تحقيق

المسيحيون الكاثوليك في البحرين والخليج يتطلعون بشوق لزيارة البابا فرنسيس إلى المنامة

يشعر ما يقرب من مليوني مسيحي كاثوليكي في منطقة الخليج العربي بأنهم محظوظون لاختيار البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، دولة البحرين محطة لزيارته الخميس المقبل. ففي البحرين وحدها يعيش نحو 80 ألف كاثوليكي أغلبيتهم من الهند والفلبين إضافة لالاف عدة من المسيحيين العرب، وفيها شيدت أول كنيسة في الخليج. وتعد هذه هي الزيارة الثانية للبابا فرنسيس إلى المنطقة بعد زيارته دولة الإمارات عام 2019.
تحمل زيارة البابا فرنسيس إلى البحرين طابعاً شخصياً للبحرينية نجلاء أوجي، إذ يعتزم الحبر الأعظم زيارة كنيسة «القلب المقدس» وهي أول كنيسة شُيّدت في المملكة الخليجية الصغيرة، وساهم والدها في تشييدها.
في بيتها في أحد أحياء المنامة، تشعل أوجي الشموع عند زاوية مخصصة للصلاة  قبل أن تخرج مجلدات صور قديمة لا تزال تحتفظ فيها مستذكرة والدها سلمان أوجي. وتقول: «غادر والدي مسقط رأسه العاصمة العراقية بغداد منذ زمن بعيد، جاء إلى البحرين واستقر فيها». وحصلت العائلة في وقت لاحق على الجنسية البحرينية.
وتتضمّن محطات البابا في البحرين زيارة كنيسة «القلب المقدس» في العوالي، وهي أول كنيسة رسمية في البحرين وأول كنيسة شيدت  في الخليج. ووضع حجر الأساس لكنيسة «القلب المقدس» في 1939، بعدما منح أمير البحرين في حينه الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة قطعة أرض لبناء الكنيسة. وعمل والد نجلاء كمقاول في البحرين قبل أن تُعهد إليه مسؤولية بناء الكنيسة.
قبل بنائها، اعتاد الكهنة، وفق نجلاء أن «يأتوا من العراق مرة واحدة في الشهر لأداء المراسم المختلفة للمسيحيين الموجودين في البحرين والذين كانوا قلة في ذلك الوقت». وتتذكر «كانت الحياة في البحرين بسيطة، ترعرعنا بين جيران من عوائل مختلفة في المنامة. لم تكن الاختلافات الدينية أو العرقية أو اللغوية حاجزاً بيننا». وتضيف: «خلال نشأتي في البحرين، كانت الأسر المسيحية معدودة. ولكن اليوم حين نحضر قداس الأحد نكون ضمن آلاف من المسيحيين الذين يحضرون إلى الكنيسة».
ويقدّر الفاتيكان وجود نحو 80 ألف كاثوليكي في البحرين، هم بشكل أساسي عمّال آسيويون من الهند والفلبين.
تفتح نجلاء صندوقاً يحوي وساماً مشيرة إلى أن الكنيسة منحته لوالدها تقديراً لجهوده في بناء أول كنيسة في البلاد. يتملك الحماس نجلاء لرؤية البابا. وتقول: «تملأني السعادة للقائه في البحرين. لقد ذهبت للقائه عندما زار الإمارات».

«بناء الجسور»

ويقيم في الخليج نحو مليوني مسيحي من الكاثوليك، غالبيتهم عمّال من الفلبين والهند. ويعيش نحو مليون كاثوليكي، جميعهم من الأجانب، في الإمارات. ويسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى إجمالاً.
وزار البابا فرنسيس الإمارات في العام 2019، في مستهل زيارة تاريخية هي الأولى لحبر أعظم إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام.
وتتواصل الاستعدادات في المملكة الخليجية الصغيرة لاستقبال البابا الذي من المقرر أن يحيي قداساً في ملعب المنامة يوم السبت. ويتوقع الأب شربل فياض المقيم في البحرين، وهو كاهن الجالية العربية، في تصريح  لوكالة الأنباء الفرنسية حضور نحو 28 ألف مسيحي القداس. وبحسب فياض، فإن 20 ألف مسيحي سيأتون من البحرين وغالبيتهم يحملون الجنسيتين الهندية والفلبينية.
ويضيف: «للزيارة بعد استراتيجي كبير من خلال تعزيز دور البحرين كحاضنة لانفتاح الحوار الأخوي بين الأديان وبناء الجسور بين الشرق والغرب». وأوضح فياض أن جوقة مؤلفة من مئة شخص من جنسيات مختلفة من بينها العربية والهندية والفلبينية ستنشد الترانيم للبابا بلغات متعددة من بينها الهندية والإنكليزية والعربية.
من جانبها، تقول الأردنية منى جورج كورو التي تقيم في البحرين: «صدورنا تبتهج للزيارة الميمونة لقداسة البابا». وتضيف «بالتأكيد زيارة قداسة البابا وإتاحة الفرصة لنا كمسيحيين في البحرين لأداء الصلاة (..) وأن يكون قداسة البابا هو من يترأس القداس الإلهي هي فكرة عظيمة. نشعر أننا محظوظون».

فرانس24/أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق