سياسة لبنانيةلبنانيات

وتيرة عمل الحكومة ايجابية حتى الساعة فهل تنجح في كسب الرهان؟

وتيرة عمل الحكومة حتى الساعة لا بأس بها. ففي ثلاثة ايام انجزت البيان الوزاري الذي كان يستغرق اقراره اسابيع بسبب المماحكات السياسية والمطالب التي لا تنتهي لمصلحة الكتل النيابية. واذا اقرت لجنة صياغة الدستور البيان اليوم كما اعلنت امس، فان جلسة لمجلس الوزراء ستعقد هذا الاسبوع ربما لاقراره بصيغته النهائية، واحالته الى المجلس النيابي لمناقشته الاسبوع المقبل، وبعدها تصبح الحكومة قادرة على البدء بمسيرة الاصلاح التي تشكلت من اجلها. فان نجحت كسبت ثقة اللبنانيين والخارج، والا فان الامور والازمات الى مزيد من التدهور والانهيار.
واذا سارت الحكومة في عملها بالوتيرة عينها التي بدأت بها، ينتظر ان تظهر اعمالها في وقت قريب، فتخفف الاعباء الثقيلة عن المواطن. فقبل كل شيء يجب ان تؤمن المحروقات وبسرعة فائقة لتختفي طوابير السيارات من امام المحطات وينفرج المواطنون، فلا يحملون هم تأمين البنزين للذهاب الى اعمالهم. هذا ولا ننسى ان المدارس تبدأ في الايام المقبلة سنتها الدر اسية، فان بقيت المحروقات غير مؤمنة فكيف سيتمكن الطلاب من الوصول الى مدارسهم وجامعاتهم. ان التلكؤ في حل هذه المعضلة سيتسبب بكارثة اذ انه يقضي على السنة الدراسية. ففي العام الماضي كان التيار الكهربائي مؤمناً الى حد ما بين شركة كهرباء لبنان والمولدات، فسارت الدروس على الانترنت اما هذه السنة فلا كهرباء ولا مازوت للمولدات ولا انترنت. فكيف يتعلم الطلاب؟
قد تكون الحكومة مدركة لهذه الاخطار التي تتهدد شباب لبنان، ولكن هل هي قادرة على تأمين المحروقات والخزينة فارغة؟ لقد فعل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حسناً، باعطائه الموافقات المسبقة لسبع بواخر تحمل المحروقات للشركات العاملة في هذا القطاع. وقد زار السرايا الحكومية لبحث الموضوع مع الرئيس نجيب ميقاتي.
وكلما اسرعت الحكومة في العمل واستطاعت استنباط الحلول السريعة كلما تدفقت المساعدات على لبنان. لان الدول الاوروبية والولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب وهي مستعدة للمساعدة. واعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل تعليق نظام العقوبات على لبنان بعد تشكيل الحكومة وقال ان الاتحاد مستعد لتقديم المساعدات ودعم لبنان في حواره مع صندوق النقد الدولي وهو الباب الاساسي الذي يضع النظام الاقتصادي والمالي على السكة الصحيحة.
في هذا الوقت استمر التسليم والتسلم في الوزارات بين الوزراء السابقين والوزراء الجدد. وكانت لهم التصاريح المتعددة بعضها يتحدث عن الضائقة المالية والمهمة الصعبة، والبعض الاخر يتحدث بتفاؤل وايجابية. ولكن كل ذلك لا يهم المواطنين، بل ما يعنيهم ما يحدث على ارض الواقع. على امل الا ننتظر كثيراً لنرى النتائج تظهر، ويبقى الترقب سيد الموقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق