انسحبت لاعبة كرة المضرب اليابانية المصنفة الثانية عالميا ناومي أوساكا من دورة «رولان غاروس» الفرنسية لكرة المضرب بعد مواجهتها لمنظمي دورات «الغراند سلام» الأربع ، إثر قرارها مقاطعة جميع وسائل الإعلام. وكانت اللاعبة الواعدة قد أعلنت الأربعاء إثر فوزها على الرومانية باتريسيا ماريا تيغ بأنها لن تشارك «في المؤتمرات الصحافية في رولان غاروس حفاظًا على صحتها الذهنية».
أعلنت اليابانية ناومي أوساكا الاثنين انسحابها من بطولة فرنسا المفتوحة «رولان غاروس»، ثانية البطولات الأربع الكبرى، بسبب التداعيات المريرة لقرارها مقاطعة جميع وسائل الإعلام وتهديدات منظمي بطولات الغراند سلام.
وجاء إعلان المصنفة الثانية عالمياً التي دخلت في مواجهة مع منظمي البطولة بسبب رفضها المشاركة في المؤتمرات الصحافية، في رسالة طويلة نشرتها على حسابها في تويتر.
واعتبر رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة المضرب جيل موريتون انسحاب أوساكا بـ «نتيجة مؤسفة»، وقال «نشعر بالأسف والحزن على ناومي أوساكا. انسحاب ناومي من رولان غاروس نتيجة مؤسفة. نتمنى لها الأفضل والتعافي بأسرع وقت ممكن ونأمل أن نرى ناومي مرة أخرى في بطولتنا العام المقبل».
وبدأت المشكلة الأربعاء الماضي عندما فاجأت أوساكا الجميع بإعلانها في تغريدة على تويتر أنها لن تشارك في المؤتمرات الصحافية في رولان غاروس حفاظًا على صحتها الذهنية. لكن الأمور توترت فجأة بعد تأهلها إلى الدور الثاني الأحد، بينها وبين أقوى أربع بطولات في كرة المضرب العالمية.
وقالت اليابانية البالغة من العمر 23 عاماً على تويتر: «مرحبًا بالجميع، هذا موقف لم أتخيله أو أبحث عنه عندما كتبت تغريدة في ذلك اليوم. أعتقد أن أفضل شيء للبطولة واللاعبين الآخرين وراحتي هو أنني أنسحب من البطولة حتى يتمكن كل واحد من العودة إلى التركيز على كرة المضرب».
وأضافت «سأبتعد عن الملاعب لبعض الوقت، لكن عندما يحين الوقت، أريد حقًا العمل مع الرابطة لمناقشة طرق تحسين الأمور بالنسبة الى اللاعبين، وسائل الإعلام والجماهير»، مضيفة «لم أرغب أبدًا في إحداث اضطراب وأنا أفهم أن التوقيت لم يكن جيدًا وأن رسالتي كان يجب أن تكون أكثر وضوحًا».
نوبات اكتئاب
في الوهلة الأولى تم تغريم أوساكا، المتوجة بأربعة ألقاب كبرى (فلاشينغ ميدوز عامي 2018 و2020 وبطولة أستراليا المفتوحة عامي 2019 و2021)، 15 ألف دولار أميركي (12300 يورو) بسبب غيابها عن المؤتمر الصحافي عقب الفوز على الرومانية باتريسيا ماريا تيغ 6-4 و7-6 (7-4).
لكن منظمي بطولات «الغراند سلام» الأربع (أستراليا المفتوحة ورولان غاروس وويمبلدون والولايات المتحدة المفتوحة) هددوا في بيان مشترك باستبعادها من البطولة الباريسية أو حتى البطولات الثلاث الأخرى إذا استمرت في مقاطعتها لوسائل الإعلام.
وقالوا «المخالفات المتكررة قد تؤدي إلى عقوبات أكثر صرامة، بما في ذلك الاستبعاد من البطولة، وكذلك الشروع في تحقيق خطير في سوء السلوك، مما قد يؤدي إلى زيادة الغرامات والإيقاف عن البطولات الكبرى في المستقبل».
في مواجهة هذا الارتفاع المفاجئ في التوتر، نشرت أوساكا رداً مقتضباً فقط في جملتين قصيرتين مساء الأحد: «الغضب هو نتيجة نقص في الفهم. التغيير يجعل الناس غير مرتاحين».
وغابت أوساكا عن الأجواء لمدة 24 ساعة قبل أن تصدر بيان انسحابها حيث شرحت أسباب مقاطعتها لوسائل الإعلام.
وأوضحت «الحقيقة هي أنني مررت بفترات طويلة من الاكتئاب منذ بطولة الولايات المتحدة المفتوحة 2018 (التي توجت بلقبها) وقد واجهت الكثير من الصعوبات للتعافي».
وأردفت قائلة «على الرغم من أن وسائل الإعلام التي تغطي كرة المضرب لطالما كانت لطيفة معي (وأنا أعتذر لجميع الصحافيين اللطفاء الذين قابلتهم)، إلا أنني أشعر بعدم الارتياح للتحدث علنًا وأشعر بموجات هائلة من القلق عندما يتعين علي مخاطبة الصحافة العالمية».
وتابعت «لذلك في باريس، كنت أشعر بالفعل بالضعف والقلق ولهذا السبب اعتقدت أنه من الأفضل حماية نفسي والغياب عن المؤتمرات الصحافية. لقد أعلنت ذلك مسبقًا لأنني أعتبر بأن القواعد المعمول بها قد أصبحت متجاوزة وأردت أن أشير إلى ذلك».
وأبرزت أوساكا «كتبت على انفراد لمنظمي البطولة لأعتذر لهم وأقول لهم إنني على استعداد للتحدث معهم بعد البطولة لأن بطولات الغراند سلام مكثفة».
فرانس24/ أ ف ب