رئيسيسياسة عربية

الانتخابات العراقية: التيار الصدري يتقدم وتحالف الفتح التابع للحشد الشعبي يتراجع

أعلن التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الإثنين حلوله بالطليعة في الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة التي جرت الأحد. أما تحالف الفتح التابع للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل شيعية موالية لإيران دخل البرلمان للمرة الأولى في العام 2018 مدفوعا بالانتصارات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»، فيبدو أنه سجل تراجعاً بعدما كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته. وفي حال تأكدت النتائج سيتيح ذلك للتيار الضغط في اختيار رئيس للوزراء وفي تشكيلة الحكومة المقبلة.
أعلن التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر حلوله بالطليعة في الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة التي جرت الأحد وشهدت نسبة مقاطعة غير مسبوقة (نحو 41%، من بين أكثر من 22 مليون ناخب مسجل). وفي كلمة له مساء الإثنين، دعا الصدر «الشعب الى أن يحتفل بهذا النصر بالكتلة الأكبر، لكن بدون مظاهر مسلحة».
وأكد مسؤول إعلامي في التيار لوكالة الأنباء الفرنسية فضل عدم الكشف عن هويته بأن «العدد التقريبي» للمقاعد التي حصل عليها التيار «73 مقعداً» بعد احتسابهم لعدد الفائزين. من جهته، قال مسؤول في المفوضية الانتخابية فضل عدم الكشف عن هويته إن التيار الصدري «في الطليعة» بحسب النتائج الأولية.
ويرى خبراء أن توزيع مقاعد البرلمان سيكون متجزئاً ما يعني غياب أغلبية واضحة، الأمر الذي سوف يرغم بالنتيجة الكتل إلى التفاوض لعقد تحالفات.
وخلال اليوم، نشرت المفوضية الانتخابية العليا النتائج في 18 محافظة عراقية، لكن لم يكن ممكناً تحديد العدد الذي حصلت عليه كل كتلة في البرلمان المؤلف من 329 مقعداً، حيث لم تنشر الانتماءات السياسية للفائزين في لوائح النتائج.
وفي حال تأكدت النتائج الجديدة، يكون التيار الصدري بذلك قد حقق تقدماً ملحوظاً عن العام 2018، بعدما كان تحالف «سائرون» الذي يقوده التيار في البرلمان المنتهية ولايته، يتألف من 54 مقعداً. وقد يتيح ذلك للتيار الضغط في اختيار رئيس للوزراء وفي تشكيلة الحكومة المقبلة.
من جهته، أكد حزب «تقدم» بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الحصول «على أكثر من 40 مقعداً». فيما تمكن تحالف «دولة القانون» برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من تحقيق خرق في الانتخابات حيث أعلن مسؤول في الحركة حصوله «على 37 مقعداً في البرلمان».
بالنسبة الى تحالف الفتح التابع للحشد الشعبي تحالف فصائل شيعية موالية لإيران والذي دخل البرلمان للمرة الأولى في العام 2018 مدفوعاً بالانتصارات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»، فيبدو أنه سجل تراجعاً بعدما كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته.
وتوقع الباحث ورئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري حصول «توترات بين القوى السياسية، وصراع على منصب رئيس الوزراء وتقاسم الوزارات». لكنه رأى في الوقت نفسه أن «كل المؤشرات تدلل على عودة التوافق السياسي».
ويتوقع خبراء أن تحافظ الكتل السياسية الكبرى على هيمنتها على المشهد السياسي، بعد هذه الانتخابات التي اختار ناشطون وأحزاب منبثقة عن التظاهرات مقاطعتها معتبرين أنها تجري في مناخ غير ديمقراطي. وبذلك، سيبقى البرلمان العراقي مقسما وبدون غالبية واضحة، ما يرغم التكتلات على التحالف في ما بينها.

قوى عراقية موالية لإيران تندد بحصول «احتيال» في الانتخابات التشريعية

في السياق أعلنت الثلاثاء أحزاب شيعية موالية لإيران عن نيتها الطعن بنتائج الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة التي سجلت فيها تراجعاً، منددةً بحصول «تلاعب» و«احتيال».
وبعدما كانت القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته، سجل تحالف الفتح الذي يمثّل الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران، تراجعاً كبيراً في البرلمان الجديد، وفق مراقبين ونتائج قامت وكالة فرانس برس باحتسابها. لكن هذا التيار السياسي المتحالف مع إيران يبقى لاعباً لا يمكن تفاديه في المشهد السياسي العراقي.
وقال الإطار التنسيقي لقوى شيعية، يضم خصوصاً تحالف الفتح وائتلاف رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، في بيان «نعلن طعننا بما اعلن من نتائج وعدم قبولنا بها وسنتخذ جميع الاجراءات المتاحة لمنع التلاعب بأصوات الناخبين».
وأعلن أبو علي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله، احد فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذاً في بيان أن «ما حصل في الانتخابات يمثل أكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث».
وأضاف «الإخوة في الحشد الشعبي هم المستهدفون الأساسيون، وقد دفع عربون ذبحهم إلى من يريد مقاعد في مجلس النواب وعليهم أن يحزموا أمرهم وأن يستعدوا للدفاع عن كيانهم المقدس».
وكان مرشحو الحشد الشعبي قد حصلوا على 48 مقعداً في البرلمان في العام 2018، نتيجة مدفوعة خصوصاً بالانتصارات ضد تنظيم الدولة الاسلامية. لكن التقديرات المبنية على النتائج الأولية للانتخابات تشير إلى حصولهم على 14 مقعداً. إلا أن لعبة التحالفات قد تزيد من حصتهم لاحقاً.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق