانت وكالة بلومبرغ ذكرت الاثنين أن خمس سفن على الأقل للغاز الطبيعي المُسال تديرها قطر أوقفت أثناء توجهها نحو مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن القرن الأفريقي، حيث نفذ الحوثيون عدداً متزايداً من الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها.
أودى ذلك بشركات شحن كبرى عدة إلى تحويل مسار سفنها عن الطريق الرئيسية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، كان آخرها شركة النفط البريطانية العملاقة «شل» التي علّقت كل شحناتها عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الثلاثاء.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق