رئيسيسياسة عربية

انقلاب في السودان واعتقال وزراء ومسؤولين حكوميين من الحراك المدني

وسط تواصل اضطراب الجو السياسي بالبلاد، أفاد مصدر حكومي في السودان بأن مسلحين مجهولين اعتقلوا عدداً من المسؤولين الحكوميين والسياسيين فجر الاثنين، ووصف تجمع المهنيين السودانيين، أحد المحركين الأساسيين للانتفاضة التي أسقطت عمر البشير عام 2019، اعتقالات عدد من المسؤولين الحكوميين بأنه «انقلاب»، ودعا إلى النزول إلى الشوارع وإلى «العصيان المدني». وكانت قد حصلت محاولة انقلاب في أيلول (سبتمبر) تم إحباطها، لكن قال المسؤولون على إثرها أن هناك أزمة كبيرة على مستوى السلطة.
في خضم توترات شديدة يشهدها السودان خلال الأسابيع الأخيرة بين مكونات السلطة العسكرية والمدنية، اعتقل مسلحون لم تعرف هويتهم عدداً من المسؤولين الحكوميين والسياسيين فجر الاثنين، وفق ما أفاد مصدر حكومي.
من جانبها، ذكرت وزارة الإعلام السودانية على صفحتها على فايسبوك أنه جرى اعتقال أعضاء بمجلس السيادة الانتقالي من المكون المدني وعدد من وزراء الحكومة الانتقالية.
ووصف تجمع المهنيين السودانيين، أحد المحركين الأساسيين للانتفاضة التي أسقطت عمر البشير عام 2019، اعتقالات عدد من المسؤولين الحكوميين بأنه «انقلاب»، ودعا إلى النزول الى الشوارع وإلى «العصيان المدني».
ودعا تجمع المهنيين في بيان نشره على حسابه على فايسبوك إلى «المقاومة الشرسة للانقلاب العسكري الغاشم»، مناشداً «الجماهير الخروج إلى الشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس والإضراب العام عن العمل وأي تعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم».
وانقطعت خدمة الإنترنت تماماً في البلاد، وفق ما ذكر صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية، مشيراً أيضاً إلى أن الهواتف المحمولة أصبحت تستقبل الاتصالات فقط ولا يمكن إجراء أي مكالمات من خلالها.
وقال مصدر حكومي لوكالة الأنباء الفرنسية «اعتقل مسلحون عدداً من المسؤولين السياسيين والحكوميين من أماكن إقامتهم». رداً على هذه الاعتقالات، يقطع متظاهرون سودانيون طرقاً في بعض شوارع الخرطوم ويشعلون إطارات.
وقطع رجال بزي عسكري الطرق التي تربط وسط العاصمة السودانية بكل من خرطوم بحري وأم درمان، المدينتين المحاذيتين للعاصمة، فيما نزل عشرات المتظاهرين إلى الشوارع وقطعوا طرقاً وأشعلوا إطارات، احتجاجاً على اعتقال المسؤولين الحكوميين.
ويأتي ذلك بعد توترات شديدة شهدها السودان خلال الأسابيع الأخيرة بين مكونات السلطة التي تتألف من مدنيين وعسكريين، وانقسام الشارع بين مطالبين بحكومة عسكرية وآخرين مطالبين بتسليم السلطة إلى المدنيين.
وبدأ التلفزيون الرسمي السوداني عند الفجر في بث أغان وطنية، وهو ما يشير عادة إلى أن حدثاً سياسياً كبيراً يجري في البلاد.
ويتولى مجلس سيادي انتقالي وحكومة يضمان عسكريين ومدنيين السلطة في السودان منذ آب (أغسطس) 2019  بموجب اتفاق تم التوصل إليه بعد بضعة أشهر على اإطاحة الرئيس السابق عمر البشير في نيسان (أبريل) من العام نفسه وإنهاء حكمه الذي استمر 30 عاماً.
وحصلت محاولة انقلاب في أيلول (سبتمبر) تم إحباطها، لكن قال المسؤولون على إثرها أن هناك أزمة كبيرة على مستوى السلطة. وبرزت إثر ذلك إلى العلن الانقسامات داخل السلطة، لا سيما بين عسكريين ومدنيين.
في منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، بدأ محتجون اعتصاماً قرب القصر الجمهوري للمطالبة بحكومة عسكرية. ورد أنصار الحكم المدني الخميس بتظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف في الخرطوم ومدن أخرى طالبوا فيها بتسليم السلطة إلى المدنيين.
وذكرت وزارة الإعلام السودانية على صفحتها بموقع فايسبوك يوم الاثنين أن قوات عسكرية مشتركة اقتحمت مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان وتحتجز عدداً من العاملين.
وقالت وزارة الإعلام السودانية إن رئيس الوزراء السوداني اقتيد إلى مكان مجهول بعد رفضه إصدار بيان مؤيد «للانقلاب».
كانت الوزارة قالت في وقت سابق إن القوات العسكرية المشتركة التي تحتجز رئيس الوزراء عبد الله حمدوك داخل منزله مارست عليه ضغوطاً لإصدار بيان مؤيد «للانقلاب».
ونقلت الوزارة عن حمدوك دعوته السودانيين في رسالة من مقر إقامته الجبرية إلى التمسك بالسلمية واحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين يوم الاثنين إلى إضراب عام وعصيان مدني شامل في مواجهة «الانقلاب العسكري»، وذلك في أعقاب اعتقال قيادات مدنية بارزة بالبلاد.
وقال في بيان «نناشد الجماهير للخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم».
وذكر تلفزيون العربية ومقره دبي أن مطار الخرطوم أُغلق وتم تعليق الرحلات الدولية يوم الاثنين، في ظل تقارير عن انقلاب عسكري.
ولم يصدر إعلان من الحكومة السودانية بشأن وضع المطار.
وقال المبعوث الأميركي الخاص جيفري فيلتمان يوم الاثنين إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير عن سيطرة الجيش على الحكومة الانتقالية في السودان.
وحذر فيلتمان عبر حساب تويتر الرسمي لمكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأميركية من أن سيطرة الجيش تتعارض مع الإعلان الدستوري السوداني وتهدد المساعدات الأميركية للبلاد.
وفي باريس قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إنه يتابع بقلق بالغ الأحداث في السودان حيث وقع انقلاب عسكري على ما يبدو.
وكتب على حسابه على تويتر «نتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في #السودان. يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف والشركاء الإقليميين إلى إعادة عملية الانتقال إلى المسار الصحيح».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق