رئيسي

الحرب الالكترونية المقبلة

الحكومة البريطانية فاجأت العالم بالاعلان عن انشاء جيش من خبراء الانترنت، فكشف وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، ان مهمة هذا الجيش لن تقتصر على الدفاع ضد الاعتداء الالكتروني، ولكنها تشمل الاستعداد لشن هجمات الكترونية.

الحرب الالكترونية تعني، استعمال اجهزة الكومبيوتر لتحويل نشاطات دولة معادية، خصوصاً، بواسطة هجمات مدروسة على انظمة اتصالاته.
ولم يتضح بعد الهدف الحقيقي من هذه المبادرة.
فوزيرالدفاع البريطاني تحدث عن ردع، بالرغم من ان خبراء يعتقدون، ان الامر غير ممكن، تقنياً، في مجال الامن الالكتروني، وتتنوع التفسيرات الاخرى، من مجرد الدعاية لابعاد الانظار عن امور اخرى الى مناورة للتأثير على ادراك الرأي العام، الى رغبة في اغراء خبراء بارعين في المعلوماتية، في وقت بدأ قسم كبير من الرأي العام، يشكك في قدرات اجهزة المخابرات البريطانية.
ومما قاله وزير الدفاع البريطاني: اننا نعمل على تطوير طاقة معلوماتية واسعة الافق، بما فيها الهجوم، لتحسين امكانات بريطانيا العسكرية، رداً على ازدياد التهديدات الفضائية.
فتشكيك الرأي العام، بدأ يتزايد خصوصاً بعد المعلومات التي سربها الموظف السابق في المخابرات الانترنيتية الاميركية NSA، ادوارد سنودون الى جريدة ذو غارديان البريطانية، كشفت عن مدى اتساع التجسس الانترنيتي البريطاني، وتمدده الى شبكات التواصل الخاصة وتعاونه الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا المجال.

قوة احتياط معلوماتية
واكد الوزير فيليب هاموند يوم الاحد الماضي، انشاء قوة «احتياط معلوماتية مشتركة»، من اجل ان يعمل «الاحتياطيون» مع القوات النظامية العسكرية، على حماية الشبكات الانترنيتية الحساسة وانقاذ معلومات حيوية. واوردت مذكرة لوزارة الدفاع، قول الوزير هاموند حرفياً: «اننا نعمل، في مواجهة تهديدات المعلوماتية المتزايدة على تطوير طاقة الكترونية، ذات طبق كامل، يشمل الطاقة على الهجوم، من اجل تحسين مجمل طاقات المملكة المتحدة العسكرية، اننا نخصص اكثر فاكثر من طاقاتنا العالية المستوى، مثل وسائل المعلوماتية، والمخابرات والمراقبة من اجل ضمان امن البلد».
وانهى الوزير هاموند، بالدعوة الاكثر وضوحاً ومباشرة يوجهها وزير بريطاني الى «لصوص» الانترنت الاكثر براعة (الهاكرز) للانضمام الى القسم الجديد الذي تطلقه المخابرات البريطانية.
ولكن الوزير لم يحدد التعويضات التي يعرضها على المرشحين للانضمام الى القوة الانترنيتية الجديدة، ولكنه اشار الى المزايا المطلوب ان يتحلوا بها.
فان على المرشح ان يكون عمره 18 سنة، وان يكون بريطانياً او من احدى دول الكومنولث، وعاش في بريطانيا السنوات الخمس الاخيرة. وان يثبت طاقته على الخضوع الى التدريب مدة تراوح بين 19 و27 يوماً في السنة. اضافة الى اسبوعين متتاليين والى مجموعة من يومي نهاية الاسبوع وان يكون لديه ما يكفي من الفراغ في نهاية الاسبوع، من اجل دعم مهام امن الكتروني، لدعم سلامة الدفاع، الكترونياً وفي طبيعة الحال، ان يتمتع «بطاقات معلوماتية استثنائية وثابتة»، وتجارب ومعرفة بشبكات ولغات وبطاقات الجسم المهني الذي ينتمون اليه.

لا عسكر ولا دبابات
وما توقف عنده المراقبون هو ان بريطانيا، هي الدولة الاولى التي تعترف علناً بانها تعمل على اقامة قوة معلوماتية تستطيع الهجوم (الالكتروني)، وليس الدفاع فحسب. وكان فيليب هاموند، قبل الاعلان عن مشروعه الى جريدة «ذو مايل اون صانداي» اعلن: «ان حروب الغد، سيخوضها العالم بواسطة خبراء في الاتصالات اللاسلكية، من بيوت مثل هذه وليس بواسطة عسكر في الشوارع، ودبابات او طائرات قتالية».
وكان الوزير شرح في هذا الحديث، كيف في استطاعة هجوم الكتروني، ان يدمر انظمة اتصالات العدو، وترساناته النووية والكيميائية، وطائراته وسفنه الحربية. «فان الناس يتصورون العسكري، على الارض، والبحر وفي الجو، ولكننا اضفنا نحن مجالاً آخر، الفضاء اننا امام حدود جديدة في مجال الدفاع. اننا عملنا على مدى سنوات، لبناء طاقة دفاعية، لحماية انفسنا من اعتداءات الكترونية. ولكن هذا لا يكفي.
ومن اجل ردعه، عليك ان تملك مقومات هجومية، ومن اجل ذلك، سنبني في بريطانيا طاقة على شن هجمات الكترونية تسمح لنا بالرد من الفضاء الخارجي، على اعتداءات معادية، فنضيف الطاقات الانترنيتية الى نشاطاتنا العسكرية التقليدية على الارض والبحر والجو والفضاء.
ومن هو هذا العدو؟!
البريطانيون لا يعلنون ذلك ولكنهم يشيرون في احاديثهم الخاصة، الى الصين وروسيا، واكد الوزير هاموند في مؤتمر حزب المحافظين، ان وسائط الدفاع الالكترونية، «افشلت في السنة الماضية 400 الف هجوم، وتهديد انترنيتي على شبكة الحكومة الانترنيتية».

الضربة الاولى
والسؤال:
هل يستطيع جيش انشىء للهجوم، ان يشكل سلاح ردع مثلما هو الحال مع السلاح النووي؟
توماس ريد، الخبير في الحرب الالكترونية، والاستاذ في «كينغز كولدج» يعتقد انه ليس كذلك. وقال الى الغارديان: «ان بناء سلاح الكتروني يفترض المبادرة الى توجيه الضربة الاولى، وبناء طاقة هجومية يفترض معرفة الهدف مسبقاً، بتفاصيله، ومعرفة هذه الاهداف، تفترض اختراق الهدف بواسطة انظمة رصد عالية الذكاء، فتكون نتيجة ذلك التصعيد وليس الردع».
وفي تصريحات الى فايننشال تايمز، رأى توماس ريد، ان الاعلان عن خطط تشكيل قوة هجومية الآن قد يؤدي الى نتائج عكسية لان آخرين قد يردون بحيث يصبح كل شيء غير آمن».
انها حرب الكواكب ولكننا لا نستطيع ان نخوضها بسيوف من ضوء وانما بواسطة شاشات ولوحات مفاتيح.

جوزف صفير

 

خريطة البترول والغاز تتبدل والولايات المتحدة تسبق روسيا
الولايات المتحدة، ستتخطى روسيا، قبل نهاية السنة، وستصبح اكبر منتج في العالم للبترول والغاز الطبيعي. وتقول وول ستريت جورنال، ان من شأن هذا الحدث، ان يغيّر خريطة الطاقة في العالم، اضافة الى تحسين وضع الميزانية الاميركية، بفضل تخفيض استيرادها من الطاقة. واكد الرئيس باراك اوباما، هذا الصعود الاميركي، في اشارته الى التقدم الذي حققه اقتصاد بلاده، خلال الخمس سنوات الاخيرة، داعياً الى عدم التعريض به. وقال: «ان الولايات المتحدة في سباق لتصبح اول منتج للطاقة في العالم في هذه السنة».
وفي دراسة لوول ستريت جورنال، ان الولايات المتحدة ستتخطى روسيا، منذ هذه السنة وكان استيرادها من النفط والغاز الطبيعي، انخفض خلال السنوات الخمس الاخيرة في معدل 15 و32 في المئة. وتتوقع روسيا، ان يبقى انتاجها من النفط على حاله، حتى سنة 2016، بينما ترتفع معدلات انتاجها من الغاز الطبيعي بنسبة 3 في المئة. وتقدر تاتيانا بيتروفا، من مركز ابحاث علوم الطاقة في الاكاديمية الروسية ان تنخفض صادرات روسيا من النفط بين 25 و30 في المئة بعد سنة 2015، مما يؤدي الى انخفاض الدخل المحلي الخام، اكثر من 100 مليار دولار.
ويختلف الخبراء حول مدى ديمومة التفجر البترولي الاميركي، ولكن خبراء يتوقعون ان يدوم طويلاً على ضوء الاكتشافات التي تحققت في السنوات الاخيرة. وتقف وراء الازدهار النفطي الاميركي، تقنيات الحفر الجديدة، التي تسمح باستخراج النفط من الصخور.
وادى تفجر الانتاج الاميركي، الى انهيار تصدير النفط من نيجيريا والجزائر وانغولا الى الولايات المتحدة، في معدل 41 في المئة. في سنة 2012 مثلاً، ولكن الصادرات السعودية الى اميركا ارتفعت في معدل 14 في المئة في سنة 2012.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق