دولياترئيسي

الروس يسعون للسيطرة على مدينة في شرق أوكرانيا وكييف تطالب بأسلحة ثقيلة

يسعى الجيش الروسي إلى الاستيلاء على مدينة سيفيرودونيتسك في شرق أوكرانيا حيث تطالب كييف بمزيد من الأسلحة الثقيلة لمواجهة قوة النيران الروسية.
في بعض مناطق شرق أوكرانيا حيث يتركز الهجوم الروسي منذ أسابيع «العدو متفوق بوضوح بالعتاد والعديد» على ما أقر الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي مساء الأربعاء.
لكنه أضاف في رسالته المصورة اليومية أن القوات الأوكرانية وكل الذين يدافعون عن البلاد «يقاومون الهجوم البالغ العنف الذي تشنه القوات الروسية في الشرق».
وأضاف «نحتاج إلى مساعدة من شركائنا ولا سيما الأسلحة». وفي اليوم نفسه طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا هو أيضاً بمزيد من الأسلحة الثقيلة.
وتريد أوكرانيا الحصول على راجمات صاروخية نقالة. وأكد كوليبا بعد سلسلة من المحادثات مع مسؤولين حكوميين ورؤساء شركات في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا «هذا هو السلاح الذي نحتاجه كثيراً».
وأوضح للصحافيين «معركة دونباس تشبه كثيراً معارك الحرب العالمية الثانية».
وأكد «بعض البلدات والمدن لم تعد موجودة» في هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا التي تتعرض منذ أيام لقصف مركز.
وأوضح الوزير «لقد استحالت ركاماً جراء القصف المدفعي الروسي والراجمات الصاروخية الروسية» مضيفاً أن هذه هي الأسلحة التي تحتاج إليها بلاده.
وتقترب القوات الروسية يوماً بعد يوم من مدينة سيفيرودونيتسك التي كانت تضمّ نحو مئة ألف نسمة قبل الحرب والتي يعتبر سقوطها حيوياً للسيطرة الكاملة على دونباس. ويحتل انفصاليون موالون لموسكو أجزاء من هذه المنطقة منذ العام 2014.
وأكد سيرغي غايداي حاكم المنطقة الأربعاء أن «القوات الروسية تقدمت إلى درجة باتت فيها قادرة على القصف بقذائف هاون» على سيفيرودونيتسك.
وقال إن هذه المدينة «تُدمر بكل بساطة».
ومضى يقول «الوضع في المدينة صعب للغاية. في الأمس كانت ثمة معارك في الضواحي» معتبراً ان «الأسبوع المقبل سيكون حاسماً».

«غير محاصرة»

لكنه أكد مساء الأربعاء أن المدينة «غير محاصرة» خلافاً لما أكد مسؤول انفصالي موال لروسيا. وأوضح أن نحو 15 ألف شخص لا يزالون في البلدات المجاورة مضيفاً أن الغالبية العظمى منهم لا يمكنهم التحرك بسبب القصف المتواصل.
وفي هذه المنطقة خلت المدن الواقعة على خط الجبهة من سكانها فيما يمضي الذين يرفضون المغادرة ولا سيما العجزة منهم غالبية وقتهم في طبقات تحت الأرض.
ففي مدينة سوليدار الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من سيفيرودونيتسك، خرجت ناتاليا البالغة 47 عاماً «لرؤية الناس فقط. نحتاج إلى معرفة أننا لسنا لوحدنا وأن الحياة لا تزال قائمة هنا».
في مدينة ليسيشانسك المجاورة حلت الشرطة مكان الشركات التي تعنى بدفن الموتى على ما قال غايداي موضحاً أن ما لا يقل عن 150 شخصاً دفنوا في مقبرة جماعية.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني في دافوس «الدول التي تماطل في تزويد أوكرانيا أسلحة ثقيلة يجب ان تفهم أن كل يوم يمضونه في اتخاذ القرار وفي درس الحجج والمبررات، هو يوم يقتل فيه مزيد من الأشخاص».
وإزاء المخاوف من عجز أوكرانيا في تصدير الحبوب بسبب فرض الروس حصاراً على موانئها، أشار إلى محادثات في كييف مع الأمم المتحدة حول إمكان إقامة ممر آمن اعتباراً من مرفأ أوديسا.
ودعا زيلينسكي خلال كلمة عبر الفيديو في إطار منتدى دافوس الأربعاء الحلفاء الغربيين إلى التوقف عن مراعاة روسيا أو مصالحها.
وقال بأسف «مهما فعلت الدولة الروسية نجد من يقول: لنأخذ في الاعتبار مصالحها. وقد سمعنا ذلك هذه السنة أيضاً في دافوس».
وأكد «يجب أن نبذل كل ما هو ممكن ليأخذ العالم على الدوام أوكرانيا في الاعتبار. حتى لا تتغلب مصالح الذين يندفعون إلى لقاء آخر مع الديكتاتور، على المصالح الأوكرانية» من دون أن يذكر بالإسم الرئيس الروس فلاديمير بوتين.

«أوروبا موحدة»

وفي وقت سابق الأربعاء طالب «بدعم أوروبا موحدة» معرباً عن أسفه لعدم اعتماد الغرب موقفاً موحداً في هذه الحرب التي دخلت شهرها الرابع.
وفي الجنوب تسعى موسكو إلى تعزير قبضتها على مناطق سيطرت عليها قبل ثلاثة أشهر.
وأعلنت روسيا في هذا الإطار أنها ستسمح لسكان منطقتي زابوريجيا وخيرسون بطلب الحصول على جواز روسي من خلال «إجراءات مبسطة». ونددت أوكرانيا على الفور بهذا الإجراء الذي يعكس برأيها عزم موسكو على ضم هذه المناطق.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان «منح الجوازات بالقوة إلى الأوكرانيين في خيرسون وزابوريجيا دليل جديد على الهدف الإجرامي لروسيا حيال أوكرانيا».
وعلى الجبهة الدبلوماسية، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه لا يزال على ثقة بأن اتفاقاً على حظر الواردات الروسية من النفط في الاتحاد الأوروبي سينجز قبل بدء اجتماع المجلس الاثنين رغم المعارضة المجرية.
وترى كييف أن هذا الإجراء حيوي ودعت الأربعاء في دافوس الأسرة الدولية إلى «القضاء على الصادرات الروسية».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق