سياسة لبنانيةلبنانيات

الجنوب يقترب من الحرب الشاملة والجيش يضبط اسلحة مهربة من تركيا والانهيار ينتظر انتخاب رئيس

السياسة شبه مجمدة بانتظار ما يصدر عن اللجنة الخماسية المعنية بشؤون لبنان والتي اخذت على عاتقها اقناع السياسيين اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية، وهي على اتصال دائم مع الكتل النيابية لحثها على الاتفاق والتعاون لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وعدم انتظار توقف القتال في غزة وجنوب لبنان خصوصاً وان التوقعات تشير الى ان الحرب طويلة وهي لا تزال في بدايتها، كما اعلن النائب السابق وليد جنبلاط، وانها ستستمر حتى نهاية العام، وربما الى ما بعد الانتخابات الاميركية. وكان جنبلاط يتحدث بعد لقائه رئيس وزراء قطر في الدوحة، التي يزورها مع نجله النائب تيمور جنبلاط والسيدة نورا جنبلاط والنائب ابو الحسن.

وحدها الحرب في الجنوب اللبناني لا تزال تتصدر واجهة الاحداث، خصوصاً وانها تشهد تصعيداً اصبح يؤشر الى احتمال الانزلاق نحو حرب واسعة، تطاول العمق اللبناني. وهنا مصدر القلق باعتبار ان لبنان الذي يعاني من ازمات تهدد كيانه، لم يعد قادراً على تحمل المزيد، وسط انباء عن تدمير الاف المنازل في مختلف القرى والبلدات واصبحت الغارات الجوية التي يشنها العدو الاسرائيلي، مشهداً يومياً يخف حيناً ليعنف احياناً كثيرة وشبه دائمة، وتترافق مع اطلاق مسيرات تلاحق الاهداف وتدمرها، وقد عادت اسرائيل الى اعتماد اسلوب الاغتيالات، مستهدفة عناصر حزب الله موقعة المزيد من القتلى في صفوفه. والاضرار ليست مقتصرة على لبنان وحده، بل ان رد الحزب يوقع المزيد من القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي ويتسبب بالدمار في المستوطنات التي هجرها اهلها الى مناطق بعيدة عن الخط الازرق.

وفي الداخل تواصل القوى الامنية تنفيذ الخطة التي وضعها وزير الداخلية بسام مولوي، وكشفت عن حجم التفلت الذي ساد في البلاد في غياب الدوريات وخلو الشوارع من العناصر الامنية. ويتلقى الوزير مولوي اتصالات من سياسيين وجمعيات وقوى شعبية تثني على هذه الخطة وتطالبه بالذهاب بعيداً حتى يعود الامن والاستقرار ويزيل موجة القلق المسيطرة على المواطنين بعد انتشار الجرائم وحوادث السلب والنشل التي تكاثرت في الاونة الاخيرة بشكل لافت.

واخر ما سجل في هذا المجال، وزرع الخوف في قلوب المواطنين، العثور على شاحنة اتية من تركيا تحمل اسلحة. لقد وصلت الى مرفأ طرابلس وهي محملة بالحديد واثناء تفتيشها عثر بداخلها على كمية من الاسلحة وعلى الفور طوق الجيش المكان. وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي لزمته مخابرات الجيش، علم ان كمية من المسدسات كانت مخبأة في الشاحنة ويبلغ عددها 400 مسدس. وكانت قبل ذلك قد ضبطت شاحنة اخرى اشتعلت النيران فيها على اوتوستراد البترون ولدى تفتيشها عثر بداخلها على 304 مسدسات، وجرى توقيف عدد من الاشخاص لمعرفة مصدر هذه المسدسات ومن يقف وراءها ومن هي الجهة التي ستتسلمها.

واظهرت التحقيقات الاولية التي جرت بعد تعقب شاحنات اخرى، ان هذه الاخيرة لم تكن تحتوي على اي سلاح، بل كانت محملة بمواد وبضائع مختلفة.

هذه الحوادث اثارت الشكوك ودفعت عدداً من النواب الى التساؤل عن الجهة التي كانت هذه المسدسات ستصل اليها وما هو الهدف منها، خصوصاً بعد انتشار معلومات عن ان بعض مخيمات النزوح تحتوي على كمية من الاسلحة فهل للنازحين علاقة بهذه الاسلحة، ام انها لحساب جهات اخرى. وتجار اسلحة ومنظمات ناشطة على الارض؟ لقد بات مهماً ان تتولى الجهات المختصة توضيح هذا الامر لكي لا يبقى الغموض ومعه القلق مسيطرين على النفوس.

ان كل هذه الاحداث من الحرب في الجنوب الى الاحداث الامنية المتنقلة تحتم الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يكون منطلقاً للنهوض بالبلد، من خلال حكومة فاعلة تنفذ الاصلاحات المطلوبة وتعيد الطمأنينة. فلا البلد ولا الشعب قادرين على تحمل المزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق