سياسة لبنانيةلبنانيات

الموفد الفرنسي لا يحمل جديداً وهو يروّج لمبادرة بري للخروج من المأزق

استهل الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان جولته على السياسيين في يومه الثاني، بزيارة حارة حريك، والتقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي اكد على تأييده للحوار ولمبادرة الرئيس نبيه بري. ثم انتقل الى كليمنصو فزار رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، الذي اكد على موقفه الذي سبق ونادى به وهو الحوار، مثنياً على مبادرة الرئيس بري داعياً الكتل النيابية الى السير بها، منتقداً بصورة غير مباشرة معارضي الحوار. وبدا وكأنه خرج من تموضعه مع المعارضة. ثم استقبل لودريان عدداً من النواب المستقلين والتغييريين في قصر الصنوبر، وكان نقاش حول الحوار، فرفض المجتمعون الطرح واكدوا انهم متمسكون بالدستور، اي الذهاب الى المجلس النيابي وعقد جلسة مفتوحة في دورات متتالية، الى ان يتم انتخاب رئيس. وقالوا ان الحوار الذي ينادي به الرئيس بري قبل الانتخاب مخالف للدستور. فرد لودريان قائلاً اما الحوار واما تهديد وجودي للبنان. فذكر كلامه بتهديد اطلقه يوماً المندوب الاميركي دايفيد مورفي «اما مخايل الضاهر او الفوضى».
بعد الظهر انتقل لودريان الى الصيفي فاستقبله رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي شرح له سبب معارضته الحوار، وقال ان طارحيه يهدفون من ورائه تكريس الوضع القائم الذي دمر البلاد، وهذا ما لن تقبل به المعارضة، لا اليوم ولا غداً ولا بعد مئة سنة كما قال. ولم ينس الجميل ان يشكر فرنسا على اهتمامها مؤكداً انها ليست مسؤولة عما يجري، ولذلك على الدول الصديقة المهتمة بلبنان ان تعمل على اخراجه من ازمته. ثم انتقل لودريان الى معراب والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وكان الموقف عينه من رفض للحوار قبل الانتخاب. مؤكداً ان المعارضة لا ترفض الحوار في المطلق، ولكنها ضد ما يطرح حالياً وهو بعيد عن اصول التحاور. ثم انه يخرق الدستور اذا ما اصبح عرفاً في كل مرة يكون هناك انتخاب رئيس، يظهر من ينادي للحوار، وهذا ما ترفضه المعارضة.
هذه المواقف تؤكد ان الكتل النيابية على حالها وان كل طرف متمسك بطرحه. كما ظهر ان فرنسا هي ايضاً متمسكة بموقفها الداعي الى الحوار منذ اليوم الاول للوساطة. وان لودريان لا يبدو انه يحمل معه جديداً، بل انه تلطى وراء مبادرة الرئيس بري، وهو يعمل على الترويج لها والسير بها. لذلك يمكن القول ان مبادرة لودريان في طريق مسدود، الا ان الانظار متجهة اليوم الى اللقاء الذي سيعقد في دارة السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة والذي سيضم مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان والنواب السنة كما يحضره لودريان. ومن خلال هذا الاجتماع يمكن استشراف الموقف السعودي اذا كان مؤيداً للمبادرة الفرنسية ام لا. فالموفد الرئاسي الفرنسي يقول انه يتحرك بغطاء من اللجنة الخماسية المهتمة بلبنان (الولايات المتحدة فرنسا السعودية مصر قطر) رغم ان اللجنة في بيانها الذي صدر عقب اجتماع الدوحة لم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى الحوار.
وهذا الصباح توقعت انباء صحافية ان تعقب التحرك الفرنسي مبادرة قطرية، بحيث يصل الى لبنان مباشرة بعد مغادرة لودريان، وسيط قطري يتمتع بتأييد اللجنة الخماسية، وسيعمل على فكفكة العقد التي تعترض انتخاب رئيس. فهل يثمر كل هذا الحراك؟ الشيء الوحيد الذي ظهر حتى اليوم هو سقوط ترشيح سليمان فرنجية وجهاد ازعور والبحث سيبدأ عن مرشح ثالث يحظى بتأييد الجميع.
على الصعيد الامني فشلت كل الجهود في وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وكأن الهدف من هذه الاشتباكات العنيفة تفجير الوضع في لبنان لغايات خارجية لا دخل له فيها. وقال عضو منظمة التحرير الفلسطينية مرزوق الاحمد بعد اجتماع عقد في السرايا الحكومية لبحث وضع المخيم، ان جهات اجنبية تعمل على تحريك عناصر ارهابية داخل المخيم لتفجير الوضع وامتداده الى خارج عين الحلوة ليشمل مدينة صيدا والمحيط ثم يتمدد الى مناطق اخرى. فعلى الرغم من الويلات التي يعاني منها لبنان لا تزال هناك اياد خارجية تعمل على المزيد من التدمير لاهداف تخدم مصالحها. ولذلك تعالت اصوات في الداخل تطالب الدولة بالقيام بواجبها والمحافظة على سيادتها وسلامة اراضيها، فتمسك الامن داخل المخيمات وتنتزع من عناصر الشر الورقة التي يلعبونها في كل مرة يطلب منهم ذلك لاهداف ومصالح خاصة. فهل ان الحكومة على هذا القدر من المسؤولية؟ ومتى تتحرك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق