أبرز الأخباردوليات

دعوات لجونسون للاستقالة إثر فضيحة «بارتي غيت»

رفض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الدعوات إلى استقالته بعدما خلص تحقيق الأربعاء إلى أنه أشرف على ثقافة أقيمت على إثرها حفلات خرقت قواعد الإغلاق الرامية لمكافحة كوفيد تخللها عراك بين موظفين ثملين.
وكان جونسون من بين عشرات الأشخاص في داونينغ ستريت الذين فرضت الشرطة غرامات عليهم لخرقهم قواعد كوفيد منذ العام 2020، ليصبح مقر رئيس الحكومة البريطانية العنوان الأكثر عرضة لهذا النوع من العقوبات على مستوى البلاد.
وقال جونسون في ردّه على التقرير الصادر عن الموظفة الحكومية الرفيعة سو غراي «أتحمّل المسؤولية كاملة عن كل ما حصل تحت أنظاري»، مشدداً «أشعر بالخجل وقد تعلّمت».
لكنه شدد على أنه كان غائباً عن معظم هذه الحفلات ونفى بأن يكون كذب على البرلمان أو حض غراي سراً على عدم نشر تقريرها الواقع في 37 صفحة.
وأعرب عن أمله في أنه مع انتهاء التحقيق الآن، «سيكون بإمكاننا المضي إلى الأمام» في التعامل مع أولويات بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وأزمة غلاء المعيشة في بريطانيا.
ونشرت غراي صوراً لجونسون وهو يتناول النبيذ مع الموظفين وتحدّثت عن حفلات كانت تستمر أحياناً حتى ساعات الصباح الأولى علا خلالها صوت الموسيقى من جهاز كاريوكي.
وكتبت غراي «ما كان ينبغي السماح بإقامة العديد من تلك الفعاليات»، فيما كشفت أن بعض موظفي الأمن وعمال النظافة في داونينغ ستريت كانوا محط سخرية لدى محاولتهم الاحتجاج على سلوك الموظفين.
وخلص التقرير إلى أن الموظفين الأقل درجة الذين غرّمتهم شرطة مدينة لندن (ومعظمهم من النساء) حضروا هذه المناسبات بأوامر من المسؤولين عنهم.
وقالت غراي «ينبغي أن يتحمل القادة سواء كانوا سياسيين أو رسميين، مسؤولية هذه الثقافة»، مشيرة إلى التضحيات الصعبة التي قدمها سكان المملكة المتحدة من أجل احترام قواعد الإغلاق التي فرضتها حكومة جونسون.

«احزم أمتعتك»

وجاء التقرير بينما أظهرت صورة أخرى نشرتها صحيفة «ديلي ميرور» طاولة في مقر رئيس الحكومة البريطانية مليئة بالنبيذ والكعك. وقالت إن ذلك ترافق مع رسالة عبر «واتساب» موجّهة للموظفين جاء فيها «حان وقت رفع حاجز أمان كوفيد».
وتحدّى رئيس الوزراء الدعوات المطالبة باستقالته بعدما غرّمته الشرطة في نيسان (أبريل).
وأشار حزب العمال المعارض إلى أن «قائمة الجرائم» التي كشفت عنها التقرير تبرر دعواته لاستقالة جونسون.
وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر «لا يمكنك أن تكون مشرّعاً وأن تخرق القانون. حان الوقت ليحزم أمتعته»، علماً أن ستارمر نفسه تعهّد بأن يستقيل لو أن الشرطة غرّمته في شمال شرق انكلترا لخرقه المفترض لقواعد كوفيد خلال تجمّع انتخابي.
وفي وقت تظهر نتائج الاستطلاعات رفضاً عميقاً من البريطانيين لما يسمى «بارتي غيت»، سيتعيّن على النواب المحافظين دراسة إن كان ما زال لجونسون ثقله في الانتخابات أم أنه بات عبئاً، وذلك قبيل انتخابات تكميلية مهمة الشهر المقبل.
خسر المحافظون الشهر الماضي المئات من مقاعد المجالس المحلية، رغم أن السبب الأساسي بالنسبة الى المراقبين كان الغضب حيال الارتفاع الكبير في تكاليف المعيشة.
ومن المقرر أن يعقد جونسون مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق قبل حضور اجتماع «لجنة 1922» التابعة لحزب المحافظين، والتي طالب بعض أعضائها بتصويت لسحب الثقة.
وشدد توبياس إلوود، الذي يعد شخصية محافظة بارزة، على مطلبه باستقالة جونسون، محذراً من أن الحزب قد يخسر الانتخابات العامة المقبلة المقررة بحلول 2024.
وقال في البرلمان «هل ما زال بإمكاننا الحكم من دون تشتيت رغم تراجع ثقة الشعب البريطاني (فينا)؟».
لكن جونسون رد بالقول «نعم قطعاً، سنمضي قدماً وسنفوز في الانتخابات العامة المقبلة لأننا سنؤدي مهمتنا».

إعياء

ولفتت غراي في تقريرها إلى أن المكتب الإعلامي التابع لداونينغ ستريت نظّم تجمّعات لتناول المشروبات بشكل دوري اعتباراً من الساعة 16،00 في إطار فعاليات أطلق عليها «وقف تناول النبيذ الجمعة».
وأظهرت صوراً لكبار المسؤولين يناقشون كيفية التعامل مع مختلف الدعوات.
وفي إحدى المحادثات على «واتسابش، أشار مدير الاتصالات السابق لي كاين إلى سالمخاطر الصحية الكبيرة» لتنظيم حفل وداع لمسؤول في حزيران (يونيو) 2020. وذكرت غراي أن الحفل أقيم واستمر لساعات.
وكتبت «كان هناك استهلاك مفرط للكحول من قبل بعض الأفراد. شعر أحد الأفراد بالإعياء.. وقعت مشاجرة بسيطة بين شخصين آخرين».
وفي حديث آخر بعد حفل أقيم في حديقة في أيار (مايو) 2020، قال مسؤول رفيع يدعى مارتن رينولدز للموظفين «أجلبوا معكم مشروباتكم الكحولية». وقال لزميل لم يتم الكشف عن هويته إن الإعلام يركّز على «خبر ليس بخبر» دون أن يحدده.
وأفاد حينها أن ذلك «أفضل من أن يركزوا على مشروباتنا (التي يبدو أننا نفدنا بجلدنا منها)».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق