ظفر الأسترالي دانيال ريكياردو بسباق جائزة إيطاليا الكبرى على حلبة مونزا الأحد، محققاً ثامن انتصاراته في الفورمولا واحد والأول مع فريق ماكلارين الذي التحق به بداية العام الحالي، في سباق شهد تصادماً عنيفاً بين متصدر الترتيب سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن وحامل اللقب سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، ما أدى الى خروجهما خاليي الوفاض.
وهذه هي المرة الأولى منذ العام 2012 التي يحرز فيها فريق ماكلارين سباق جائزة كبرى، والأول لريكياردو منذ جائزة موناكو في أيار (مايو) 2018 مع ريد بول الذي أحرز معه سبعة سباقات، وهو حلّ أمام زميله البريطاني لاندو نوريس، فيما أكمل الفنلندي فالتيري بوتاس (مرسيدس) عقد المنصة بحلوله ثالثاً.
وبعد عامين مع رينو في 2019 و2020، انضم الأسترالي البالغ من العمر 32 عاماً إلى فريق ماكلارين في العام 2021، وقبل الفوز بسباق اليوم، كانت أفضل نتيجة له حلوله رابعاً في جائزة بلجيكا.
وارتقى ريكياردو إلى المركز الثامن في الترتيب العام، متفوقاً على الفرنسي بيار غاسلي (ألفا تاوري) الذي انسحب من السباق في اللفة الخامسة بعد لفتين من زميله الياباني يوكي تسونودا، وذلك بسبب مشكلة ميكانيكية في سيارتيهما.
وبعدما انطلق من المركز الثاني خلف فيرستابن، خطف ريكيادرو المركز الأول من الهولندي عند أول منعطف، واستفاد لاحقاً من خروج فيرستابن من السباق بعد حادثة تصادم قاسية.
وراهن هاميلتون ببدء السباق بالاطارات القاسية، على غرار زميله بوتاس الذي انطلق من المركز الأخير رغم فوزه بسباق السبرينت السبت وذلك بسبب استبدال وحدة الطاقة في سيارته، وغاسلي والبولندي روبرت كوبيتسا (الفا روميو)، فيما فضل السائقون الآخرون الانطلاق بالإطارات المتوسطة القساوة، ما يعني أنهم كانوا مجبرين على إجراء وقفة الصيانة بشكل أبكر من هذا الرباعي.
وكانت الانطلاقة مثالية بالنسبة الى ريكياردو إذ تمكن من وضع سيارته أمام سيارة فيرستابن والتصدر لكن سرعان ما تدخلت سيارة الأمان الافتراضية بعد خروج الإيطالي أنتونيو جوفيناتسي (ألفا روميو) إثر احتكاك بسيارة فيراري الخاصة بالإسباني كارلوس ساينس، ثم عاد التسابق في اللفة الثانية حيث تمكن هاميلتون المنطلق رابعاً من التقدم على مواطنه لاندو نوريس (ماكلارين) ليصبح ثالثاً خلف ريكياردو وفيرستابن لكنه عاد وتراجع الى المركز الرابع بعد معركة مع الأخير.
«من الصعب للغاية» الاقتراب
وشهدت اللفة الخامسة انسحاب غاسلي من السباق في وقت كان فيرستابن يضيق الخناق على ريكياردو، لكن الهولندي أقر في رسالة مع فريقه بأنه «من الصعب للغاية» الاقتراب أكثر من سائق ماكلارين.
وبدا كل من فيرستابن وهاميلتون عاجزاً عن تجاوز سياراتي ماكلارين في وقت كان بوتاس يشق طريقه من المركز الأخير حتى الدخول في النقاط مع صعوده الى المركز العاشر في اللفة الثالثة عشرة.
وفي ظل احتدام الصراع على المركز الثالث بين هاميلتون ونوريس الذي بدأ يتذمر من تآكل إطارات سيارته، كان سائق فيراري ابن إمارة موناكو شارل لوكلير يقلص الفارق الذي يفصله عن السائقين البريطانيين تدريجياً، معززاً مركزه الخامس أمام سائق ريد بول المكسيكي سيرخيو بيريس وزميله الإسباني كارلوس ساينس الذي انطلق من المركز السادس.
وبدأ فيرستابن يتذمر من الإطارين الخلفيين مع الوصول الى اللفة الثامنة عشرة وخسر بعض الوقت في اللفة 21 نتيجة انغلاق مكابح سيارته عند المنعطف، قبل أن يتصدر في اللفة 23 بعد دخول ريكياردو الى حظيرة فريقه لإجراء التوقف الأول وخروجه بعد ذلك سابعاً خلف بيريس.
وحذا الهولندي حذوه في اللفة التالية في توقف كارثي من فريقه استغرق 11 ثانية ليخرج عاشراً، وذلك تزامن مع تمكن هاميلتون من تجاوز نوريس وتصدر السباق قبل أن يجري الأخير توقفه الأول ويخرج أمام فيرستابن.
وأجرى هاميلتون توقفه الأول في اللفة 26 وتأخرت عملية استبدال إطاراته بعض الشيء لكن أقل بكثير من فيرستابن، وبعد خروجه من خط الحظائر مباشرة امام فيرستابن، دخل في معركة مع الهولندي لكنها انتهت سريعاً بعد اصطدامهما ببعض في اللفة 26، ما تسبب بخروجهما من السباق ودخول سيارة الأمان.
لا «مساحة»
وانتهى المطاف بسيارة فيرستابن فوق سيارة هاميلتون حرفياً، وتمكّن السائقان من الخروج من سيارتيهما بأمان.
وحاول فيرستابن تجاوز هاميلتون مباشرة لكن انتهى به الأمر بعجلة سيارته الخلفية فوق سيارة منافسه، وكادت تدوس رأسه بفارق بسيط.
وانزلقت سيارتا السائقين في الحصى وأجبرا على الخروج من السباق الذي كان هاميلتون يأمل من خلاله بتحقيق فوزه الرقم مئة في سباقات الجوائز الكبرى.
وبدلاً من ذلك، يبقى البريطاني متأخراً بخمس نقاط عن فيرستابن في الترتيب العام للسائقين في بحثه عن لقبه الثامن في فورمولا واحد.
وأشارت تقارير إلى أن فيرستابن كان غاضباً جداً من هاميلتون، قائلاً إن منافسه البريطاني لم يمنحه «مساحة» في حادث التحطم، الذي سيحقق فيه مسؤولون بعد السباق.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان ما وقع على حلبة سيلفرستون في تموز (يوليو) الماضي خلال جائزة بريطانيا الكبرى، عندما رفض فيرستابن المنطلق من الصدارة ومطارده المباشر هاميلتون الإذعان أو الاستسلام لبعضهما البعض.
فاجتازا حينها منعطفات عدة جنباً إلى جنب قبل أن يحصل الاحتكاك بينهما حيث اصطدم الإطار الأمامي الأيسر لمرسيدس بالخلفي الأيمن لريد بول عند منعطف «كوبس»، ليخرج «ماد ماكس» عن المسار بسرعة عالية ويصطدم بحواجز الإطارات وتتضرر سيارته، فيما أكمل البريطاني حينها السباق وحقق انتصاره الـ99.
ولا يزال رقم حامل اللقب سبع مرات ثابتاً عند 99 انتصاراً، لكنه يطمح إلى فك العقدة في أحد السباقات.
وهذا هو الخروج الأول من سباق للبريطاني منذ جائزة النمسا الكبرى في العام 2018.
واستفاد ثنائي فيراري من وجود سيارة الأمان للتوقف واستخدام الإطارات القاسية، ليخرج لوكلير ثانياً خلف ريكياردو وساينس خامساً لكنهما تراجعا في نهاية المطاف الى المركزين الرابع والسادس توالياً وبينهما بيرينس، وأمام الكندي لانس سترول (أستون مارتن) والإسباني فرناندو ألونسو (ألبين) والبريطاني جورج راسل (وليامس) والفرنسي إستيبان أوكون (ألبين) توالياً.
ا ف ب