سياسة لبنانيةلبنانيات

استدعاء جعجع الى التحقيق والبيطار يكمل تحقيقاته في انفجار المرفأ

الميقاتي في العراق لتسريع وصول الفيول واصحاب المولدات في مأزق كبير

لم يكن ينقص اللبنانيين بعد التوتير الامني سوى التصعيد السياسي الذي زاد الصورة سواداً واطبق على كل ما تبقى من الدولة، هذا اذا كانت المنظومة تركت قطاعاً ولم تدمره بعد. فلمصلحة من كل ما يجري؟ وهل يعتقد المخطوطون ان المواطنين لا يزالون يهتمون بهذه الحرتقات. ام ان كل ما يهمهم تأمين قوت عيالهم. بعد هذا الانهيار الذي سببته المنظومة، حتى كفر الناس بها وبحرتقاتها.
على الصعيد القضائي وجهت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني دعوة الى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع للحضور الى وزارة الدفاع – مديرية المخابرات فرع التحقيق لسماع افادته في احداث الطيونة وذلك يوم غد الاربعاء. وقد وضعت الدعوة لصقاً من قبل عناصر المخابرات في مقر اقامة جعجع في معراب.. والهدف الا يكون هناك مفر من التبليغ. ولم يعرف ما سيكون عليه موقف جعجع، اذ ان مصادر القوات تكتمت على القضية، ولكنها اكدت ان ما حدث عام 1994 لن يتكرر. وادلت النائب ستريدا جعجع بكلمة قالت فيها ان صيفاً وشتاء في هذه القضية ربطاً باستدعاء المعتدى عليه واستثناء المعتدي.
وعلى صعيد التحقيق في انفجار المرفأ حضر القاضي طارق بيطار امس اجتماع مجلس القضاء الاعلى الذي اكد احترامه لمهمة المحقق العدلي البيطار واستعجله لانهاء هذا الملف. وهكذا سيكمل البيطار مهمته ومن لا يحضر الى التحقيق من الذين تم استدعاؤهم سيصدر مذكرات توقيف بحقهم. اي انه مصر على اكمال القضية حتى النهاية بعدما فشلت كل الوسائل في سحب الملف من يده. وتشير المعلومات الى ان البيطار حدد جلسة في 28 الجاري لاستجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب وفي حال تخلفه عن الحضور سيصدر مذكرة توقيف بحقه.
وتأكيداً على هذا المسار ارسل وزير العدل كتاباً الى المجلس النيابي اشار فيه الى اصرار المحقق العدلي على متابعة ملاحقة الوزراء السابقين والنواب الحاليين، استناداً الى المادة 97 من النظام الداخلي لمجلس النواب. الا ان الامانة العامة ردت بأن لا شيء يلزم المجلس بخصوص هذه المادة. هذا فضلاً عن ان المجلس الاعلى المحاكمة الرؤساء والوزراء هو الجهة الصالحة لمساءلة المدعي عليهم.
على الصعيد السياسي لا يزال تعطيل مجلس الوزراء هو السائد وان كان الرئيس ميقاتي يتابع العمل مع عدد من الوزراء لمعالجة شؤون الناس الذين وصل بهم الامر الى ان كفروا بهذه المنظومة التي جوعتهم وافقرتهم بعدما سرقت اموالهم، وهي جنى عمرهم، فباتوا على الحضيض. وان التعطيل الحالي الذي يشل البلد والحكومة يأتي في وقت هي بامس الحاجة لكل دقيقة من اجل معالجة الكوارث النازلة بالناس، وما اكثرها، كما انها تجمد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي باب الخلاص. ويهتم الرئيس ميقاتي بتأمين التيار الكهربائي الى اللبنانيين. ولهذه الغاية سافر الي العراق برفقة اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام واجتمع الى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وطلب منه الاسراع في تزويد لبنان بالفيول وزيادة الكمية. واتفق على ان يسافر وزير الطاقة الاسبوع المقبل الى العراق لانهاء الاتفاق. كذلك زار وفد لبناني – سوري برفقة خبراء مصريين كشفوا على الخط العربي لنقل الغاز في لبنان. استعداداً لنقل الغاز المصري الى ديرعمار.
وعلى صعيد المولدات فقد جن اصحاب المولدات في الاشرفية وهم يتلقون انذارات بضرورة تركيب عدادات. اما السبب فيعود الى امرين. الامر الاول هو انهم سيخسرون مبالغ طائلة، لانهم كانوا يدبجون الفواتير العشوائية بالملايين بينما هي في الحقيقة ليست سوى بالمئات. لقد اعتادوا منذ بداية الازمة على التشبيح على المشتركين بفواتير ملغومة، اقل فاتورة هي ضعف المبلغ المستحق واحياناً الضعفين او الثلاثة. ولما كانوا يعلمون ان الدولة عاجزة عن محاسبتهم، لانها غير قادرة على تأمين التيار والاستغناء عنهم، راحوا يبتزونها هي والمواطنين على حد سواء واستطاعوا ان يفرضوا ارادتهم ويجنوا اموالاً طائلة. هي مال حرام سحب من جيوب المواطنين بغير وجه حق. واليوم لان العمل جار لتأمين التيار وقد بدأ الوضع يتحسن اقدمت الدولة على انقاذ المشتركين ففرضت تركيب العدادات.
الامر الثاني: ان المشتركين بعد ان يركبوا عدادات سيكتشفون كم كان اصحاب المولدات يشبحون عليهم. فبمقارنة بسيطة بين فاتورة عداد وفواتيرهم العشوائية سيظهر الفرق الكبير جداً. ومن حق المشتركين ان يطالبوا هؤلاء الذين كانوا يبتزونهم باستعادة الاموال التي دفعوها ظلماً.
هذه ابرز تطورات الساعة. فعسى ان يعود الجميع الى رشدهم فتخف وطأة الاجواء الملبدة ويعود المقاطعون الى حضور جلسات مجلس الوزراء، لان الاوضاع لا تحتمل التأجيل وتضييع الوقت. فهل من يسمع وهل من يهتم بمصلحة البلد والمواطنين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق