سياسة لبنانيةلبنانيات

اجتماع اللجنة الخماسية هل يكون على مستوى الامال المعلقة عليه فينتج حلاً للشغور؟

قائد الجيش: الرئاسة لا تهمني ولا تعنيني… وواشنطن تقول: سارعوا الى انتخاب رئيس

سدت الانقسامات الداخلية كل سبل الحلول. وعلى الرغم من التحرك الدبلوماسي الهادف الى مساعدة لبنان على النهوض، فان الاطراف اللبنانيين يعيدون الوضع الى نقطة الصفر. فالممانعة لا تزال مصرة على سليمان فرنجية مرشحاً وحيداً للرئاسة والمعارضة بالمقابل متمسكة بجهاد ازعور. في هذه الاجواء الداخلية المتوترة تنعقد اليوم في نيويورك اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر) على مستوى وزراء الخارجية والعيون شاخصة الى ما يمكن ان يصدر عنها وسط تكهنات بانها ستتوجه الى الاطراف اللبنانيين بتوصيات قد تساعد على تليين المواقف، والوصول الى حل لانها الفرصة الاخيرة. وفيما كان متوقعاً ان يصل الى بيروت وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية هذا الاسبوع، ارجأ زيارته الى الخامس من تشرين الاول المقبل بانتظار ان تتبلور الجهود التي تقوم بها اللجنة الخماسية. وكان قد تردد ان الوزير القطري يحمل معه طرحاً قد يوافق عليه مختلف الاطراف.
صحيح ان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان لم تحقق نتائج ملموسة، ولكنها اظهرت ان هناك توافقاً فرنسياً – سعودياً على ضرورة البحث عن مرشح ثالث بعيد عن الاصطفافات القائمة وهذا يعني استبعاد ترشيح سليمان فرنجية وجهاد ازعور، باعتبار ان الرئيس المقبل للبنان يجب ان يكون حيادياً بعيداً عن الاطراف المتصارعين. ومن هنا برز اسم قائد الجيش العماد جوزف عون ولكن العماد عون حسم الموقف امس في حديث الى وفد نقابة الصحافة اعلن فيه: «ما بتهمني الرئاسة وما بتعنيني، لم يبحثها احد معي ولم ابحثها مع احد» وتحدث عن النزوح السوري غير الشرعي وعمليات التهريب الناشطة على الحدود فاعتبر ان تهريب السوريين مضبوط الان بنسبة تصل الى 85 بالمئة، لافتاً الى ان الحدود شاسعة ومفتوحة ومتداخلة، ولا يملك الجيش العديد الكافي ولا الامكانات اللوجستية لضبطها بالكامل. مؤكداً ان ضبطها مسؤولية مشتركة، تبدأ بالمواطن مروراً بالبلديات والادارات الرسمية وصولاً الى الجيش. ورداً على سؤال قال: لا نية ولا سعي لدى الجيش لدخول مخيم عين الحلوة «اتخذنا كل الاجراءات ونشرنا قوة عسكرية حول المخيم لمنع تمدد القتال الى خارجه». وقال ان اولوية الجيش الامن ويعمل ليلاً نهاراً على ضبطه. فالسلاح منتشر ومتفلت والقضاء لا يساعد في ضبط المتفلتين والمرتكبين والمخلين. اما بالنسبة الى الحدود فقال انها اهتمام اميركي بترسيم الحدود البرية.
في هذا الوقت يواصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالاته في نيويورك، حيث يترأس الوفد اللبناني الى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وقد التقى نائبة وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، وبحث معها في العلاقات اللبنانية – الاميركية والملفات التي يواجهها لبنان. وطالب المجتمع الدولي بدعم لبنان لمعالجة ازمة النزوح السوري، التي بات تعاظمها يشكل خطراً على البلد ونسيجه الاجتماعي. واشار الى ان الحكومة انجزت المشاريع الاصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي، لافتاً الى ان الملف في عهدة مجلس النواب، ليقرر ما يراه مناسباً.
المسؤولة الاميركية دعت الاطراف اللبنانيين الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مشددة على ان واشنطن تدعم اي حوار لبناني – لبناني في هذا الصدد. كما دعت الى تفعيل التعاون مع المنظمات الدولية، خصوصاً مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، لمعالجة ملف النزوح السوري المستجد. وشددت على ان واشنطن تدعم الجيش اللبناني، معتبرة ان من الضروري استكمال الاصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية.
هذا ومن المتوقع ان يكون الرئيس ميقاتي على اتصال باعضاء اللجنة الخماسية للاطلاع على المداولات، وما توصلت اليه. ذلك ان الموضوع الرئاسي يبقى الاهم، لانه يضع الحجر الاساس لاي حل ويكون منطلقاً لتفعيل الادارات وانتظام الحياة. وعلقت مصادر سياسية مطلعة على حديث العماد عون فقالت انه رغم عدم اهتمامه بالرئاسة كما قال، وهذا واضح من خلال تصرفاته، الا انه يبقى الخيار الجدي الذي تتوافق حوله كل الاطراف او على الاقل معظمها، وان اسهمه عالية محلياً وخارجياً، وقد اثبت انه بعيد عن كل الاصطفافات القائمة.
اما الرئيس نبيه بري فقد ارجأ هو ايضاً عقد الحوار الذي دعا اليه، الى مطلع الشهر المقبل. وقال انه سيعقد طاولة الحوار بمن حضر، وستكون برئاسته. وهذا ما يعترض عليه البعض باعتبار ان الرئيس بري طرف في الصراع القائم، فيما ترؤس الحوار يحتاج الى شخص حيادي. كذلك شرح الرئيس بري ما عناه بجلسات متلاحقة فقال: انها دورات متلاحقة شبهها بتلك التي تجري في انتخاب بابا الفاتيكان «بعد في اوضح من هيك». ولكنه استدرك وقال ان الحوار يبدأ في مطلع تشرين، اذا لم تحصل مفاجأة. فهل هناك مفاجآت ينتظرها البعض؟ وهل يكون انتخاب رئيس في شهر تشرين المقبل الذي يكون قد مضى في نهايته عام كامل على الشغور الرئاسي؟ ويبقى الانتظار السبيل الوحيد امام المواطنين المغلوب على امرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق